29 يونيو 2025 – أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» عن تسليم نسخة من رؤيته السياسية لعدد من التحالفات السودانية، على أن يقدمها لاحقًا للجيش والدعم السريع، قبل أن يستثني حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته.
وفي منتصف يونيو الحالي أجاز تحالف «صمود» وثيقة الرؤية السياسية لإنهاء الحروب في السودان واستعادة مسار الثورة وتأسيس الدولة، تمهيدًا لطرحها للنقاش مع قوى وتكتلات مدنية وسياسية.
وأوضح التحالف في لقاء مع الصحفيين عقد في العاصمة المصرية القاهرة أمس السبت أن تقديم الرؤية لطرفي الحرب سيتم لاحقًا بعد بلورة موقف مدني أوسع وأكثر شمولًا.
وشملت التحالفات التي عٌرضت عليها الروؤية السياسية الكتلة الديمقراطية وتحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، بالإضافة إلى قوى الحراك الوطني التي تضم رئيس السلطة الإقليمة السابق لإقليم دارفور التجاني سيسي، وحزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، تمهيدًا لانطلاق مشاورات رسمية.
وشارك في اللقاء عدد من قيادات التحالف بينهم صديق الصادق المهدي، وعمر الدقير وبابكر فيصل.
وفي الكلمة التي قدمها خلال اللقاء، أقر رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في التحالف، عمر الدقير، بوقوع أخطاء خلال المرحلة الانتقالية السابقة.
وأشار إلى أن قوى الثورة واجهت تلك الأخطاء بممارسة نقدية موثقة عبر ورشة تقييم الحرية والتغيير والتي نُشرت في كتاب تجاوز 600 صفحة.
وأكد أن التحالف يطرح نفسه كقوة مدنية مستقلة تنأى عن الاصطفاف مع أي من طرفي الحرب، وتتبنى الوسائل السلمية والسياسية كطريق وحيد لإنهاء النزاع عبر تفاوض متكامل يشمل المسارات الإنسانية والسياسية ووقف إطلاق النار.
وأوضح الدقير أن الرؤية تضمنت تصورات للمرحلة الانتقالية المقبلة، بما في ذلك هياكل الحكم ومدة الفترة الانتقالية، لكنها تظل مفتوحة للنقاش والتعديل مع بقية القوى المدنية.
ولم يستبعد الدقير في كلمته عقد مؤتمر مائدة مستديرة لتوحيد رؤى القوى المدنية غير المنحازة، باستثناء الحزب المحلول ـ المؤتمر الوطني ـ وواجهاته، مشيرًا إلى أن إشعال الحرب جاء بهدف إفشال الاتفاق الإطاري وإعادة تمكين النظام السابق.
فيما ذكر القيادي بالتحالف بابكر فيصل أن حزب المؤتمر الوطني المحلول يرفض الإقرار بفشل تجربته أو الاعتراف بالثورة، بل أشعل الحرب لاستعادة سلطته، واعتبر أن إشراكه في أي عملية سياسية هو مكافأة على تقويض الانتقال والانقلاب عليه، مشيرًا إلى استثنائه وواجهاته من طرح الرؤية.
وأكد فيصل صعوبة تنظيم انتخابات حرة في ظل وجود أكثر من 4.5 مليون قطعة سلاح قبل الحرب، تضاعفت لاحقاً مع تعدد المليشيات.
من جانبه، قال الأمين العام للتحالف، صديق الصادق المهدي، إنهم تلقوا ملاحظات مهمة، مشيرًا إلى أنه سيتم استصحابها بغرض تطوير الرؤية السياسية، كما أشار إلى انحسار ما وصفها بحملات التشويه الجائرة.
وكان قيادي بتحالف صمود قد بين في تصريح لـ«بيم ريبورتس» أن الرؤية المطروحة تفتح الباب أمام عملية سياسية سودانية شاملة، تستند إلى مبدأ الجلوس على طاولة واحدة بمشاركة كافة الأطراف، للوصول إلى اتفاق حد أدنى حول وقف الحرب، ومن ثم الانتقال إلى حوار سياسي سوداني – سوداني يشمل الترتيبات الدستورية والمرحلة الانتقالية ومرحلة التأسيس.
وتضمنت رؤية صمود مقترحًا لمرحلة انتقالية تمتد لخمس سنوات تتضمن كتابة دستور وقانون انتخابات، تعقبها مرحلة تأسيسية لخمس سنوات أخرى تُجرى خلالها انتخابات تأسيسية لاستكمال عملية بناء الدولة.