27 يونيو 2025 – عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة لمناقشة تطورات الصراع في السودان، استمع فيها إلى إحاطة شاملة من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا مارثا بوبي، وممثلة المجتمع المدني شاينا لويس، وإلى كلمات من الدول الأعضاء، بينها السودان والصين والمملكة المتحدة. كما استمع المجلس إلى إحاطة من رئيس لجنة العقوبات المعنية بالسودان.
وسلّطت الجلسة الضوء على تصاعد حدة القتال وتفاقم الوضع الإنساني، وسط تحذيرات أممية من خطر اندلاع حرب إقليمية، ودعوات إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات، ودعم الحكومة الجديدة في السودان بقيادة كامل إدريس.
الأمم المتحدة: الوضع الإنساني كارثي والقتال يتمدد
وفي كلمتها، حذّرت بوبي من أن استمرار الحرب يعرض حياة المدنيين لخطر جسيم، مشيرةً إلى أن القتال أدى إلى خسائر بشرية كبيرة ونزوح جماعي، وسط تصاعد الضربات الجوية العشوائية، واستخدام أسلحة متطورة بينها الطائرات المسيّرة، مما وسع رقعة النزاع ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقًا – بحسب تعبيرها.
ونبهت المسؤولة الأممية إلى الاشتباكات في منطقة الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، والتي قالت إنها شملت قوات الجيش السوداني والدعم السريع وعناصر من الجيش الوطني الليبي، وعدّتها مؤشرًا مقلقًا إلى احتمال توسع النزاع إلى دول الجوار.
وأضافت: «لا يمكننا تحمل المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي». «يجب أن نتخذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة الشعب السوداني» – أردفت بوبي.
كما عبّرت بوبي عن قلقها من تزايد الانتهاكات، بما في ذلك القتل خارج نطاق القانون، والعنف الجنسي حتى ضد الأطفال، مؤكدةً أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجرائم. ودعت إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، وتوفير مظلة دولية قوية للحوار وخفض التصعيد.
ومن جانبها، قدمت المستشارة الأولى في رابطة إدارة الطوارئ في إفريقيا شاينا لويس إحاطة إلى مجلس الأمن بصفتها ممثلة للمجتمع المدني، عقب زيارة ميدانية إلى السودان قبل أسبوع.
ولفتت لويس إلى أن ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية متوقفة عن العمل في مناطق النزاع، فيما تعرضت لأكثر من 540 هجمة منذ بدء الحرب، مما أدى إلى انهيار شبه تام في النظام الصحي.
ورأت لويس أن الحرب الحالية محاولة لتدمير الثورة السلمية التي قادها الشباب السوداني، لا سيما الشابات، قائلةً: «رؤيتهم للسلام والعدالة والحرية ليست خرافة. إنها باقية في شوارع السودان».
مندوب السودان :الدعم الخارجي يؤجج الحرب
من جهته، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن استمرار الحرب يعود إلى الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع، مطالبًا مجلس الأمن بتصنيفها جماعة إرهابية، وإدانة الدول الداعمة لها.
وأكد إدريس التزام الجيش السوداني بهدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، لافتًا إلى تعرضها يوميًا لأكثر من 240 هجومًا من قبل «المليشيا»، وداعيًا إلى تسهيل دخول المساعدات إلى المدينة وحماية المدنيين.
وأشار إدريس إلى جهود رئيس الوزراء الجديد كامل إدريس، في إطلاق «حكومة الأمل» وتنفيذ برامج خدمية شملت فتح سبعة معابر للمساعدات وعودة مئات الآلاف من الأسر، إلى جانب تطعيم أكثر من مليون ضد الكوليرا، واستيعاب الطلاب النازحين.
واستعرض إدريس تقارير تفيد باكتشاف 965 مقبرة جماعية، وتوثيق أكثر من 120 ألف دعوى قضائية ضد «الدعم السريع» بتهم الإبادة الجماعية والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال، بالإضافة إلى قتل أكثر من 28 ألف شخص، بدعم من «مرتزقة ينتمون إلى 12 دولة» – وفق قوله.
الصين: لا لفرض حلول خارجية
أما ممثل الصين، فأكد أن تشكيل الحكومة الجديدة «خطوة إيجابية يجب دعمها»، مشددًا على حق السودان في اختيار مساره السياسي والتنظيمي بما يتسق مع ظروفه الخاصة، ومحذرًا من محاولات فرض حلول خارجية لا تراعي تعقيدات الواقع.
وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة عُقدت بموجب القرار 2715 الصادر في 1 ديسمبر 2023، والذي يُلزم الأمين العام بتقديم إحاطة كل 120 يومًا بشأن جهود الأمم المتحدة لدعم السودان نحو السلام والاستقرار.