Day: June 18, 2025

حزب الأمة القومي: تعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء انحياز لـ«مشروع الحرب»

18 يونيو 2025 – اعتبر حزب الأمة القومي، الأربعاء، تعيين كامل إدريس رئيسًا لوزراء السودان من «سلطة الأمر الواقع في بورتسودان» يُمثّل امتدادًا لانقلاب 25 أكتوبر 2021، الذي أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية، وفتح الباب لصراع دموي بين أطراف الانقلاب، أدى إلى تدمير الدولة وسقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين من الأبرياء.

وفي 19 مايو الماضي عين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إدريس رئيسًا للوزراء حيث أدى القسم في الأول من يونيو، كأول رئيس للوزراء بعد استقالة رئيس الحكومة الانتقالية عبد الله حمدوك في يناير 2022.

وفي أول خطاب له، أعلن إدريس عن أولويات لحكومته، على رأسها استعادة الأمن القومي وهيبة الدولة، وإعادة هيكلة مؤسسات الحكم، وتحقيق حوار وطني شامل. كما أكد سعيه للقضاء على – التمرد والمليشيات – ودعا الدول الداعمة لها إلى وقف العمليات الإجرامية، وفق تعبيره.

وتواجه حكومته اعتراضات من قوى مدنية ومسلحة، أبرزها تحالفي صمود وتأسيس، فيما يؤيدها معظم حلفاء الجيش.

وأكد مجلس التنسيق بحزب الأمة في بيان رفضه لأي حكومة لا تحظى بشرعية توافقية أو تفويض شعبي، مشددًا على تمسكه بحل سياسي ينهي الحرب عبر تفاوض يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتحقيق السلام العادل واستعادة التحول الديمقراطي.

وأشار البيان إلى أن تعيين إدريس لا يمكن فصله عن مسار الانقلاب، معربًا عن خيبة أمله إزاء غياب أي مؤشرات إيجابية من الرجل تجاه السعي للسلام أو الاستجابة لمعاناة السودانيين، معتبرًا أنه اختار الانحياز الواضح للخيار العسكري، وتجاهل الانهيار الشامل الذي تمر به البلاد.

كما شدد البيان على رفض الحزب القاطع لأي حلول عسكرية مفروضة بالقوة، مؤكداً أن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة يتمثل في العودة إلى عملية سياسية شاملة تؤدي إلى انتقال ديمقراطي حقيقي.

ورأى أن أي حكومة تُفرض خارج هذا المسار ستفتقر إلى الشرعية والقبول المحلي والدولي.

ودعا الحزب أطراف النزاع وحلفاءهم إلى تحكيم صوت العقل والانخراط في حوار جاد ومسؤول يفضي إلى وقف دائم للحرب وإنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية.

أطباء بلا حدود: «250» إصابة بالكوليرا في نيالا خلال «3» أسابيع

18 يونيو 2025 – أكدت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، وصول وباء الكوليرا إلى إقليم دارفور لأول مرة منذ اندلاع النزاع في البلاد قبل أكثر من سنتين.

ويمثل ظهور الكوليرا في دارفور امتدادًا لموجة وبائية أوسع اجتاحت أجزاء من السودان في الأشهر الماضية، خاصة العاصمة الخرطوم، حيث سُجلت مئات الوفيات نتيجة إصابات مشابهة.

ووصفت المنظمة في بيان الوضع بالتطور المقلق للغاية في منطقة تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية وافتقار واسع للمياه النظيفة والصرف الصحي، وتضم أعدادًا كبيرة من النازحين.

وقالت المنظمة إن ولاية جنوب دارفور تُعد الأكثر تضررًا حتى الآن، حيث سجل مستشفى نيالا التعليمي، أحد المرافق التي تدعمها المنظمة، نحو 250 حالة إصابة منذ 27 مايو الماضي.

وتعتبر نيالا معقل قوات الدعم السريع في دارفور إذ تسيطر عليها منذ أواخر أكتوبر 2023 فيما أنشأت إدارة مدنية هناك.

وأضافت المنظمة أن فرقها تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في الولاية، وتدير نقاطًا لتوزيع السوائل داخل الأحياء السكنية، كما افتتحت مؤخرًا مركزًا جديدًا لعلاج الكوليرا في مستشفى النهضة بنيالا.

وأشارت أطباء بلا حدود إلى أنها تقدّم أيضًا الرعاية الصحية المنقذة للحياة في غرب دارفور، وأبدت استعدادها لتوسيع نطاق تدخلاتها بناءً على تطورات انتشار المرض.

كما دعت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إلى التحرك العاجل، وتوفير التمويل والإمدادات الكافية، بالإضافة إلى إرسال طواقم إضافية، خاصة إلى المناطق المتأثرة في جنوب دارفور.

تصاعد في الإصابات والوفيات

وبحسب وزارة الصحة في ولاية جنوب دارفور، فقد بلغ العدد التراكمي لحالات الإصابة بالكوليرا حتى 17 يونيو 184 إصابة مؤكدة، بينها 16 حالة وفاة.

وسُجلت الحالات في أربع محليات، بينها نيالا شمال التي تصدرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا بـ108 حالات، تليها محلية بليل بـ53 حالة، ونيالا جنوب بـ23 حالة، فيما سجلت حالة واحدة في محلية نتيقة.

