«الدعم السريع» تعلن عن إحراز «تقدم ساحق» في الفاشر.. و«المشتركة» تنفي

19 يوليو 2025 – أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن إحراز ما وصفته بـ«التقدم الساحق» في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان، مشيرةً إلى سيطرتها على أحياء ومرافق شمالي المدينة، في وقت نفت فيه القوات المشتركة للحركات المسلحة هذه المزاعم، مؤكدةً أن التحركات العسكرية لـ«الدعم السريع» لا تُحدث اختراقات مؤثرة، وأن الوضع ما يزال تحت السيطرة.

وفي منشور اليوم على قناتها في منصة «تيليغرام»، قالت قوات الدعم السريع إن «أشاوس المحور الشمالي استولوا على عتاد عسكري ضخم لمليشيا الحركة الإسلامية»، مضيفةً أن المدينة «ستُحرر بالكامل من الحركات ومرتزقة الإسلاميين والبرهان»، بحسب تعبيرها. وكانت قد سبقت هذه التصريحات منشورات يوم الجمعة، زعمت فيها السيطرة على أحياء: «الرديف» و«تمباسي»، والأحياء «جنوب الظلط»، وسوق المواشي.

ومن جانبه، قال الناطق باسم القوة المشتركة في الفاشر أحمد حسين مصطفى، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، اليوم، إن مزاعم قوات الدعم السريع «لا تستند إلى وقائع ميدانية دقيقة»، مؤكدًا أن ما يُنشر من طرفها «محض تضليل إعلامي».

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت، الثلاثاء الماضي، إلى دخول أعداد كبيرة من مقاتلي «الدعم السريع» إلى الفاشر للمرة الأولى منذ بدء الحصار على المدينة في مايو 2024، معربةً عن قلقها من تصاعد حدة المواجهات.

وأوضح مصطفى أن «الميليشيا تواصل محاولات تسلل متقطعة في مجموعات من المشاة عبر المحاور الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية للمدينة»، قبل أن يشدد على أن «هذه التحركات تُواجَه باستعدادات ميدانية، ولا تُحدث اختراقات مؤثرة» – بحسب ما ذكر.
وأضاف مصطفى أن «الميليشيا رغم قوتها الصلبة لا تملك القدرة على الحسم في الفاشر»، مشيرًا إلى أنها «هُزمت في 220 معركة على أسوار المدينة»، وواصفًا حديثها عن السيطرة بأنه «جزء من أكاذيب التصوير والتضليل المعتادة».

وذكر مصطفى أنهم يتعاملون مع التحركات عبر «الاستدراج والرصد»، لافتًا إلى أن «القوة المشتركة لا ترى ضرورة للتعاطي الإعلامي مع مثل هذه المزاعم نظرًا إلى ضعف تأثيرها ميدانيًا» – وفقًا لتعبيره.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب مواجهات عنيفة شهدتها مدينة الفاشر يوم الخميس، إذ أعلنت الفرقة السادسة مشاة أن الجيش والقوات المتحالفة معه صدوا الهجوم الثاني والعشرين بعد المائتين من قوات الدعم السريع على المدينة، في معارك امتدت من فجر الخميس حتى المساء، لا سيما في المحور الجنوبي الغربي من المدينة.

وفي اليوم نفسه، قُتل ثمانية أشخاص وأُصيب آخرون في قصف استهدف معسكر «زمزم» للنازحين، طبقًا لما أفادت به غرفة الطوارئ بمعسكر «أبو شوك» التي أشارت إلى استخدام قذائف ثقيلة أسفرت عن تدمير منازل ونزوح إضافي.

وشهدت الفاشر، مطلع الأسبوع الماضي، اشتباكات ليلية عنيفة تركزت في الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، أعقبها قصف صباحي متبادل، بحسب مصادر ميدانية تحدثت إلى «بيم ريبورتس». وأشارت المعلومات إلى أن وحدات الجيش استعادت السيطرة على مواقع في محوري «شُجيرة» و«المُدرّج»، بعد صد هجوم من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء السوداني المعيّن كامل إدريس، في بيان، السبت الماضي، إن المدنيين في الفاشر «يواجهون واحدة من أبشع صور الابتزاز الجماعي والتجويع الممنهج»، محذرًا من «كارثة إنسانية وشيكة»، وداعيًا إلى تحرك أممي عاجل وفتح ممرات آمنة، معتبرًا ما يجري «جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي».

ومنذ مايو 2024، تشهد مدينة الفاشر معارك عنيفة في محاولة من قوات الدعم السريع للسيطرة على العاصمة الأخيرة في الإقليم، في ظل استمرار الجيش والحركات المتحالفة معه في التصدي للهجمات التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى من المدنيين ونزوح الآلاف، وسط تفشي المجاعة في ظل وضع اقتصادي متدهور.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع