Day: July 17, 2025

السلطات السودانية تستمر في ترحيل اللاجئين من الخرطوم

17 يوليو 2025 – تستمر السلطات المحلية في ولاية الخرطوم، في ترحيل اللاجئين من مدن العاصمة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، إلى ولايتي النيل الأبيض والقضارف، ضمن خطة تهدف إلى إنهاء وجودهم، حسبما ذكرت.

وكانت اتهامات قد صدرت من السلطات السودانية ضد بعض الجنسيات الأجنبية المقيمين في البلاد خاصة في العاصمة الخرطوم بالمشاركة في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع في صراعها المسلح ضد الجيش.

وأكدت معتمدية اللاجئين أنها نفذت رحلتها السابعة لترحيل 285 لاجئًا من ولاية الخرطوم إلى ولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد في إطار خطة لترحيل اللاجئين من العاصمة.

وأوضح المكتب الإعلامي لمعتمدية اللاجئين أن عملية الترحيل تمت بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.

وشددت معتمدية اللاجئين على أنها ستواصل جهودها حتى انتهاء عملية ترحيل كل اللاجئين في ولاية الخرطوم.

وبدأت عمليات ترحيل اللاجئين في مايو الماضي حيث تستهدف لاجئي إثيوبيا وإرتريا وجنوب السودان.

وذكرت المعتمدية أنها رّحلت 1087 لاجئًا إلى معسكرات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض التي استقبلت اللاجئين الجنوب سودانيين، فيما استقبلت معسكرات ولاية القضارف اللاجئين من دولتي إثيوبيا وإرتريا.

فيما أعلنت الشرطة السودانية، عن بدئها حملة خلال الأيام المقبلة تستمر لمدة شهر تهدف إلى ترحيل الأجانب الذين قالت إنهم يقيمون بصورة غير شرعية من العاصمة الخرطوم.

وقال مدير دائرة شؤون الأجانب بالشرطة، نصر الدين فضل المولى، إن هناك خطة لضبط الوجود الأجنبي تقوم على تقنين وجود الإجانب وإبعاد كافة المقيمين بطريقة غير شرعية.

تشاد: تصاعد العنف الأهلي وسط تضييق على المعارضة

ما يزال العنف الأهلي يحصد أرواح العشرات في عدة أقاليم بتشاد، وسط عجز واضح من الحكومة المركزية عن وضع حد لهذه النزاعات المتكررة. ففي الفترة ما بين مايو ويونيو 2025، قُتل نحو 100 شخص وأُصيب آخرون في مواجهات دامية بين الرعاة والمزارعين.

بدأت دورة العنف هذه في 14 مايو، عندما تحوّل خلاف بين رعاة ومزارعين إلى مجزرة مروعة في عدد من القرى بمنطقة ماندكاو، الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومترًا من مدينة بينامار، عاصمة دائرة دودجي بمحافظة لوغون الغربي، جنوب البلاد.

في تلك الليلة، شنّ عدد من المزارعين هجومًا عنيفًا على الرعاة الذين لجؤوا إلى المنطقة بحثًا عن المراعي والمياه في ظل موجات الجفاف المتواصلة. وأسفر الهجوم عن مقتل 42 شخصًا، بينهم 12 رجلًا و13 امرأة و17 طفلًا، كما أُحرِق نحو 70 منزلًا، وقُضي على عائلات بأكملها، بالإضافة إلى تدمير محاصيل وقتل مواشٍ.

وتُعد ماندكاو منطقة نائية ومعزولة، وهو ما أدى إلى تأخر تداول تفاصيل المعركة الدامية، إلى أن صدر بيان رسمي عن المتحدث باسم الحكومة ووزير الإعلام، قاسم شريف، عبر الصفحة الرسمية لوزارة الاتصال في 22 مايو.

صورة لوزير الأمن الجنرال علي أحمد أغبش في منطقة ماندكاو عقب المجزرة

يُذكر أن الصراع الموسمي على الموارد بين الرعاة والمزارعين غالبًا ما يندلع في نهاية فصل الصيف، عندما تشتد درجات الحرارة، وتتراجع مصادر المياه، تتحول الأراضي إلى بوار، ما يدفع الرعاة إلى التوغل في عمق المناطق الزراعية، في تفاقم التوتر وتشتعل المواجهات.

اعتقالات واتهامات سياسية: المعارضة تحت الضغط

نظرًا لحجم الحادثة وفداحة الخسائر، سارع ثلاثة من كبار المسؤولين في الحكومة التشادية، وزير إدارة الأراضي واللامركزية ليمان محمد، ووزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة قاسم شريف محمد، ووزير الأمن العام والهجرة علي أحمد أغبش، إلى عقد مؤتمر صحفي في 16 مايو. وخلاله، استعرضوا ملابسات المواجهات العنيفة التي أودت بحياة 42 شخصًا، وفق ما نُشر على الصفحة الرسمية لوزارة الاتصال – تشاد.

عقب المؤتمر، شرعت الأجهزة الأمنية في حملة اعتقالات واسعة، أفضت إلى توقيف نحو 60 شخصًا يُشتبه بتورطهم في أعمال العنف. وقد توفي أربعة منهم خلال الأسبوع الأول من احتجازهم، نتيجة الإهمال في ظروف السجن.

وزير الأمن على أحمد أغبش ووزير الإعلام قاسم شريف الإعلام خلال الاجتماع الأمني داخل القصر الرئاسي

وبعد يومين فقط، وُجّهت اتهامات لرئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة البارز، سكسيه ماسرا، بالتحريض المباشر على الهجوم. واستندت السلطات في اتهامها إلى تسجيلات صوتية منسوبة له، يُزعم أنه دعا فيها أبناء منطقته من المزارعين إلى قتل الرعاة في حال اقترابهم من أراضيهم. وعلى إثر ذلك، تم اعتقاله وما يزال قيد المحاكمة حتى الآن.

لحظة اعتقال سوكسيه ماسرا رئيس حزب المحولون من مقر الحزب بواسطة قوات من المخابرات والشرطة القضائية.

يُذكر أن ماسرا يُعد من أبرز الشخصيات السياسية في تشاد؛ فقد شغل منصب مدير في البنك الإفريقي للتنمية قبل أن يستقيل ويؤسس حزب “المحوّلون”، الذي سرعان ما أصبح قوة معارضة رئيسية. وفي عامين فقط، تصدر المشهد السياسي إلى أن تولى منصب رئيس الوزراء عقب اتفاق سياسي مع رئيس المرحلة الانتقالية محمد إدريس ديبي.

صورة للرئيس سوكسيه ماسرا رئيس حزب المحولون.

نزاعات أخرى بين الرعاة والمزارعين وانفلات أمني

لم تكن مجزرة 14 مايو في منطقة ماندكاو نهاية لسلسلة العنف الأهلي، بل تبعها تصاعد جديد، إذ شهدت البلاد في 10 يونيو حادثة دموية جديدة في قرية تابعة لمنطقة مولو بمحافظة أسونغا في ولاية ودّاي، حيث تحوّلت محاولة سرقة دراجة نارية إلى مجزرة انتقامية. فبعد مقتل لصَّين خلال محاولة السرقة، شنّ ذووهم هجومًا انتقاميًا أسفر عن مقتل 30 شابًا تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.

وصف حاكم ولاية ودّاي، الجنرال إسماعيل يامودا جورب، ما جرى بأنه “عمل إرهابي”، في تصريحات رسمية. وعلى إثر ذلك، أوفدت الحكومة المركزية وفدًا رفيع المستوى إلى المنطقة، ضم وزير الأمن علي أحمد أغبش، ووزير إدارة الأراضي واللامركزية ليمان محمد، ووزير الإعلام والناطق باسم الحكومة قاسم شريف.

وفي أعقاب الزيارة، أعلنت السلطات عن توقيف ثمانية أشخاص يُشتبه في تورطهم بالمجزرة، وتم ترحيلهم إلى العاصمة أنجمينا حيث أودعوا السجن، وفق ما ورد في بيان صحفي نُشر على الصفحة الرسمية لوزارة الاتصال – تشاد على منصة فيسبوك.

مقتل سلطان قبيلة عرب راشد أولاد سليم

امتد نطاق العنف ليطال مناطق جديدة في البلاد، حيث شهدت ولاية البطحاء وسط تشاد حادثة مروعة في 17 يونيو، إذ قُتل سلطان عرب راشد أولاد سليم وحارسه الشخصي على يد مسلحين مجهولين داخل منزله، أثناء عودته من المسجد عقب أداء الصلاة، بحسب ما ورد في بيان نشرته صفحة “الرفيق إنفو” على فيسبوك.

وفي اليوم التالي، الأربعاء 18 يونيو، اندلعت معركة دامية بالأسلحة في قرية موراي الواقعة شرق مدينة أم التيمان بولاية السلامات في الوسط الغربي للبلاد. وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من القتلى، بينهم جنديان من قوات الدرك الوطني.

تزايد وتيرة العنف واتساع رقعته وعدد الضحايا دفع رئيس الجمهورية إلى عقد اجتماع أمني رفيع المستوى لبحث سبل احتواء الأوضاع.

صورة تعزية لرئيس كانتون عرب راشد_ أولاد سليم بولاية السلامات والذي قتل أمام بيته في 17 يونيو بواسطة مجهولين.

اجتماع أمني بدعوة من الرئيس محمد ديبي

في أعقاب موجة العنف الأهلي والانفلاتات الأمنية التي أودت بحياة العشرات في مناطق متعددة من تشاد، دعا رئيس الجمهورية، محمد إدريس ديبي، في 19 يونيو، إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة تصاعد حالة الفوضى الأمنية، وفقًا لما ورد على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك.

وخلال الاجتماع الذي ضم كبار المسؤولين في الوزارات المعنية وعددًا من القيادات العسكرية، وصف ديبي الأحداث الدامية في ماندكاو (إقليم لوجون الغربية)، ومولو، وودّاي، وولاية السلامات بأنها “فشل أمني وإداري واضح”، مؤكدًا أن الإدارات الإقليمية والمركزية تقاعست عن أداء مهامها في الاستخبارات، والوقاية، والردع.

وفي لهجة حازمة، قال ديبي، بحضور رئيس الحكومة ألاماي هالينا، ووزراء العدل والأمن والإعلام، إلى جانب كبار القادة الأمنيين والمدعي العام للجمهورية: “عليكم أداء واجباتكم وتوفير الأمن في البلاد، وإلا سأطلب من رئيس الحكومة استبدالكم برجال ونساء آخرين قادرين على ذلك.”

واعتبر الرئيس أن غياب التنسيق بين الأجهزة هو السبب الرئيس وراء الانفلاتات الأمنية، مشددًا على ضرورة تشكيل جبهة داخلية قوية لمعالجة الخلل. كما قرر حصر الحديث في الاجتماع برئيس الحكومة فقط، لتفادي الإطالة وتوجيه النقاش نحو حلول عملية وفعالة.

وختم ديبي بالدعوة إلى تعزيز الرقابة والمساءلة داخل الأجهزة الإدارية والأمنية، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل لعناصر الشرطة والدرك في المناطق المعرّضة للعنف، لضمان سرعة الاستجابة و جاهزيتهم في حالات الطوارئ.

صورة من داخل القصر الرئاسي للاجتماع الأمني الذي دعا إليه الرئيس محمد إدريس ديبي بعد الانفلات الأمني الذي شهده البلاد

رغم نبرة الحزم في خطاب الرئيس ديبي خلال الاجتماع الأمني، فإن دوامة العنف في تشاد لم تتوقف. ففي اليوم التالي مباشرة، قُتل 17 شخصًا، بينهم 11 طفلًا، في هجوم نفذه رعاة على قرية أوريغون بمحافظة ناناي في ولاية مايو كيبي الغربية جنوب البلاد، وذلك انتقامًا لأحداث قرية ماندكاو التي وقعت في مايو الماضي. وقع الهجوم على بعد نحو عشرة كيلومترات فقط من ثكنة عسكرية، ما زاد من حدة الانتقادات لعجز الدولة عن حماية المدنيين.

وعقب الحادثة، أعلنت السلطات عن اعتقال 20 شخصًا يُشتبه بتورطهم في الهجوم، وتم عرضهم على وسائل الإعلام، في وقتٍ يسود فيه التوتر والقلق أنحاء الولاية والولايات المجاورة، بسبب تصاعد موجات الثأر بين المزارعين والرعاة، واستمرار ضعف القبضة الأمنية.

وفي 21 يونيو، أوفدت الحكومة وفدًا رسميًا ضم وزير الأمن، علي أحمد أغبش، ووزير إدارة الأراضي، ليمان محمد، إلى منطقة أوريغون لتفقد الأوضاع والوقوف على حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم.

خاتمة:

تتواصل موجات العنف الأهلي في تشاد بوتيرة متصاعدة، في ظل عجز واضح من الدولة عن احتوائها، بل وربما استغلال بعضها لتضييق الخناق على المعارضة. ومع استمرار الحرب في السودان، وتزايد حركة السلاح عبر الحدود، إضافة إلى آثار التغير المناخي، يُتوقّع أن تستمر هذه الأحداث في التصاعد والتكرار. ومالم تتخذ السلطات إجراءات جادة وفعّالة لكسر هذه الدورة، فإن البلاد ستظل عرضة لمزيد من الانفلات الأمني والتوترات المجتمعية المتفاقمة.

سقوط «8» قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على «أبوشوك» ومواجهات عنيفة بالفاشر

17 يوليو 2025 – قُتل ثمانية أشخاص في معسكر ابوشوك للنازحين بالفاشر بشمال دارفور وأصيب آخرين في قصف عنيف من قوات الدعم السريع بالتزامن مع معارك برية عنيفة بالمدينة استمرت لساعات طويلة يوم الأربعاء.

وأعلن الجيش السوداني عن تصديه للهجوم رقم 222 من قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مشيرًا إلى أن المواجهات اندلعت منذ فجر الأربعاء واستمرت حتى السادسة مساء.

وقالت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، إن الجيش مسنودًا بالقوة المشتركة والشرطة والمخابرات والمستنفرين والمقاومة الشعبية تصدى لهجوم عنيف شنته الدعم السريع من الاتجاه الجنوبي الغربي لمدينة الفاشر الأربعاء.

وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن أعدادًا كبيرة من قوات الدعم السريع دخلت إلى الفاشر يوم الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ بدئها الحصار على المدينة في مايو 2024.

ووفقًا لبيان أصدرته الفرقة السادسة، فإن الجيش تمكن من تكبيد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وبينما لم تعلق قوات الدعم السريع رسميًا على معارك الفاشر نشر جنودها في أوقات متفرقة من يوم الأربعاء مقاطع مصورة في أجزاء من المدينة مشيرين إلى تقدمهم عسكريًا.

وبالتزامن مع المواجهات المباشرة في الفاشر قصفت قوات الدعم السريع معسكر أبو شوك للنازحين ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.

وذكرت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك أن الدعم السريع قصفت، الأربعاء،
المعسكر بقذائف ثقيلة مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى وتدمير منازل المدنيين.