وفي تقريرها الصادر الثلاثاء، أوضحت إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة أن اليوم نفسه شهد تسجيل 6 إصابات جديدة، من بينها حالتا وفاة.

وتوزعت الإصابات على أحياء في محلية نيالا شمال مثل حي الرياض غرب وحي المهندسين، بالإضافة إلى حي الجير شمال في نيالا جنوب، ومعسكر كلمة (سنتر 1) بمحلية بليل.

وكانت السلطات الصحية قد أعلنت في الأول من يونيو حالة الطوارئ الصحية عقب رصد تفشي المرض في أربع محليات بولاية جنوب دارفور.

بعثة تقصي الحقائق: الحرب في السودان تحولت إلى حالة طوارئ حقوقية

18 يونيو 2025 – قالت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان إن النزاع الأهلي في البلد لا يقترب من نهايته، مشيرة إلى أن معاناة المدنيين تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل تفكك الحكم، وعسكرة المجتمع، وتدخل جهات أجنبية.

وفي أكتوبر 2023 اعتمد مجلس حقوق الإنسان، قرارًا بتشكيل بعثة أممية لتقصي الحقائق في الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في السودان منذ اندلاع الحرب.

وأكدت البعثة، في تقرير قُدم الثلاثاء إلى مجلس حقوق الإنسان بجنيف، أنها جمعت أدلة على ارتكاب جرائم دولية تلطخ سمعة جميع المتورطين فيها.

وأوضح التقرير أن ما بدأ كأزمة سياسية قد تحول إلى حالة طوارئ حقوقية كبرى تدخل عامها الثالث دون أي بوادر لحل قريب.

وجددت البعثة دعوتها إلى المجتمع الدولي بفرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى السودان، وضمان ملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة.

وأشارت إلى توثيقها تصاعد استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، وارتفاعًا مقلقًا في العنف الجنسي، وحصارًا ممنهجًا للمرافق الطبية، إضافة إلى استخدام المساعدات كسلاح حرب.

انتهاكات واسعة: قتل واغتصاب وتجويع

وقال رئيس البعثة، محمد شاندي عثمان، إن السودان يشهد أزمة دموية تتغذى يومًا بعد يوم في ظل غياب الإرادة السياسية، مشيرًا إلى أن البعثة «جمعت أدلة وملفات عن الجناة المحتملين» وتعاونت بشكل سري مع جهات قضائية دولية.

من جانبها، قالت عضوة البعثة، منى رشماوي، إن ما بدأ كأزمة سياسية وأمنية أصبح الآن حالة طوارئ خطيرة على مستوى حقوق الإنسان، لافتة إلى أن الانتهاكات المرتكبة تلطخ سمعة جميع المتورطين فيها،فيما يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر، خاصة النساء والأطفال.

وأشار التقرير إلى أن الحرب – التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل الآلاف، ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية والأسواق والمرافق الصحية.

مجازر في دارفور وأم درمان

وأوضحت البعثة أنها وثقت تصاعدًا في استهداف المدنيين في مدينة الفاشر، من اعتقالات وقتل إلى حرق قرى ونهب ممتلكات على يد قوات الدعم السريع.

وواصلت «خلال هجوم بين 10 و13 أبريل على محيط المدينة، قُتل أكثر من 100 مدني، بينما قُتل 15 آخرون في قصف على الكومة. كما ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة في حي الصالحة بأم درمان يوم 27 أبريل، راح ضحيتها 30 مدنيًا».

وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الجيش، مثل الخرطوم وسنار والجزيرة، قالت البعثة إنها وثقت انتهاكات انتقامية واسعة النطاق، استهدفت مدنيين يُشتبه في دعمهم للدعم السريع، بينهم أطباء وعمال إغاثة ونشطاء، تعرّض بعضهم للتعذيب والإعدام.

المستشفيات تحت النار والمساعدات تُستخدم كسلاح

أيضًا حذرت البعثة من أن الأطراف المتحاربة تُحول المساعدات الإنسانية إلى أداة للضغط والتجويع، لافتة إلى أن الجيش فرض قيودًا وصفتها بالـبيروقراطية على توصيلها، بينما نهبت قوات الدعم السريع القوافل ومنعتها من الوصول للمتضررين.

وفي 2 يونيو، قُتل خمسة موظفين في قصف على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالكومة، كما تعرض المستشفى السعودي في الفاشر لقصف متكرر من قبل الدعم السريع، فيما استهدفت طائرة مسيرة تابعة لهم مستشفى الأبيض الدولي في شمال كردفان، ما أدى إلى مقتل ستة مدنيين وإغلاق آخر عيادة نشطة في المنطقة.

عنف جنسي واسع النطاق

كذلك قال التقرير إن النساء والفتيات، لا سيما في مناطق النزوح، يتعرضن لأشكال مروعة من العنف الجنسي تشمل الاغتصاب الجماعي، والزواج القسري، والاستعباد الجنسي، في ظل غياب شبه تام للحماية، وخصوصًا في المخيمات الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.

وأكدت خبيرة البعثة، جوي نغوزي إزييلو، أن المساءلة ليست ترفًا بل ضرورة لتحقيق سلام دائم،محذرةً من أن غياب المحاسبة هو أحد الأسباب الجذرية لاستمرار النزاع في السودان.