11 يوليو 2025 – أصيب 16 سودانيًا بينهم 4 حالات خطيرة، في أعمال عنف وقعت في وقت متأخر من مساء الخميس في معسكر كيرياندونغو للاجئين غرب وسط أوغندا، عندما هاجم لاجئون جنوب سودانيون نظرائهم السودانيين بأسلحة بيضاء.
وفيما تدخلت الشرطة الأوغندية لفض أعمال العنف نُقل الجرحى إلى مستشفى مقاطعة غولو، ومستشفى آخر في بلدة بيالي. في وقت لم تتضح على الفور دوافع الهجوم العنيف.
وقال مصدر ميداني من داخل المعسكر لـ«بيم ريبورتس»، الجمعة، إن أعمال العنف اندلعت قرابة منتصف الليل حين هاجم لاجئون من جنوب السودان مجموعات من السودانيين داخل القطاعات السكنية التي يقيمون فيها، مستخدمين أسلحة بيضاء.
وأوضح المصدر أن الشرطة الأوغندية تدخلت لاحقًا ونجحت في تفريق المتجمهرين والسيطرة على الموقف.
وأكد أن الإصابات تفاوتت بين المتوسطة والخفيفة، بينما وُصفت أربع حالات بالحرجة، ما استدعى نقلها إلى مستشفى غولو، كأقرب مرفق طبي لحالات الطوارئ، بينما تلقى المصابون الباقون العلاج في مستشفيات محلية بمدينة بيالي.
الشرطة تمنع الدخول للمسشتفيات لغير المصابين
ووفقًا شهادات لشهود عيان اطلعت عليها «بيم ريبورتس»، فقد منعت الشرطة الأوغندية عددًا من اللاجئين السودانيين من دخول المستشفيات للاطمئنان على المصابين أو مرافقتهم أو تقديم المساعدة الطبية الطوعية.
وأكد الشهود أن قوات الشرطة لجأت إلى تفريق المتجمهرين وسط صعوبات في التواصل اللغوي، حيث اعتقدت الشرطة أن التجمع يُنذر بتجدد العنف.
وأضاف أحد الشهود: «وصلنا إلى المستشفى لكن الشرطة لم تسمح بالدخول لمن جاءوا للاطمئنان، وتم تفريقنا بعنف. بعض أفراد الشرطة كانوا يحملون عبوات الغاز المسيل للدموع».
وأضاف آخر: «كنا ستة شبان، تم منعنا من الدخول. فُرِقنا على الفور، واضطر بعضنا للعودة إلى بيالي، بينما بقي آخرون في محيط المستشفى. كان الوضع متوترًا مع الانتشار الأمني الكثيف، وتخوّفنا من اندلاع اشتباكات جديدة».
وبحسب الشهادات، فإن المصابين يتلقون الرعاية الطبية، بينما اقتصرت إجراءات المنع على غير المصابين، الأمر الذي أثار استياءً واسعًا في أوساط اللاجئين السودانيين داخل المعسكر.
ويقع معسكر كيرياندونغو في منطقة الغرب الأوسط من أوغندا، ويُعد أحد أكبر مراكز استقبال اللاجئين في البلاد، حيث يستضيف أكثر من 80 ألف لاجئ من السودان وجنوب السودان، موزعين على قطاعات سكنية.
ويعاني المعسكر من تدهور متواصل في الظروف المعيشية، في ظل تراجع التمويل الإنساني وتزايد الضغوط على الخدمات الأساسية وغياب آليات مستدامة لفض النزاعات المجتمعية.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد حذرت في تقارير منتصف العام الماضي من هشاشة الوضع الأمني في المعسكر، مشيرة إلى أن الاكتظاظ، وتناقص الموارد، وضعف التغطية الصحية عوامل تساهم في تأجيج التوترات وارتفاع مخاطر العنف.