Day: July 10, 2025

السودان: عودة محطة مياه رئيسية تغذي مناطق واسعة في أم درمان للعمل


10 يوليو 2025 – أعلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم، الخميس، دخول محطة مياه بيت المال في أم درمان إلى الخدمة رسميًا، بعد استكمال الترتيبات الفنية والهندسية اللازمة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه ولاية الخرطوم من أزمة حادة في خدمات المياه، بعد تعرض عدد من المحطات للتخريب أو التوقف بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وقال المدير العام للهيئة، محمد علي العجب، في تصريح صحفي ، إن إعادة تشغيل المحطة سيسهم في تغذية منطقة أم درمان القديمة وأجزاء من حي العرضة، مؤكدًا أن الأيام المقبلة ستشهد دخول محطتي الشجرة والجريف إلى الخدمة.

وتوقفت محطة بيت المال عن العمل كلياً منذ يونيو 2023، بعد أن تعرضت لأعمال تخريب ونهب من قبل مسلحين خلال الأيام الأولى للحرب، وفق ما أكدته الهيئة في بيان رسمي صدر في 26 أبريل 2023، مشيرة إلى اقتحام المحطة وسرقة معداتها ومكاتبها.

وكانت الهيئة قد أعلنت، في وقت سابق من هذا العام، توقف محطة بحري بالكامل بعد تخريب ممنهج طال بنيتها ومعداتها، ما أثر على مناطق واسعة في العاصمة.

وفي مطلع يوليو الحالي؛ أفاد بيان لهيئة ولاية الخرطوم بأن محطتي القماير وأبو سيد في أم درمان قد عادتا للعمل، وقبلهما محطة سوبا في الخرطوم مع بدء عمليات إصلاح خمس محطات قديمة متضررة.

وكانت منظمة يونيسيف قد قالت في تقرير في مايو الماضي إن أزمة المياه والكهرباء في ولاية الخرطوم أجبرت السكان بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون طفل على الاعتماد على مصادر ملوثة مثل آبار غير آمنة ومياه النيل، مما عزز خطر تفشي الكوليرا.

كما حذرت لجنة الإنقاذ الدولية في الشهر نفسه من أن انهيار شبكات المرافق أدى إلى انتشار نحو 60 ألف حالة كوليرا وأكثر من 1,600 حالة وفاة محليًا، في ظل اعتماد السكان على مصادر ملوثة.

وفي مايو 2025، وثقت وزارة الصحة الاتحادية وفاة أكثر من 170 شخصًا بالكوليرا خلال أسبوع واحد فقط، في واحدة من أسوأ موجات تفشي المرض خلال الحرب، وكانت ولاية الخرطوم بؤرتها الأساسية.

الأبيض تستمر في الصمود تحت عصف أزمنتها القاسية المُستعادة من التاريخ

في قلب الطريق الرابط بين غرب ووسط السودان تقف «الأبيّض» المدينة التي وضعت مرارًا بين فوهات المدافع وعرفت الحصار كما تعرف المواسم. جعلها موقعها مطمعًا، لكن بالمقابل جعلها أهلها حصنًا منيعًا وساحة صلبة لا تنكسر. 

فمن مدافع الأتراك في القرن التاسع عشر إلى حصار جيش المهدي في أواخره، ثم إلى محاولة خنقها من الدعم السريع اليوم، تغير الأعداء وتبدلت الرايات، لكن المدينة لم تتغير، احتفظت بصبرها وتاريخها وسكانها الذين تشبثوا بترابها وصمدوا كما جدرانها، مقدمين ارتباطهم بجذورها على مشاعر الخوف. 

تعد الأبيّض من أقل المدن التي شهدت نزوح سكانها منها – بحسب ما يخبرنا أحد المحاضرين في جامعة كردفان، مُرجعًا ذلك إلى أن مواطنيها يحملون تاريخ المدينة القديم في معاشهم اليومي والذي يمنحهم جلدًا على البقاء فيها.

وصلت تداعيات الحرب التي اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2023 إلى الأبيض، المعروفة بعروس الرمال، مباشرة في اليوم الأول من اندلاعها، وذلك عبر مهاجمة قاعدتها الجوية.

والأبيض عُرفت تاريخيًا بأنها منطقة تجارية منذ منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، وتمثل ذلك في ازدهار القوافل بين سلطنة سنار ومصر، إذ كانت تمر عبرها القوافل القادمة من الجنوب ومن سنار – بحسب ما نقل الناشط الثقافي محمد أحمد (ود السك) لـ«بيم ريبورتس».

 

يقول (ود السك)، وهو من أبناء المدينة، إن الأبيّض كانت في تلك الحقبة التاريخية محطة لتجميع السلع ومستراحًا للقوافل قبل انطلاقها نحو الشمال إلى محافظة أسيوط في مصر وإلى ليبيا عبر الصحراء الكبرى ومن ثم إلى البندقية في أوروبا، وأصبحت أهم ميناء بري صحراوي جنوب الصحراء.

وعرفت الأبيض أيضًا باستقبال قوافل الحجيج القادمة من نيجيريا والغرب الأوسط الإفريقي في طريقها نحو الأراضي المقدسة في الحجاز. 

واستمر تطور المدينة في القرن السابع عشر الميلادي، وأصبحت سوقًا مهمة في المنطقة، زاخرة بالسلع القادمة من جنوب السودان وغربه، مثل محاصيل السمسم والدخن والصمغ العربي والفول السوداني والعاج.

 

وتعدّ الأبيّض منطقة إستراتيجية في البلاد، إذ أنها ملتقى طرق يربط الخرطوم بولايات شمال دارفور وشرق دارفور وجنوب دارفور، إلى جانب الطريق القومي بارا – أم درمان، وهو ما جعلها في لحظة اندلاع الحرب الحالية ساحة للعمليات العسكرية مع محاولات السيطرة عليها.

وعلى مدار أكثر من عامين شهدت عاصمة شمال كردفان، وما تزال، أشكالًا وأنواعًا مختلفة من الاشتباكات العسكرية والقصف المدفعي والحصار، والتي تحولت في الأسابيع الماضية إلى قصفٍ بالمسيّرات الإستراتيجية التي تطلقها «الدعم السريع» مستهدفةً عبرها البنية التحتية بالمدينة من مستشفيات ومحطات كهرباء، مما ألقى بثقله العسكري على حياة المواطنين ومعيشتهم، تقتيلًا ومعاناةً اقتصادية في توفير معاشهم اليومي.

دور الأبيّض في تشكل السودان الحديث

اضطلعت مدينة الأبيّض، وما تزال، بدور سياسي واجتماعي في تشكل السودان الحديث، منذ نشأتها في القرن الخامس عشر كمركز تجاري، وعلى امتداد سنين الغزو والإدارة التركية والثورة المهدية. كما تطور دورها السياسي كذلك إبان فترة الاستعمار الإنجليزي المصري وتشكل الدولة الوطنية ما بعد الاستقلال، إذ كان للمدينة دور كبير في دعم الحركة الوطنية في السودان.

ومع تأسيس نادي الخريجين في العام 1936، في أم درمان وبدء نشاطه السياسي بدعوة إدارة الاستعمار الثنائي (البريطاني – المصري) إلى منح حق تقرير المصير للشعب السوداني، اختار الأبيض مقرًا للجنته في غرب السودان. 

كما أنشئ خلال تلك الفترة نادي الأعمال الحرة في الأبيّض، الذي اضطلع بدور في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وفي حركة التعليم الأهلي بالمدينة.

 

لكل ذلك، فإنّ ارتباط سكان الأبيّض بمدينتهم ليس لحظة عابرة، ما يجعلهم يخلقون آليات اجتماعية وتضامنية التعاطي اليومي مع الصعوبات التي تجعل من «الحياة في المدينة جحيم فعلي» كما يصفها أحد مواطني المدينة الذين تحدثت إليهم «بيم ريبورتس».

حصار الأبيّض ما بين لحظتين

«كانت حياتنا رخية، تصلنا البضائع من عُدة جهات، وأسعارها في متناول الجميع. كل ذلك تغّير لحظة اندلاع الحرب، إذ حُوصرت المدينة وأغلقت الطرق الرئيسية من قبل الدعم السريع، وأصبح المعيش اليومي قاسيًا وصعبًا. اليوم نبذل جهدًا كبيرًا للحصول على الماء والغذاء والعلاج» – تصف سارة عبد الله (اسم مستعار) الحياة اليومية في الأبيض منذ أكثر من عامين. 

عاش سكان الأبيض لأكثر من عامين تحت حصار عسكري فرضته قوات الدعم السريع على المدينة وقصف مدفعي قتل وجرح المئات.

وأدى الحصار كذلك في جانب آخر إلى إغلاق المداخل الرئيسية التي تربط المدينة بكل ما حولها والسيطرة على الحركة التجارية وفرض ضرائب على كل ما يدخل المدنية من بضائع وسلع أساسية وأدوية ومستلزماتٍ معيشية، مما تسبب في انهيار اقتصادي واجتماعي كبير في جميع القطاعات الخدمية والمعيشية.

