مسؤول بطويلة: قدرتنا على الاستجابة لتدفق النازحين إلى المحلية أكبر من إمكانياتنا

16 يونيو 2025 – أطلقت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور في محلية طويلة بشمال دارفور، الإثنين، نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية لتكثيف تدخلاتها، مع تصاعد موجات النزوح من الفاشر ومحيطها إلى المحلية.

وتسبب التدهور الإنساني المتسارع بعد سلسلة هجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيم زمزم في تزايد عمليات النزوح الجماعي لمئات الأسر إلى مناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان.

وقال مسؤول الثقافة والإعلام بالسلطة المدنية في طويلة محمد يعقوب حسين لـ«بيم ريبورتس» إن الأوضاع الإنسانية تتجاوز قدرتهم على الاستجابة.

وأشار إلى شروعهم في تنفيذ خطة بديلة لإنشاء معسكر جديد للنازحين، في ظل توقعات بتضاعف أعداد الفارين من النزاع المسلح في مدينة الفاشر ومحيطها.

واستقبلت محلية طويلة بولاية شمال دارفور، الأحد، موجات جديدة من النازحين الفارين من العنف في مدينة الفاشر ومخيماتها وسط استجابة إنسانية ضعيفة.

وأوضح حسين أن اللجنة وضعت تصورًا لتخطيط مقنن ومنظّم يراعي المعايير الإنسانية في الاستجابة لحالات النزوح، ويتضمن توزيع قطع أرض سكنية بمساحات محددة لكل أسرة، مع تخصيص مساحات واضحة لبناء مراكز صحية ومدارس ومرافق خدمية عامة داخل المعسكر الجديد.

وأضاف أن هذا التحرك جاء بعد أن استقبلت طويلة خلال الأشهر الماضية أكثر من 250 ألف أسرة نازحة من الفاشر وزمزم، وأبو شوك، وأبوجا، وكتم، ودار السلام، وشنقل طوباي، وشرق الفاشر ومليط.

ولفت إلى أن موجة النزوح الأخيرة إلى المحلية عبر طريق كورما الشمالي أو البوابة الغربية لطويلة، تعتبر الأكبر حتى الآن، وتضم أعدادًا متزايدة من النساء والأطفال بلا مأوى أو خدمات أساسية.

ونوه حسين إلى أن لجنة التخطيط والإسكان كانت قد أنشأت سابقًا معسكرين رئيسيين هما “طويلة العمدة ” و”دبّة نايرة”، وتم توزيع الأراضي بمساحات 15×10 متر على النازحين.

لكنه أضاف أن جزءًا كبيرًا من النازحين لم يتمكن من بناء مأوى حتى باستخدام مواد محلية بسيطة، بسبب فقرهم وضعف الإمكانيات، ما أدى إلى استمرار معاناة آلاف الأسر داخل تلك المعسكرات.

وأوضح أن اللجنة، رغم استجابتها لموجات النزوح السابقة، لم تستطع توفير الإيواء الكافي داخل المعسكرين القائمين، ما دفعها للتخطيط لإنشاء معسكر ثالث تحسبًا لاستمرار تدفق النازحين من مناطق الصراع، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية في الفاشر.

تصاعد الأزمة الصحية ومستشفى واحد يعمل في المحلية

وقال حسين إن الأزمة الصحية داخل طويلة تتصاعد، حيث ظهرت حالة إصابة بالكوليرا وسط النازحين يوم السبت ، في مؤشر وصفه بالخطير على تدهور أوضاع الإصحاح البيئي.

وأكد أن المستشفى الوحيد في المحلية يعمل تحت إشراف منظمة أطباء بلا حدود ويضم كوادر طبية ويوفر أدوية أساسية، لكنه يعاني من نقص كبير في التجهيزات، بما في ذلك جهاز الأشعة والموجات الصوتية.

وتابع أن المستشفى يركّز حالياً على تقديم الإسعافات الأولية، في حين أن المراكز الصحية المنتشرة داخل المعسكرات غير قادرة على تغطية الحوجة الطبية المتزايدة.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أشار إلى أن الاستجابة ما تزال محدودة، حيث قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية جزئية، لكنها لم تغطِ الاحتياجات الأساسية، لا سيما في مجالات الغذاء والمياه والصحة.

في المقابل، لعب المجتمع المحلي دوراً محورياً في المرحلة الأولى من الأزمة، حيث ساهمت مبادرات شبابية وأهلية في توفير الوجبات والمياه وبعض الضروريات، لكن الأعداد المهولة للنازحين تجاوزت قدرتها على الاستمرار، وفقًا لما ذكر حسين.

وتنشط في محلية طويلة عدد من المنظمات الأجنبية أغلبها فرنسية وألمانية بينها «المجلس النرويجي للاجئين»، «لجنة الإنقاذ الدولية»، «المثلث الفرنسي»، «التضامن الفرنسي»، «المنظمة الألمانية»، «أطباء بلا حدود» الهولندية والفرنسية، «save the children » السويدية، ومنظمة (GOAL)، بالإضافة إلى منظمات وطنية أخرى.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع