Day: July 15, 2025

االسلطات المحلية بالقضارف تتراجع عن بيع أراض في وسط المدينة بعد مقاومة السكان

15 يوليو 2025 – تراجعت السلطات المحلية في ولاية القضارف شرقي السودان، من مزاد علني كان مقررًا اليوم ويهدف إلى بيع أراض لمستشمرين في وسط مدينة القضارف بعد مقاومة من المواطنين.

ورأت لجان مقاومة القضارف في بيان بأنها خطوة مهمة توقف استنزاف مدخرات المواطنين وبيعها بواسطة مؤسسات وأشخاص، داعية إلى رفع هذه المؤسسات يدها نهائيًا عن ممتلكات المواطنين.

وأكدت أنها مستعدة لتسليط الضوء وكشف أي خطوة تسلكها هذه المؤسسات لبيع أصول الشعب السوداني وأنها ستلاحقهم بكافة الوسائل السلمية والقانونية، لافتة إلى رفضها القاطع لنهج سلطات ولاية القضارف في بيع أصول أراضي محلية الوسط.

وكانت سلطات الولاية تخطط لتنظيم مزاد علني اليوم لبيع أصول محلية وسط القضارف، حيث اعتبرت لجان مقاومة القضارف الخطوة مدخلًا خطيرًا لشرعنة نهب مقدرات المواطنين في وضح النهار، وبغطاء حكومي فاسد.

وعبّرت لجان مقاومة القضارف عن رفضها القاطع لهذا النهج القائم على تصفية أملاك المواطنين وبيعها تحت مسميات غير قانونية، ودون الرجوع للرأي العام، أو توضيح أي شفافية حول مصير العائدات أو أسباب التصرف في هذه الأصول التي تمثل ملكًا عامًا لا يجوز بيعه إلا بإرادة الشعب.

ولفتت إلى أن هذه المحاولة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي في سياق ممارسات سابقة لسلطة الولاية من بينها بيع مباني الإدارة الأهلية القديمة خلف سوق القضارف القديم في العام 2022، التي تم هدمها لصالح مستثمرين نافذين.

كما أشارت إلى تخصيصها سابقًا قطعة الأرض التي كانت مخصصة لحديقة عامة بحي المطار لشركة خاصة، دون علم سكان الحي أو مشاورتهم، وبيع مخازن الزراعة المركزية جنوب موقف الفاو في صفقات لم يُعلن عنها رسميًا وتداولها المواطنون كفضيحة مكتومة.

شركات وهمية وشبكات سلوك زائف منسق.. أبرز أنماط التضليل من أبريل إلى يونيو 2025

تواصل حملات التضليل نشاطها في الفضاء الرقمي السوداني بوتيرتها المعهودة، مع إعادة تدوير الأنماط نفسها، من أخبار كاذبة وصور ومقاطع مضللة وتصريحات مفبركة، في ظل استمرار الحرب وتفاقم الغموض السياسي والميداني. وخلال هذا الربع من العام، برز إضافة جديدة تمثلت في نشاط شركة إعلامية وهمية، ما يطرح تساؤلات بشأن الجهات المنظمة لهذه الحملات وأهدافها.

في هذا التقرير، يرصد «مرصد بيم» أبرز أشكال التضليل خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، ويحلل السياقات التي ساعدت على انتشارها، والجهات التي استهدفتها، والوسائل التي استُخدمت لتضخيم أثرها.

أبرز أشكال التضليل التي مورست في الفترة من أبريل إلى يونيو 2025:

  1. نشر مقاطع فيديو مضللة في سياق تعزيز التقدم العسكري لأحد طرفي النزاع.
  2. نشر صور قديمة أو غير ذات صلة بالسودان واستخدامها في التضليل.
  3. نشر تصريحات وخطابات مفبركة ونسبتها إلى الفاعلين في الشأن السوداني.
  4. نشر معلومات مفبركة تتعلق بقوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني.
  5. شبكات سلوك زائف منسق.

 

وفيما يلي نوضح جميع أشكال التضليل السابق، بالشرح والتحليل، مع تقديم أمثلة من تقارير المرصد.

1. نشر مقاطع فيديو مضللة بشأن الوضع الميداني:

المعلومات المضللة المستخدمة في التضليل المتعلق بالتقدم الميداني أو التفوق العسكري هي ظاهرة رافقت حملات التضليل منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، إذ استخدمتها حملات التضليل الداعمة لكلٍّ من الجيش و«الدعم السريع» ضمن دعايتها الحربية. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة استُخدم هذا الشكل من التضليل، بكثافة، لتعزيز الموقف العسكري والميداني لكلّ طرفٍ من طرفي النزاع. وخلال أبريل الماضي، نشرت حسابات داعمة للجيش السوداني مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من المركبات العسكرية، على أنها متحرك «الصيّاد» التابع للجيش، في محاولة لاستعراض القوة العسكرية للجيش، لكن تبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا، إذ يوثّق استعراضًا عسكريًا للجيش النيجيري، ولا صلة له بالجيش السوداني أو الحرب الجارية في السودان.

وفي السياق نفسه، نشرت الكثير من الحسابات المناوئة لـ«الدعم السريع» صورًا ومقاطع فيديو تُحاول إظهار «الدعم السريع» متقهقرًا ميدانيًا، وسيطرة الجيش وتقدمه من الناحية العسكرية. ففي مايو الماضي، نشرت بعض الحسابات مقطع فيديو تظهر فيه شاحنة محترقة وسط مجموعة من الجنود وهم يحتفون بتدميرها، مدعيةً أنها كانت تحمل إمدادات لـ«الدعم السريع»، دُمرت على  طريق «كتم» في ولاية شمال دارفور غربي السودان. وتبيّن أن مقطع الفيديو كان مضللًا ولا صلة له بالسودان، بيد أنه لقي انتشارًا واسعًا بين المتلقين.

يظهر الرسم البياني الآتي المعد بأداة  Meltwater مدى انتشار الادعاء:

2. معلومات مضللة استهدفت قوى سياسية:

في ظل الحرب المستمرة التي تعصف بالسودان، لم تقتصر أدوات الصراع على السلاح والعتاد فحسب، بل امتدت لتشمل الفضاء المعلوماتي. وأصبحت القوى السياسية هدفًا لحملات واسعة من المعلومات المضللة التي تهدف إلى تشويه السمعة وإثارة الانقسام بين المكونات السياسية والاجتماعية.  ومع تعقّد المشهد السياسي والعسكري، أضحت الأخبار الكاذبة والمفبركة وسيلة فعالة لتوجيه الرأي العام والتأثير في مواقف الفاعلين المحليين والدوليين.

ولاحظ فريق المرصد أن المعلومات المضللة استهدفت بعض المسؤولين في الحكومة الحالية. وعلى سبيل المثال، رصَد، في أبريل الماضي، تصريحًا منسوبًا إلى وزير المالية جبريل إبراهيم يقول فيه إنه أصدر توجيهات بزيادة رسوم ترخيص المركبات الشخصية (الملاكي) إلى 620 ألف جنيه سوداني. وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا، لكنه لقي انتشارًا واسعًا نظرًا إلى ارتباطه المباشر بحياة المواطنين.

وعلى الصعيد الآخر، لم تسلم القوى السياسية من حملات التضليل؛ ففي الشهر نفسه، انتشر ادعاء مفبرك يفيد بأنّ التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بحَثَ مع الولايات المتحدة الأمريكية خطةً لتوطين الفلسطينيين في السودان. ومع أنّ الادعاء كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لارتباطه بمسألة توطين الفلسطينيين التي كانت تُتداول بكثافة في الفضاء الرقمي في تلك الأيام.

3. معلومات مضللة استهدفت قوى خارجية فاعلة في الشأن السوداني:

مع استمرار الحرب في السودان، أصبحت القوى الخارجية المنخرطة في الشأن السوداني هدفًا لحملات تضليل ممنهجة. وقد سعت أطراف إلى تشويه صورة هذه القوى أو تحريف مواقفها، بهدف تأليب الرأي العام والتأثير في المجتمع الدولي، مما زاد من تعقيد المشهد السوداني وأربك محاولات فهم حقيقة الأوضاع في البلاد. وخلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025، نُشرت العديد من المواد المضللة بشأن القوى الخارجية الفاعلة في الشأن السوداني، وكان هدف بعض هذه المواد المضللة إظهار دعم دولة معينة أو جهة خارجية لأحد طرفي النزاع. وعلى سبيل المثال، تُداول في أبريل الماضي، تصريح على لسان وزير الدفاع المصري، يقول فيه إن بلاده هي المقصودة بأيّ تحرك من «الدعم السريع» نحو شمالي السودان، متوعّدًا بـ«القضاء عليه لحظة تحركه». وتبيّن أن التصريح كان مفبركًا،  في محاولة لإظهار دعم مصر للجيش السوداني، ما في ساعد في انتشار التصريح.

وفي مايو الماضي، وعقب تعيين مجلس السيادة الحاكم في السودان كامل إدريس رئيسًا للوزراء، بالإضافة إلى تعيين أعضاء جدد في المجلس، وإلغاء إشراف أعضاء المجلس على الوزارات والوحدات الحكومية، انتشر تصريح مفبرك منسوب إلى وكيل وزارة الخارجية البريطانية، يقول فيه إن بلاده لن تعترف بأيّ حكومة يشكلها الجيش في السودان. ومع أن التصريح كان مفبركًا، انتشر على نطاق واسع لتزامنه مع الأحداث الجارية في ذلك الوقت. وفي سياق متصل، وفي أعقاب الإعلان عن العقوبات الأمريكية على السودان بسبب مزاعم بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في العام 2024، خلال الحرب الدائرة في البلاد – انتشر تصريح منسوب إلى عضو في الكونغرس الأمريكي، قال فيه إن التقارير بشأن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية تتطابق مع معلومات قدمتها قوى مدنية متحالفة تعمل على وقف الحرب، مع ذكر المتحدث الرسمي باسم تحالف «صمود» جعفر حسن، ولقي الادعاء انتشارًا واسعًا مع أنه مفبرك.

4. أنماط متعددة من التضليل ومجالات متنوعة:

لاحظ فريق المرصد كذلك، خلال الفترة الماضية، نشر وإعادة نشر معلومات مضللة في منصات مختلفة وبشأن قضايا متعددة. ففي يونيو الماضي، مثلًا، تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» صورةً تُظهر باصات سفرية على طريق مسفلت، مدعيةً أنها تحمل مواطنين سودانيين قادمين من مصر، على الحدود السودانية المصرية. وتبيّن أنّ الادعاء مضلل، ونُشر من قبل في يناير 2025، وتحقق منه فريق المرصد وقتها، ولكن أعيد تداوله مجددًا. كما تداولت بعض الحسابات على منصة «فيسبوك» مقطع فيديو يظهر فيه شخص وهو يستخرج كتلة تبدو أنها من الذهب، مدعيةً أن الفيديو يوثق استخراج «أكبر قطعة ذهب في السودان»، ولكن تبيّن أنّ الفيديو مضلل، ولا صلة له بالسودان، ولكنه انتشر، مع ذلك، على نطاق واسع.

5. شركة وهمية وشبكات سلوك زائف منسق:

رصد «مرصد بيم» نشاطًا رقميًا مريبًا تديره شركة إعلامية وهمية تُدعى «Bridle360». وظهر الإعلان الأول في 7 مارس 2025، على منصة «إكس»، وكان يعرض وظائف لمراسلين ميدانيين في مناطق النزاع في السودان. ومع أن الإعلان بدا احترافيًا، لكن غياب أيّ معلومات عن المنصة أو القائمين عليها دفع فريق المرصد إلى التوسع في التحقيق. ولاحظ الفريق أنّ المنصة تخفي هويتها خلف نطاقات مجهولة وحسابات مزيفة وسلوك رقمي يروج لروايات مؤيدة لـ«الدعم السريع» وداعمة للأدوار الإماراتية في السودان. وعند فحص الموقع الإلكتروني لـ«Bridle360»، ظهرت عدة مؤشرات مثيرة للريبة؛ إذ سُجّل النطاق في 8 يوليو 2024، عبر شركة «Namecheap»، مع تفعيل خدمة إخفاء البيانات بواسطة «Withheld for Privacy ehf» في آيسلندا، مما يمنع معرفة هوية المالك الحقيقي. كما أنّ الموقع لا يتضمن أيّ معلومات عن المؤسسين أو عناوين اتصال موثوقة. 

روايات مؤيدة لـ«الدعم السريع»:

تحليل محتوى الحسابات المرتبطة بـ«Bridle360» كشف بوضوح، أنها تروّج سرديات «الدعم السريع» بشأن الحرب. ويركز المحتوى على مناصرة «الدعم السريع» في الصراع السوداني، وأوضاع النازحين، ومهاجمة الجيش السوداني والقوات المساندة له. فيما تشمل الوسوم المتكررة: «#السودان»، و«#السودان_ينتصر»، و«#عزل_البرهان». وتعيد الحسابات نشر محتوى بعضها البعض، مما يعزز فكرة التنسيق.

يظهر الرسم البياني الآتي استعمال وسم «#السودان_ينتصر» وهو أحد وسوم الشبكة:

6. شبكة تعزز موقف «الدعم السريع» وتهاجم الجيش السوداني:

خلال الفترة الماضية أيضًا، لاحظ فريق المرصد نشاطًا لمجموعة من الحسابات على منصة «إكس»، أغلبها حسابات أُنشئت في مايو 2024، بأسماء إناث، وتعمل جميعها على دعم قوات الدعم السريع، من خلال نشر معلومات بشأن تحركاتها على الصعيدين السياسي والعسكري. ولاحظ الفريق أن معظم الحسابات يعيد مشاركة محتوى بعضها البعض، ويضاف إلى هذه الحسابات حسابات أخرى، مثل حساب «قنقر نيوز» الذي يعمل، على نحوٍ منسق، في نشر معلومات مضللة لمصلحة «الدعم السريع». ومن أجل ضمان تحقيق أهدافها ووصول محتواها إلى جمهور أوسع، عملت الشبكة على نشر العديد من المعلومات المضللة في هيئة صور ومقاطع فيديو أو حتى تصريحات مفبركة. 

السمات المشتركة بين الحسابات:
  1. تتفاعل الحسابات بعضها مع بعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى. 
  2. تنشر الحسابات محتوى يتضمن الوسوم نفسها في أوقات متقاربة فيما يبدو سلوكًا منسقًا.
  3. تنشر الحسابات محتوى داعمًا لـ«الدعم السريع».
  4. تنشر الحسابات محتوى داعمًا للإمارات وتشاد.
  5. تنشر الحسابات محتوى يهاجم الجيش السوداني والقوى السياسية المحسوبة على الحركة الإسلامية.

تستخدم الشبكة وسومًا متشابهة، مثل: «#الامارات_مع_السودان» «#الامارات_شريك_السلام» و«الكيزان_سبب_الحرب» و«كن_أنت_الجاهزية»، و«#جاهزية_من_اجل_القضية».

يُبرز هذا التقرير كيف أصبح الفضاء الرقمي السوداني ساحة رئيسية لصراع الروايات والسرديات، وكيف تستخدم المعلومات المضللة أداةً لتوجيه الرأي العام وتشكيل المواقف السياسية والاجتماعية. فمنذ أبريل وحتى يونيو 2025، تصاعدت حملات التضليل التي استهدفت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والقوى السياسية والمدنية، كلًا على حدة، في ظل بيئة إعلامية هشة وشح في المصادر الموثوقة. وقد أظهرت البيانات التي حُللت نشاطًا ملحوظًا لشبكات السلوك الزائف المنسق التي اضطلعت بدور محوري في بث محتوى مضلل يعزز من حدة الاستقطاب، مما عمّق حالة الانقسام وزاد من تعقيد المشهد السوداني.

تسجيل «674» إصابة جديدة بالكوليرا في «12» ولاية سودانية خلال أسبوع

15 يوليو 2025 – أعلنت السلطات الصحية في السودان، الثلاثاء، تسجيل 674 حالة إصابة جديدة بالكوليرا بينها 13 حالة وفاة، بالإضافة إلى 28 حالة إصابة بحمى الضنك بـ12ولاية في البلاد خلال الفترة من 5-11 يوليو الحالي.

في وقت أكد الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة السودانية تسجيل عودة 16555 شخصًا طوعيًا من مصر وجنوب السودان عبر منافذ الدخول المختلفة خلال أسبوع.

جاء ذلك خلال اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي الذي انعقد بمقر وزارة الصحة الاتحادية في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث استعرض الأوضاع الصحية بالبلاد جراء الأوبئة خلال الأسبوع الـ27 الممتد من 5-11 يوليو الجاري.

وأكد التقرير الوبائي تسجيل 674 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها 13 حالة وفاة شملت 33 محلية في 12 ولاية سودانية ليرتفع تراكمي الإصابات إلى 87762 إصابة بينها 2264 وفاة امتدت إلى 111 محلية في 17 ولاية.

وفيما يتعلق بحمى الضنك، أكد التقرير تسجيل 28 إصابة في أسبوع كلها من ولاية الخرطوم، فيما أشار التقرير إلى تسجيل 68 حالة إصابة بالحصبة في 18محلية بـ7 ولايات دون وقوع حالات وفاة.

وبالنسبة لحالات ضربات الشمس تراكميًا، أكد التقرير تسجيل 13 إصابة، بينها 3 حالات وفاة من ولايتي البحر الأحمر والشمالية.

بينما أكد تقرير الحجر الصحي، وصول 16555 شخصًا عبر منافذ الدخول المختلفة خلال أسبوع من العائدين طوعيًا. حيث عاد 10.175 شخصًا من مصر، و7.800 آخرين من دولة جنوب السودان تراكميًا.

الأمم المتحدة: تقارير تفيد بدخول أعداد كبيرة من مقاتلي «الدعم السريع» إلى الفاشر

15 يوليو 2025 – قالت الأمم المتحدة، إن تقارير أفادت بدخول أعداد كبيرة من مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الفاشر بشمال دارفور يوم الجمعة لأول مرة منذ بدء حصارها قبل أكثر من عام، معربة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأعمال العدائية في المدينة.

والجمعة اندلعت اشتباكات برية ليلية عنيفة في الأطراف الجنوبية الغربية للفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سبق ذلك نشر جنود من الدعم السريع مقاطع مصورة لوجودهم في بعض مناطق المدينة.

وأشارت مصادر محلية وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين جراء القتال العنيف في الأيام الأخيرة، لا سيما في جنوب غرب وشرق الفاشر.

وأوضح المكتب وفقًا لما ذكره موقع الأمم المتحدة على الإنترنت أمس، أن الوضع لا يزال متقلبًا للغاية ولا يمكن التنبؤ به، في ظل المخاطر بتجدد العنف، فضلا عن المزيد من النزوح وتعطيل العمليات الإنسانية – التي تعاني بالفعل تحت وطأة ضغط شديد.

تزايد انعدام الأمن في شمال كردفان

وفي شمال كردفان، أجبر تزايد انعدام الأمن 3,400 شخص على الفرار من منازلهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة حيث أشارت تقارير محلية إلى مقتل ما لا يقل عن 18 مدنيا، وإحراق منازل في عدة قرى.

وقُتل عشرات الأشخاص هذا الأسبوع في قرى ولاية شمال كردفان خلال هجمات مميتة شنتها قوات الدعم السريع على القرويين هناك استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.

وذكّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية كافة الأطراف بأن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات.

أمطار غزيرة تزيد المعاناة وعودة محدودة النطاق بغرب دارفورو

وحذّر المكتب من أن الأمطار الغزيرة تزيد من حدة معاناة المدنيين في السودان، الذين يعيشون صراعًا مستمرًا منذ نحو 27 شهرًا.

وأوضح أنه تم الإبلاغ عن هطول أمطار غزيرة في ولايتي غرب ووسط دارفور، مما قد يؤثر على حالة الطرق في بعض المواقع ويزيد من تحديات الوصول الإنساني.

ومع استمرار موسم الأمطار حتى أكتوبر، يتزايد خطر الفيضانات، وقيود الوصول، وتفشي الأمراض – خاصة خلال موسم العجاف وهي الفترة الواقعة بين مواسم الحصاد عندما تكون مخزونات الغذاء منخفضة.

وأشار المكتب إلى أن هناك مؤشرات على عودة محدودة النطاق في ولاية غرب دارفور، حيث بدأت العائلات النازحة من تشاد في العودة إلى مناطق سربا وجبل مون وكلبس لزراعة مزارعها.

ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى إتاحة وصول آمن ودون عوائق لجميع المحتاجين في جميع أنحاء السودان.

ويحتاح حوالي 30 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد – أي أكثر من نصف السكان – إلى مساعدات حيوية وحماية هذا العام.

«الشعبية» بقيادة «عرمان» تدفع بمذكرة داخلية لإصلاح «صمود» وتجمد مشاركتها في الأجهزة التنفيذية

15 يوليو 2025 – أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان-التيار الثوري الديمقراطي بقيادة ياسر عرمان، الثلاثاء، عن دفعها بمذكرة داخلية لرئيس وأعضاء التحالف المدني الديمقراطي لـقوى الثورة «صمود» بغرض الإصلاح، قبل أن تعلن تجميد مشاركتها في الأجهزة التنفيذية للتحالف بما في ذلك المائدة المستديرة.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الحركة، نزار يوسف، في بيان، أن المذكرة لم تكن الأولى.

وأشار إلى أن المساهمة في «إصلاح التحالفات إرث قديم لا بد من المحافظة عليه لاسيما في ظل تشتت المجتمع وانهيار الدولة وعسكرة الفضاء المدني».

فيما أفاد مصدر مطلع في تحالف «صمود» لـ«بيم ريبورتس» أنه من الطبيعي أن تكون هناك خلافات داخل أي تحالف كبير، خصوصًا في زمن الحرب.

بينما رأى بيان الحركة أن الخطوة تأتي باعتبار أن «الحرب قامت لتصفية الثورة السودانية وتقاليد العمل المدني الديمقراطي واستقلاليته».

وأضاف البيان «كنا طرفًا فى محاولات حل الأزمة التنظيمية التى يعيشها التحالف منذ تأسيسه».

وتابع «من تجارب التحالفات الطويلة التي كنا طرفا فيها من الواضح أن الأزمة التنظيمية هي في أصلها أزمة سياسية متعلقة بالرؤية والموقف من أطراف الحرب، وتعقيدات الحرب وطبيعه التحالف وما إذا كان هو تحالف عضوي لإنجاز مهام استراتيجية، أم آلية للمساومة السياسية».

وشدد البيان على أن كل هذه القضايا تتطلب الإجابة، لافتًا إلى أن الحرب وضعت القوى المدنية أمام خيارات صعبة.

الخروج من الأزمة ممكن وضروري

ونبه البيان إلى أن الخروج من الأزمة «ممكن وضروري» وذلك باعتماد رؤية لبناء تحالف عضوي يحقق استقلالية القوى المدنية وارتباطها بالعمل المدني الديمقراطي وحشد أوسع جبهة للتضامن الإقليمى والدولي والانحياز لمصالح المتضررين.

ودعا إلى التركيز على الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين كمدخل لا عوض عنه للوصول إلى حزمة متكاملة تشمل العملية السياسية.

ولفت إلى أن وضع العملية السياسية كمدخل عوضًا عن الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين يطيل معاناة المدنيين ولا يوقف الحرب.

وأوضح أن كل المؤشرات تتجه بأن التركيز على العملية السياسية بمعزل عن مصلحة المتضررين وتحميل المجتمع الإقليمي والدولي مسؤولياته فى حل الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين ستقود إلى حلول هشة قائمة على قسمة السلطة.

وأردف البيان أن «التجارب حولنا في الإقليم وعلى المستوى الدولي تحتاج الى تقيم وإعادة تموضعنا بالاستناد على تعبئة قوى الثورة والجبهة المعادية للحرب في تحالف عضوي».

وذكر أن تحالفات القوى المدنية الديمقراطية التي قامت بعد ثورة ديسمبر لم تُعالج على نحو سديد قضايا التخصص والمشاركة الجماعية في اتخاذ القرار ومراعاة التنوع السياسي والجغرافي والنوع.

وبحسب البيان فقد قررت الحركة المشاركة في مزيد من الحوار في هيئة قيادة صمود للوصول للإصلاحات اللازمة ودعم كل جهد يرمي لحل الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين وبناء الجبهة المدنية.

وأكدت الحركة أنها لا نعتزم المشاركة في العملية السياسية الراهنة بما ذلك المائدة المستديرة والأجهزة التنفيذية لـ«صمود».

ونبهت إلى «إدراكها لأهمية تحالف صمود وفي نفس الوقت ندرك أهمية تطويرها وإصلاحها والوصول لأوسع جبهة معادية للحرب».