لم يكن التدهور ذا طابع واحد في غلاء الأسعار والبضائع وتضرر البنية التحتية الخدمية فقط، بل ومن جانب آخر فإن حصار المدينة نفسه تسبب في فقدان المواطنين لأغلب مصادر دخلهم ومعيشتهم؛ إذ تأثر، مع التدهور الاقتصادي، العاملون والعاملات في القطاع غير الرسمي أشد التأثر جراء الوضع الاقتصادي، فيما اتجه موظفو القطاع الرسمي، مع انقطاع أجورهم وفقدان عملهم، إلى العمل في كل ما هو متاح من حرفٍ أو مهنٍ بسيطة في محاولة التغلب على سوء الوضع الاقتصادي، ما جعل «عدد العاملين الفريشة والسقايين يكاد يكون جل سكان المدينة» – كما تخبرنا متطوعة في غرف الطوارئ من داخل المدينة.

صورة لأحد المحلات التجارية في سوق الأبيّض

الأقل نزوحًا

لكن على الرغم من الحصار الذي تعرضت له المدينة منذ بداية الحرب، إلا أنها بالمقابل، تعد من أقل المدن التي شهدت نزوحًا من سكانها – كما يخبرنا أحد المحاضرين في جامعة كردفان، ويرجع ذلك –بحسب قوله– إلى أن مواطني الأبيض يحملون تاريخ المدينة القديم في معاشهم اليومي والذي يمنحهم جلدًا على البقاء فيها.

تعود تلك الذاكرة إلى عهد الغزو التركي، حين اتجه جزء من جيش محمد علي باشا إلى المدينة لما تمثله من فضاء محوري يربط أجزاءً مختلفة من السودان.

ومع ذلك، وعلى الرغم من المقاومة التي أبداها المقدوم مسلم الذي كان قائدًا عسكريًا في مملكة «المسبعات»، في مواجهته جيشًا مدججًا بالسلاح الناري والمدافع في معركة «بارا» القريبة من الأبيّض في العام 1821، إلا أنها اُخضعت لسيطرة الغزو التركي حينها.

وفيما بعد، عقب اندلاع الثورة المهدية، هاجم جيش الإمام محمد أحمد المهدي مدينة الأبيض، في العام 1882 لاستعادتها من الأتراك الذين كانوا قد جعلوها مركزًا لحكمهم الاستعماري في غرب البلاد إلا أنها استعصت على أنصار المهدي بسبب الحصن العسكري وتمترس الأتراك داخلها، وبعدها فرضت قوات المهدي حصارًا على المدينة، قبل أن يقتحمها جيش الأنصار ويستولي عليها في 19 يناير 1883، مما شكل ضربة موجعة للإدارة التركية. 

في تلك الحقبة شهدت الأبيض أزمة جوع حادة نتيجة حصار لمدة أربعة أشهر فرضه جيش المهدية على المدينة، وإن كان الحصار مفروضًا في الأساس على الأتراك إلا أن آثاره امتدت عميقًا إلى جموع سكان الأبيض، متمظهرًا في نقص الغذاء والمياه.

 

ذاكرة تاريخية

بهذه الذاكرة التاريخية للمدينة، صمد سكانها خلال الحرب الحالية، رغم ما عانوه من تقتيل وقصف عشوائي وعنف «الدعم السريع» التي حاصرت المدينة ومنعت سبل الحياةِ منها، وأذاقت سكان الأحياء الغربية خاصةً الويلات من الهجمات المستمرة والنهب والسلب.

فما بين حصار المهدية للمدينة، والذي أتى في مواجهتها لحكمٍ استعماري فرض الضرائب الباهظة على أرجاء البلاد كافة، إلى لحظة حصار «الدعم السريع» التي سعت إلى السيطرة على المدينة وحاصرها، ما تزال المدينة تقاوم.

فك الحصار

في فبراير 2025 تنفس مواطنو مدينة الأبيض الصعداء، بعد فك الجيش السوداني الحصار الذي فرضته «الدعم السريع» لما يقارب العامين، إذ أصبح، بعد سيطرة الجيش على الخرطوم في مارس 2025، الطريق من الخرطوم إلى الأبيض –الذي يبلغ طوله نحو 500 كيلومترًا– سالكًا.

قوبل هذا الحدث المهم بالفرح والاحتفال من المواطنين، هذه الاحتفالات كانت احتفالاتٍ تعي وجود إمكان ما للحياة الآن، وانسياب البضائع والسلع، والتواصل مع المدن الأخرى، وانتعاش السوق الاقتصادي.

لكن في المقابل، شنت قوات الدعم السريع قصفًا شديدًا على المدينة، في 25 فبراير الماضي، استهدف عدة أحياء سكنية في الجهة الشمالية من المدينة، مما أدى إلى سقوط القذائف على منازل المواطنين في أحياء مكتظة، وتسبب في وقوع إصابات وخسائر في الممتلكات.

ومع فقدان قوات الدعم السريع سيطرتها على كامل ولايات وسط السودان وجنوب شرق السودان، اتجهت إلى استخدام الطائرات المسيرة المختلفة، لا سيما في المناطق التي لا تمتلك فيها أو داخلها قوات مشاة أو التي استعصى عليها دخولها. فهاجمت مدن مروي في شمال السودان ومحليات ولاية الخرطوم والعاصمة الإدارية بورتسودان، علاوةً على مدينة الأبيض التي لم تسلم من هذه الهجمات؛ إذ شهدت المدينة عددًا من عمليات القصف عبر المسيرات منذ فبراير الماضي، استهدفت المستشفى العسكري ومحطات المياه ومستشفى «الضمان»، مما أدى إلى مقتل ستة مواطنين وإصابة 14 آخرين.

ما بعد كسر الحصار 

كان كسر الحصار عن الأبيض خبرًا جيدًا لسكان الأبيض، إذ انفتحت الطرق التجارية وانسابت السلع والبضائع، مما خفف المعاناة عن كاهل المواطنين، لكن صاحب ذلك في المقابل، بروز تحدياتٍ جديدة في عدة أصعدة، فقد اتجهت قوات الدعم السريع إلى قصف المدينة ومنشآتها وأحيائها بالمسيرات، والتي «أحدثت رعبًا وهلعًا جماعيًا وسط المواطنين» – بحسب ما تشير سارة عبد الله.

وقصفت مسيرات «الدعم السريع» مستشفى «الضمان» والمستشفى العسكري، مما أدى إلى مقتل العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى توقف العمل في مستشفى الضمان لنحو أسبوعين، علاوةً على محطة الكهرباء البديلة.

لكن ليست المسيرات وحدها ما يثير الهلع، فعلاوةً على  ذلك تسود أرض المدينة حالة عسكرة جعلت منها ثكنة عسكرية دائمة، بعد دخول متحرك «الصيّاد» التابع للجيش السوداني إلى المدينة، إذ تشهد المدينة يوميًا، كما يوضح خالد عباس وسارة عبد الله، عشرات حالات النهب والسرقة، إلى الإطلاق العشوائي للرصاص على المواطنين.

ورغم كل ما سبق، ومع استمرار هجمات «الدعم السريع» من جهة بارا القريبة –على بُعد نحو 40 كيلومترًا– ومن القرى المحيطة وأحيانًا من غرب الإقليم – ما تزال الأبيض صامدة.

مدينة اعتادت على الحصار، واعتادها أهلها في كل الظروف. ورغم التعب، تواصل حياتها يومًا بعد يوم، كما لو أنها قررت أن لا تغيب عن مشهد البلاد، وأن تبقى، ببساطتها وعنادها، حاضرة تتنفس.

تحالف «صمود» يرجب بتصريحات ترامب حول إيجاد تسوية سلمية للصراع في السودان

10 يوليو 2025 – رحب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود»، الخميس، بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول سعي إدارته لإيجاد تسوية سلمية للصراع السودان.

وتوقفت المحادثات المباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أواخر 2023.

وفي الرابع من يونيو الماضي اتخذت الإدارة الأمريكية الجديدة أول خطوة كبيرة منذ وصولها إلى السلطة تجاه السودان، عندما استضافت واشنطن اجتماعًا لدول الرباعية ممثلة في المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات، حول سبل معالجة الأزمة في السودان.

وحددت واشنطن هدفها من الاجتماع بالسعي لإقناع الطرفين المتحاربين في السودان بوقف الأعمال العدائية والتفاوض على حل.

وأمس أكد الرئيس الأمريكي خلال اجتماع مع قادة أفارقة في البيت الأبيض تخطيط إدارته لتسهيل التوصل لتسوية سلمية​ في السودان وليبيا وعدد من دول القارة الإفريقية.

وحث تحالف «صمود» في تصريح صحفي كل الدول الشقيقة والصديقة لدعم مسارات الحل السياسي المتفاوض عليه لإنهاء الحرب «التي افقدتنا آلاف الأرواح البريئة ودمرت البنية التحتية وشردت وأذلت ملايين السودانيين والسودانيات، ووجب وقفها بشكل فوري».

