Day: June 30, 2025

خطر الجوع يهدد لاجئي السودان في دول الجوار مع احتمالية توقف المساعدات

30 يونيو 2025– حذّر برنامج الأغذية العالمي، الإثنين، من احتمال توقف المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السودانيين في عدد من دول الجوار خلال الأشهر المقبلة، بسبب نقص التمويل، مما يعرض ملايين الفارين من الحرب لخطر الجوع وسوء التغذية.

وأوضح البرنامج في بيان أن دعمه قد يتوقف كليًا في جمهورية إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وليبيا إذا لم تُقدم مساهمات جديدة، فيما يضطر بعض اللاجئين في أوغندا للعيش على أقل من 500 سعرة حرارية يوميًا، أي ما لا يتجاوز ربع الاحتياج الغذائي اليومي، بينما تقترب أنظمة دعم اللاجئين من الانهيار.

وفي تشاد، التي تستضيف نحو ربع اللاجئين الفارين من السودان، قال البرنامج إن الحصص الغذائية تواجه خطر التخفيض الوشيك ما لم يتم توفير تمويل إضافي.

وقال منسق الطوارئ الإقليمي لأزمة السودان في برنامج الأغذية العالمي، شون هيوز: «هذه أزمة إقليمية شاملة تضرب بلدانًا تعاني أصلًا من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي والصراعات».

وأضاف «يعتمد ملايين الأشخاص الذين فروا من السودان كليًا على الدعم الذي يقدمه البرنامج، لكن من دون تمويل إضافي، سنُجبر على تقليص المساعدات الغذائية، مما يعرض الأسر الأضعف وخاصة الأطفال لمخاطر متزايدة من الجوع وسوء التغذية».

ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، فر أكثر من 4 ملايين شخص إلى دول الجوار، بحثًا عن الأمان والمأوى والغذاء، وغالبًا ما وصلوا في ظروف نفسية وصحية بالغة السوء، ومن دون أي متاع سوى الملابس على أجسادهم.

وقال البرنامج إنه سارع إلى تقديم مساعدات طارئة في سبع دول مجاورة تشمل جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، مصر، إثيوبيا، ليبيا، جنوب السودان، وأوغندا.

كما قدم الغذاء والنقد والوجبات الساخنة والدعم التغذوي للاجئين، ووسع كذلك الدعم الموجه إلى المجتمعات المضيفة التي استقبلتهم بسخاء رغم ما تعانيه من انعدام الأمن الغذائي.

وفي أوغندا وجنوب السودان، تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال اللاجئين عتبات الطوارئ، حيث يعاني العديد منهم من الهزال وسوء التغذية الحاد حتى قبل وصولهم إلى مراكز الاستقبال.

وفي تشاد، ضاعف البرنامج سعة التخزين أربع مرات، وعزز خطوط الإمداد الغذائي لدعم حركة اللاجئين الوافدين من دارفور، واستمرار العمليات عبر الحدود إلى داخل السودان. كما وسّع المساعدات النقدية في مصر وجنوب السودان، وسجّل الأسر اللاجئة فور وصولها لتلقي الدعم الطارئ.

أما داخل السودان، فقد ذكر البرنامج أنه نجح في توسيع نطاق استجابته لتشمل أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا أي أربعة أضعاف العدد الذي كان يتلقى المساعدة في مطلع عام 2024.


200 مليون دولار للإستجابة الطارئة في دول الجوار

ودعا برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي إلى حشد موارد عاجلة للحفاظ على استمرارية المساعدات الغذائية والتغذوية المقدمة للاجئين السودانيين والمجتمعات المضيفة التي تدعمهم.

وأوضح أنه يحتاج إلى ما يزيد قليلاً عن 200 مليون دولار أمريكي لضمان استجابته الطارئة في دول الجوار خلال الأشهر الستة المقبلة، بالإضافة إلى 575 مليون دولار مطلوبة لتمويل العمليات الإنسانية داخل السودان نفسها، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا.

وأكد أن المساعدات وحدها لا تكفي لإنهاء هذه المأساة، مشيرًا إلى أن المطلوب هو تحرك سياسي ودبلوماسي عالمي عاجل لوضع حد للنزاع، وفتح الطريق أمام عودة السلام والاستقرار.

البرهان: السودان لا يطلب تعاطفًا أو مساعدات مؤقتة وإنما يسعى إلى دعم مستدام

30 يونيو 2025 – قال قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، الإثنين، إن السودان لا يطلب تعاطفًا أو مساعدات مؤقتة، بل يسعى إلى دعم مستدام قائم على ما وصفه بالإنصاف الحقيقي في إطار نظام عالمي عادل يمكن البلاد من النهوض والوفاء بالتزاماتها التنموية.

وكان البرهان قد وصل أمس الأحد إلى مدينة إشبيلية الإسباينة للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع للتمويل لتمويل التنمية تلبية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإسباني.

وأكد البرهان خلال مخاطبته أعمال المؤتمر إن بلاده اتخذت خطوات مهمة على طريق الاستقرار المدني، بتعيين مدني رئيسًا لمجلس الوزراء ما يعكس الإرادة الثابتة لاستكمال مؤسسات الدولة والانتقال نحو الديمقراطية، على حد تعبيره.

والجمعة ذكر مجلس السيادة السوداني أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عبر خلال اتصال مه البرهان، عن ترحيبه بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء، مؤكدًا دعم الأمم المتحدة للخطوة التي قال إنها تمثل «تقدمًا نحو استكمال عملية الانتقال المدني الديمقراطي في السودان» – بحسب إعلام المجلس.

وأوضح البرهان أن الأزمة التي تمر بها البلاد تُعد دليلًا قاطعًا على قصور النظام المالي العالمي، مشددًا على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية تضمن العدالة والتمثيل المنصف للدول النامية في مراكز صنع القرار الاقتصادي الدولي.

واستعرض البرهان أمام قادة الدول والحكومات المشاركين في المؤتمر حجم التحديات التي يواجهها السودان، مؤكدًا أن البلاد تعاني من تداعيات حرب «عدوانية مدمرة» أدت إلى تدمير البنى التحتية الأساسية وخلق أزمة إنسانية واسعة النطاق.

ودخلت الحرب في السودان عامها الثالث مخلفةً عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين والنازحين وأضرارًا في البنى التحتية بولايات البلاد المختلفة.

ومع ذلك، أشار البرهان إلى أن السودان، ورغم الجراح العميقة، لا يزال متمسكًا بالأمل ويتطلع إلى شراكة دولية تقوم على احترام السيادة الوطنية والمصالح المشتركة.