Day: July 19, 2025

كينيا تعتذر لدول عربية عن تصريحات ربطتها بالحرب في السودان

19 يوليو 2025 – اعتذرت الحكومة الكينية رسميًا لدول عربية عن تصريحات أدلى بها المتحدث باسمها إسحاق موارا، ربط فيها دولًا عربية، من بينها الإمارات ومصر، إلى جانب إيران، بالنزاع الجاري في السودان منذ أبريل 2023.

وجاء الاعتذار خلال لقاء عُقد الخميس الماضي في نيروبي، جمع رئيس الوزراء ووزير الخارجية موساليا مودافادي، مع سفراء السعودية والإمارات ومصر والأردن وفلسطين، وفقًا لما أوردته صحيفة The East African التي نقلت عن مكتب مودافادي أنه «أعرب عن اعتذاره لعواصم الدول الأعضاء عن البيان الذي ربما تسبب في ضيق، مشيرًا إلى أن الموقف لا يمثل موقف وزارة الخارجية».

وبحسب الصحيفة، فإن اللقاء خُصص في الأساس لمناقشة الوضع في غزة، لكنه تطرق إلى التصريحات التي أثارت قلقًا لدى بعض العواصم الخليجية. وجدد خلاله مودافادي تأكيد «موقف بلاده الداعي إلى حل سلمي تقوده الأطراف السودانية».

وكان موارا قد صرّح، خلال مؤتمر صحفي، في يونيو الماضي، بما نصه: «هناك جهات فاعلة خارجية. على سبيل المثال، يُنظر إلى مصر وإيران على أنهما تدعمان القوات المسلحة السودانية، بينما تدعم الإمارات قوات الدعم السريع، مدفوعةً باهتمامها بمياه النيل والذهب والزراعة والوصول إلى البحر الأحمر. التأثير الإقليمي هو أن الحرب تغذي انتشار الأسلحة وتدفقات اللاجئين وعدم الاستقرار الإقليمي في منطقة شرق إفريقيا».

ونُشرت تصريحات موارا على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، قبل أن تُحذف لاحقًا، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن هذه هي المرة الثانية التي تتبرأ فيها الحكومة الكينية من تصريحات للمتحدث باسمها تتعلق بحرب السودان، بعد أن استخدمت «الحكومة العسكرية السودانية» خطابه لدعم اتهاماتها ضد نيروبي، مدعيةً أن الحكومة الكينية سلحت قوات الدعم السريع بدعم من الإمارات العربية المتحدة. وهي ادعاءات دحضها السكرتير الأول للشؤون الخارجية كورير سينغوي – طبقًا لما أوردته الصحيفة.

وتعليقًا على التصريحات الكينية، أصدرت الخارجية السودانية بيانًا بتاريخ 24 يونيو الماضي، أشارت فيه إلى ما وصفته بـ«دعم كيني لميليشيا الدعم السريع»، داعيةً نيروبي إلى «الوفاء بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي»، وفقًا لنص البيان.

وفي المقابل، أصدرت كينيا بيانًا بعد يومين، نفت فيه الاتهامات السودانية، مشددةً على أن سياستها الخارجية «تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل»، وأنها «لا تدعم أي طرف في النزاع». وأكد البيان أن «تحميل الآخرين مسؤولية الأزمات الداخلية لا يُخفف من معاناة الشعب السوداني».

كما أعرب مكتب مودافادي عن قلقه إزاء تصريحات الخارجية السودانية، ووصفها بأنها «خطيرة وغير مسؤولة»، مضيفًا أن «كينيا ستواصل، إلى جانب شركائها ومن ضمنهم الإمارات، دعم جهود السلام والاستجابة الإنسانية في السودان».

وتعود بداية التوتر بين السودان وكينيا إلى الشهور الأولى من اندلاع الحرب. وتصاعدت حدّتها مع تواتر اتهامات مباشرة من الخرطوم لنيروبي بدعم قوات الدعم السريع، لا سيما بعد استضافتها فعالية سياسية لـ«الدعم السريع» وشركائها، إلى جانب توتر مماثل مع دولة الإمارات. وبلغت الأزمة حدًّا دفع السودان إلى وقف استيراد الشاي الكيني في وقت سابق من العام الجاري.

وأشار تحقيق مشترك أجرته منصة Bellingcat وصحيفة Daily Nation الكينية في يونيو الماضي، إلى وجود أسلحة وذخائر داخل مستودع تابع لـ«الدعم السريع» في الخرطوم تحمل علامات وزارة الدفاع الكينية. واستندت الحكومة السودانية إلى التحقيق لتجديد اتهاماتها لنيروبي، مما ساهم في تأجيج الأزمة بين البلدين.

وفي خضم التصعيد، جددت كينيا «التزامها بوحدة السودان وسيادته، ودعم عملية سلام يقودها السودانيون أنفسهم»، وسط تزايد الدعوات الإقليمية والدولية إلى احتواء النزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 35 ألف شخص منذ اندلاعه، بحسب تقديرات أممية.

«الدعم السريع» تعلن عن إحراز «تقدم ساحق» في الفاشر.. و«المشتركة» تنفي

19 يوليو 2025 – أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن إحراز ما وصفته بـ«التقدم الساحق» في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان، مشيرةً إلى سيطرتها على أحياء ومرافق شمالي المدينة، في وقت نفت فيه القوات المشتركة للحركات المسلحة هذه المزاعم، مؤكدةً أن التحركات العسكرية لـ«الدعم السريع» لا تُحدث اختراقات مؤثرة، وأن الوضع ما يزال تحت السيطرة.

وفي منشور اليوم على قناتها في منصة «تيليغرام»، قالت قوات الدعم السريع إن «أشاوس المحور الشمالي استولوا على عتاد عسكري ضخم لمليشيا الحركة الإسلامية»، مضيفةً أن المدينة «ستُحرر بالكامل من الحركات ومرتزقة الإسلاميين والبرهان»، بحسب تعبيرها. وكانت قد سبقت هذه التصريحات منشورات يوم الجمعة، زعمت فيها السيطرة على أحياء: «الرديف» و«تمباسي»، والأحياء «جنوب الظلط»، وسوق المواشي.

ومن جانبه، قال الناطق باسم القوة المشتركة في الفاشر أحمد حسين مصطفى، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، اليوم، إن مزاعم قوات الدعم السريع «لا تستند إلى وقائع ميدانية دقيقة»، مؤكدًا أن ما يُنشر من طرفها «محض تضليل إعلامي».

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت، الثلاثاء الماضي، إلى دخول أعداد كبيرة من مقاتلي «الدعم السريع» إلى الفاشر للمرة الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في مايو 2024، معربةً عن قلقها من تصاعد حدة المواجهات.

وأوضح مصطفى أن «الميليشيا تواصل محاولات تسلل متقطعة في مجموعات من المشاة عبر المحاور الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية للمدينة»، قبل أن يشدد على أن «هذه التحركات تُواجَه باستعدادات ميدانية، ولا تُحدث اختراقات مؤثرة» – بحسب ما ذكر.
وأضاف مصطفى أن «الميليشيا رغم قوتها الصلبة لا تملك القدرة على الحسم في الفاشر»، مشيرًا إلى أنها «هُزمت في 220 معركة على أسوار المدينة»، وواصفًا حديثها عن السيطرة بأنه «جزء من أكاذيب التصوير والتضليل المعتادة».

وذكر مصطفى أنهم يتعاملون مع التحركات عبر «الاستدراج والرصد»، لافتًا إلى أن «القوة المشتركة لا ترى ضرورة للتعاطي الإعلامي مع مثل هذه المزاعم نظرًا إلى ضعف تأثيرها ميدانيًا» – وفقًا لتعبيره.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مواجهات عنيفة شهدتها مدينة الفاشر يوم الخميس، إذ أعلنت الفرقة السادسة مشاة أن الجيش والقوات المتحالفة معه صدوا الهجوم الثاني والعشرين بعد المائتين من قوات الدعم السريع على المدينة، في معارك امتدت من فجر الخميس حتى المساء، لا سيما في المحور الجنوبي الغربي من المدينة.

وفي اليوم نفسه، قُتل ثمانية أشخاص وأُصيب آخرون في قصف استهدف معسكر «زمزم» للنازحين، طبقًا لما أفادت به غرفة الطوارئ بمعسكر «أبو شوك» التي أشارت إلى استخدام قذائف ثقيلة أسفرت عن تدمير منازل ونزوح إضافي.

وشهدت الفاشر، مطلع الأسبوع الماضي، اشتباكات ليلية عنيفة تركزت في الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، أعقبها قصف صباحي متبادل، بحسب مصادر ميدانية تحدثت إلى «بيم ريبورتس». وأشارت المعلومات إلى أن وحدات الجيش استعادت السيطرة على مواقع في محوري «شُجيرة» و«المُدرّج»، بعد صد هجوم من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء السوداني المعيّن كامل إدريس، في بيان، السبت الماضي، إن المدنيين في الفاشر «يواجهون واحدة من أبشع صور الابتزاز الجماعي والتجويع الممنهج»، محذرًا من «كارثة إنسانية وشيكة»، وداعيًا إلى تحرك أممي عاجل وفتح ممرات آمنة، معتبرًا ما يجري «جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي».

ومنذ مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر معارك عنيفة في محاولة من قوات الدعم السريع للسيطرة على العاصمة الأخيرة في الإقليم، في ظل استمرار الجيش والحركات المتحالفة معه في التصدي للهجمات التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى من المدنيين ونزوح الآلاف، وسط تفشي المجاعة في ظل وضع اقتصادي متدهور.