وأشاد التحالف بتجدد الدور الإيجابي الأميركي في حل الأزمات بالقارة الإفريقية.

وأضاف «نأمل أن يعضد هذا التوجه مسار الحل السياسي، ويمهد الطريق نحو تحقيق السلام والتحول الديمقراطي، بما يتماشى مع رغبة غالب أهل السودان».

وكان وزير وزير الخارجية الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، قد أجرى محادثات هاتفية في 24 يونيو الماضي مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، بشأن الوضع في السودان، وأهمية الحفاظ على وحدة واستقرار مؤسساته الوطنية وسيادته وسلامة أراضيه.

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

ما حقيقة تصريح وزير التجارة المصري بشأن التواصل مع عبد الرحيم دقلو لـ«دفع عجلة السلام»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير، يعلن فيه، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع القائد الثاني لـ«الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، بهدف «دفع عجلة السلام بين مصر والسودان» – بحسب الادعاء.

وجاء الادعاء على النحو الآتي: 

«في تصريح مفاجئ أثار الكثير من التساؤلات، أعلن وزير التجارة والصناعة المصري، المهندس أحمد سمير، عبر الإذاعة القومية المصرية، عن فتح قنوات تواصل مع الفريق عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني قوات الدعم السريع، بهدف “دفع عجلة السلام” بين مصر والسودان، أو كما قالها الوزير بصيغة مباشرة: “لدفع عجلة السلام الماضية الآن على مستوى الإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي لوزارة التجارة والصناعة المصرية على منصة «فيسبوك» وفي موقع الوزارة، ولم يجد فيهما ما يدعم صحة الادعاء.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها وزير التجارة والصناعة المصري، ولم يجد أيّ تصريحات ذات صلة بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تثبت صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في حساب وزارة التجارة والصناعة المصرية على «فيسبوك» ولا في موقعها. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الأمم المتحدة: عبور قافلة مساعدات إنسانية من تشاد إلى دارفور

 10 يوليو 2025 – أفادت الأمم المتحدة، الأربعاء، بعبور قافلة مساعدات إنسانية من تشاد إلى إقليم دارفور غربي السودان على متنها 180 طنًا متريًا من مواد الإغاثة المنقذة للحياة، محذرة في الوقت نفسه من أن الإمدادات الطبية «تنخفض بشكل حرج».

وذكرت الأمم المتحدة أن القافلة قادها نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أنطوان جيرارد، حيث جددت التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى السودان، ودعت المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه لأكثر الفئات ضعفا في البلاد.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد حذر من أن الوضع في ولاية شمال دارفور تحديدًا لا يزال مقلقًا، حيث يستمر القتال في إجبار العائلات على النزوح من ديارها.

وأشارت التقارير، وفقًا للأمم المتحدة، إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في قصف وقع يوم الثلاثاء على سوق داخل مخيم أبو شوك للنازحين.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحفي اليومي يوم الأربعاء: «هذا الحادث المأساوي تذكير آخر بالخسائر التي يلحقها هذا الصراع بالمدنيين».

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أفادت بأن أكثر من 3,200 شخص فروا من مخيم أبو شوك وأجزاء من الفاشر في الفترة ما بين 26 يونيو و6 يوليو، وهم يبحثون الآن عن الأمان في أماكن مثل السريف والطويلة والطينة.

وأشار دوجاريك إلى أن الوضع الإنساني يتدهور أيضًا في منطقة كردفان، حيث يجبر العنف المستمر المزيد من الناس على الفرار «غالبا إلى مناطق قليلة أو معدومة المساعدة».

وأكد أن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يقدمون كل ما في وسعهم للحفاظ على استمرار الخدمات، حيث يدعمون أكثر من 1.7 مليون شخص في شمال دارفور بالرعاية الصحية الأساسية، مستخدمين المرافق الصحية المتبقية والعيادات المتنقلة.

ومع بدء موسم الأمطار في البلاد تهدد الفيضانات المفاجئة بزيادة صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المحتاجين.

وأضاف دوجاريك: «تسببت الأمطار الغزيرة اليوم في شرق السودان في فيضانات مفاجئة في منطقة شمال الدلتا بولاية كسلا»، مشيرًا إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يراقب الوضع عن كثب، وسيقدم تحديثات فور ورودها.

يذكر أن خطة الاستجابة للسودان لهذا العام البالغة 4.2 مليار دولار، تلقت أقل من 25% حتى الآن، أي ما يساوي 917 مليون دولار.