Day: July 12, 2025

هدوء حذر في الفاشر بعد اشتباكات ليلية عنيفة في «المحور الجنوبي»

12 يوليو 2025 – عاد الهدوء النسبي لمدينة الفاشر، السبت، عقب اشتباكات برية عنيفة وقعت خلال ليل أمس في الأطراف الجنوبية الغربية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعقبها قصف صباحي متبادل، وفقًا لمصدر صحفي تحدث إلى بيم ريبورتس اليوم.

وتجئ هذه التطورات في وقت حذر فيه رئيس الوزراء السوداني المعين، كامل إدريس، من تدهور الوضع الإنساني تحت وطأة الحصار المستمر الي تفرضه الدعم السريع على المدينة.

وأفاد المصدر أن الجيش قصف صباح السبت مواقع تمركز جديدة لقوات الدعم السريع جنوب الفاشر بينما قصفت قوات الدعم السريع بدورها مواقع الجيش قبل أن يؤكد على هدوء الأوضاع لاحقًا.

وأوضح المصدر أن وحدات الجيش تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المواقع المهمة في محوري شُجيرة والمُدرّج، بعد صد هجوم ليلي من الجهة الجنوبية الغربية، وأن وحدات الاستطلاع طاردت المهاجمين إلى خارج تلك المناطق.

وأكد أن الوضع في المدينة مستقر حالياً، ولا تُسجل اشتباكات نشطة، في حين وثق انتشار محدود للقوات في بعض المحاور.

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء السوداني المعين، كامل إدريس، في بيان صحفي أمس إن المدنيين في الفاشر يواجهون واحدة من أبشع صور الابتزاز الجماعي والتجويع الممنهج.

وحذر إدريس من كارثة إنسانية وشيكة، داعيًا إلى تحرك أممي عاجل لفتح الممرات الآمنة، معتبرًا أن ما يجري «جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي»، ومؤكدًا أن الحكومة «لن تقف مكتوفة الأيدي».

وفي وقت سابق، مساء الجمعة أصدرت المقاومة الشعبية بيانًا قالت فيه إن الهجوم الأخير على المدينة هو المعركة رقم 220، مؤكدة ما وصفته بـ صمود القوو المشتركة في المحاور الجنوبية.

«يونيسف»: نسبة سوء تغذية وسط الأطفال في دارفور بلغت «46%»

 12 يوليو 2025 – قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إن نسبة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولايات دارفور غربي السودان بلغت 46% خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وسط اشتداد النزاع وانعدام الوصول الإنساني.

وأفادت المنظمة الجمعة بأن أكثر من 40 ألف طفل تم إدخالهم لتلقي العلاج من سوء التغذية في شمال دارفور وحدها، وهو ضعف العدد المسجل في نفس الفترة من العام الماضي.

وذكرت أن معدلات سوء التغذية الحاد تجاوزت مستويات الطوارئ في 9 من أصل 13 منطقة بدارفور، بحسب المعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.

وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت، إن «الأطفال في دارفور يعانون من الجوع بسبب النزاع، ويُحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذهم».

وأضاف «حتى قبل ذروة موسم الجفاف، فإن هذه الأرقام مرتفعة بشكل خطير، ومن المرجح أن تتفاقم. إنها لحظة الحقيقة؛ فحياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيتحرك أو يتجاهل الأزمة».

وأشارت يونيسف إلى أن أزمة سوء التغذية لا تقتصر على دارفور، بل تمتد إلى ولايات أخرى، حيث سجلت المنظمة ارتفاعًا بنسبة أكثر من 70% في حالات سوء التغذية الحاد الوخيم في شمال كردفان، وبنسبة 174% في الخرطوم، و683% في ولاية الجزيرة.

لكنها عادت وأوضحت أن الزيادة في عدد الأطفال الذين جرى قبولهم للعلاج في الخرطوم والجزيرة تعود جزئيًا إلى تحسن الوضع الأمني في بعض المناطق، مما سمح بوصول جزئي للمساعدات.

ومع دخول السودان ذروة موسم الجفاف، حذرت اليونيسف من أن خطر حدوث وفيات جماعية بين الأطفال يتزايد في المناطق التي تقترب من عتبة المجاعة.

ولفتت إلى أن انتشار الكوليرا والحصبة، إلى جانب انهيار الخدمات الصحية، يفاقم من خطورة الوضع.

مأساة مضاعفة في شمال دارفور

وفي شمال دارفور أعلنت يونيسف أن إمدادات الأغذية العلاجية في عاصمتها الفاشر قد نفدت، وأن المرافق الصحية في زمزم وما حولها مغلقة، وسط أزمة مياه وصرف صحي تنذر بانتشار أوسع للكوليرا.

وأشارت المنظمة إلى أنه منذ أبريل العام الماضي، اشتد القتال في شمال دارفور، خاصة حول مدينة الفاشر ومخيم زمزم، حيث تم قصف مستشفيات وإغلاق طرق، وتعرضت قوافل المساعدات للنهب، ما جعل الوصول الإنساني شبه مستحيل.

وأضافت «نتيجة لهذا الواقع، نزح نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم، وقد سار كثيرون منهم مسافة تقارب 70 كيلومتراً مشياً على الأقدام للوصول إلى منطقة طويلة».

وجددت اليونيسف مطالبتها لجميع الأطراف في السودان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية سريعًا وبأمان ودون عوائق، لا سيما إلى دارفور وكردفان.

كما دعت المجتمع الدولي إلى تمويل الاستجابة الإنسانية بالكامل، مشيرة إلى حاجتها الماسة لـ 200 مليون دولار إضافية خلال العام الجاري لتوفير الأغذية العلاجية وخدمات التغذية الأساسية.

وذكرت أن سوء التغذية الحاد الوخيم (الهزال الشديد) هو من أكثر الحالات فتكًا، إذ يُعرض الأطفال لمضاعفات قاتلة ما لم يتلقوا رعاية مناسبة.