Day: July 26, 2025

السودان: تحالف «تأسيس» يعلن عن تشكيل مجلس رئاسي وحكومة برئاسة «التعايشي»

26 يوليو 2025 – أعلن تحالف السودان التأسيسي «تأسيس»، السبت، عن تشكيل مجلس رئاسي وحكومة في خطوة من شأنها أن تُكرس لمزيد من الانقسام في البلد الممزق بالحرب لأكثر من سنتين.

وسّمى تحالف تأسيس عضو مجلس السيادة الانتقالي السابق محمد حسن التعايشي رئيسًا لحكومته وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» رئيسًا للمجلس الرئاسي.

وقال الناطق الرسمي باسم التحالف علاء نقد، إن المجلس الرئاسي يتكون من 15 عضوًا برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وقائد الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو.

وجاءت الخطوة بعد ساعات من استهداف الجيش السوداني مقر الحكومة في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والتي تعد المركز الرئيسي للحكومة الجديدة.

وأعلن نقد، في كلمة مصورة من نيالا أن اجتماعًا عُقد يوم الخميس للهيئة القيادية أفضى إلى تشكيل المجلس الرئاسي واختيار رئيس «حكومة السلام الانتقالية».

وأوضح نقد أن الهيئة القيادية للتحالف قررت تشكيل المجلس الرئاسي لـ«حكومة السلام الانتقالية» من 15 عضوًا برئاسة حميدتي والحلو نائبًا له من ضمنهم حكام الأقاليم.

ومن أبرز أعضاء المجلس الرئاسي عضوي مجلس السيادة السابقين الطاهر حجر والهادي إدريس.

وفي الأول من يوليو أعلن تحالف «تأسيس»، خلال مؤتمر صحفي في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور عن هيئته القيادية المكونة من 31 عضوًا برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» وقائد الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو نائبًا له وعلاء الدين نقد ناطقًا رسميًا ومكين حامد تيراب مقررًا.

وتجئ الخطوة كامتداد لميثاق سياسي بين أطراف التحالف وقع في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي.

هل صرّح وزير الخارجية الأمريكي بأنه لن يكون للأطراف المتحاربة في السودان دورٌ سياسيٌّ بعد السلام؟

هل صرّح وزير الخارجية الأمريكي بأنه لن يكون للأطراف المتحاربة في السودان دورٌ سياسيٌّ بعد السلام؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوب إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يقول فيه إنّه لن يكون لأيٍّ من الأطراف المتحاربة في السودان أو حلفائهم دورٌ سياسيٌّ بعد تنفيذ عملية السلام، كما لن يُسمح بطرح أيّ مشروع سياسي جديد يخالف «الاتفاق الإطاري» المبرم قبل اندلاع الحرب، لافتًا إلى أن لديهم الآليات الكفيلة بضمان تنفيذ هذا الالتزام – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عاااااااااااااااجل

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

“لن يكون هناك دور سياسي للأطراف المتحاربة وشركائهم بعد فرض عملية السلام في السودان، ولا أي مشروع سياسي جديد غير الاتفاق الإطاري السابق للحرب. ولدينا الآلية التي تضمن تنفيذ ذلك

“There will be no political role for the warring parties and their partners after imposing the peace process in Sudan, nor any new political project other than the pre-war framework agreement. We have the mechanism that ensures its implementation.”».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في موقع وزارة الخارجية الأمريكية وحسابها على منصة «إكس» وفي حساب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على «إكس»، ولم يجد فيها جميعًا أيّ أثر للتصريح المنسوب إلى روبيو بشأن مستقبل أطراف الحرب في السودان.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي، ولم يجد كذلك أيّ تصريحات تتعلق بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في موقع الخارجية الأمريكية ولا في حسابها أو حساب الوزير على منصة «إكس». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

طائرة مسيّرة تستهدف مقر الحكومة بنيالا وسط استعدادات للإعلان عن سلطة موازية

26 يوليو 2025 – استهدفت طائرة مسيّرة، صباح اليوم السبت، مبنى أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور بمدينة نيالا، مما أسفر عن أضرار جزئية في الموقع دون الإعلان عن وقوع إصابات، وسط تحركات متسارعة داخل المدينة لتشكيل سلطة محلية جديدة وإعادة ترتيب الإدارة المدنية.

وقال مصدر ميداني لـ«بيم ريبورتس» إن الضربة وقعت بين الساعة العاشرة والساعة الحادية عشرة صباحًا، وتسببت في اندلاع حريق جزئي في الموقع، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من محيط المبنى، قبل أن تتدخل فرق الطوارئ وتغلق الشوارع المحيطة وتمنع حركة المواطنين.

وأفاد المصدر بأن مدينة نيالا تشهد استعدادات للإعلان عن الحكومة الجديدة التابعة لـ«الدعم السريع» في مقابل الحكومة التي يقودها الجيش من بورتسودان.

وأشار المصدر إلى فتح عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة نيالا، بينها «صينية السينما» وجزء من «السوق الكبير»، إلى جانب عمليات نظافة المقار الحكومية وإعادة تأهيلها، في ظل حالة من الاستقرار الأمني النسبي، مقارنةً بالأسابيع الماضية.

والاثنين الماضي، صرّح رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور يوسف إدريس، بأن السلطات «مستعدة للإعلان عن الحكومة الجديدة»، مشيرًا إلى أن «نيالا هي العاصمة الإدارية المرشحة بقوة لاستضافة السلطة المدنية المقبلة».

وأضاف المصدر أن نقاشات دارت مؤخرًا بشأن ترشيح قادة محليين لتولي مهام إدارة الحكومة الجديدة، استُقر فيها على تعيين محمد حسن التعايشي (العضو السابق في مجلس السيادة الانتقالي) بديلًا لحُذيفة أبو نوبة، وسط حراك نشط في الأوساط المدنية والإدارية داخل المدينة.

وأشار المصدر كذلك إلى وصول وفود من زعماء الإدارات الأهلية من ولايات مجاورة إلى نيالا، في وقت تشهد فيه المدينة حركة تجارية جزئية وعودة تدريجية للنشاط التجاري، على تراجع حجمه مقارنةً بالفترة الماضية. كما لفت إلى استقرار الأوضاع الأمنية.

وذكر المصدر أن قادة محليين بارزين، مثل عبد المنعم الربيع وحُذيفة أبو نوبة وإبراهيم بقال، يقيمون في المنطقة الواقعة خلف المطار بمدينة نيالا، حيث أُنشئت منظومة دفاعية لم تفلح، في السابق، في التصدي لهجمات الطائرات المسيّرة التي تُطلق عادةً من جهة الجنوب، وفقًا لتقديرات محلية.

وتشهد نيالا، التي تُعدّ المعقل الأبرز لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، هجمات جوية متكررة من قبل الجيش السوداني، تشمل استخدام طائرات حربية وطائرات مسيّرة، منذ سيطرة «الدعم السريع» على المدينة في 29 أكتوبر 2023، عقب انسحاب الجيش من قيادة فرقة المشاة السادسة عشرة.

ومنذ مايو الماضي، تزايدت وتيرة الضربات الجوية للجيش السوداني على مواقع «الدعم السريع» في نيالا، خاصةً مطار المدينة الذي تهبط فيه شحنات دعم عسكري لـ«الدعم السريع»، بالإضافة إلى استهداف مباشر لمواقع عسكرية، بما في ذلك قصف مطار نيالا الدولي في 25 يونيو الماضي، والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة آخرين من عناصر «الدعم السريع». ووقعت الضربة بالتزامن مع وصول شحنة أسلحة نُقلت برًا من ليبيا إلى نيالا، وفق مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» وقتها.

وكان مطار نيالا قد شهد عودة محدودة للرحلات الجوية، منذ 21 سبتمبر 2024، بحسب ما وثقه مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لمدرسة الصحة العامة في جامعة «ييل» الأمريكية، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى موقع إستراتيجي للتموين العسكري.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل إعلان تحالف «السودان التأسيسي»، المعروف بـ«تأسيس»، عن قيادته المركزية، في مطلع يوليو الجاري من نيالا، حيث نُصّب «حميدتي» –قائد «الدعم السريع»– رئيسًا للتحالف، وعبد العزيز الحلو –رئيس الحركة الشعبية شمال– نائبًا له، مما زاد من أهمية المدينة سياسيًا وعسكريًا.

ومع وجود إدارة مدنية موالية لـ«الدعم السريع» في نيالا، فإن المدينة تشهد فوضى أمنية منذ أشهر، تشمل عمليات عنف ونهب واشتباكات مسلحة، في وقت تتواصل فيه محاولات «تطبيع الحياة» من قبل السلطات المحلية عبر فتح الأسواق والمقار الإدارية وتأمين الطرق.

ما حقيقة إشادة الصحفي البريطاني إيان ترنر بجهود تنسيقية «صمود»؟

ما حقيقة إشادة الصحفي البريطاني إيان ترنر بجهود تنسيقية «صمود»؟

تداولت العديد من الحسابات على منصة «فيسبوك» نصّ تصريحٍ منسوبٍ إلى الصحفي البريطاني المعني بتغطية شؤون العائلة المالكة في بريطانيا إيان بلهام ترنر، يشيد فيه بجهود تنسيقية «صمود» بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، لما قدموه من «جهود وطنية مخلصة لتحقيق السلام» في السودان، بدءًا من منبر جدة وحتى التحضير لمؤتمر واشنطن، مؤكدًا أن هذه المجموعة «تستحق التكريم الدولي»، على ما قدموه من «تضحيات وجهود جبارة تجاه وطنهم»، ومعربًا عن إيمانه بقدرتهم على تحقيق السلام والاستقرار، وداعيًا إلى دعمهم في مسيرتهم «المباركة» – بحسب الادعاء.

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي: 

«عاااااااااااااااجل

الصحفي البريطاني

إيان بلهام ترنر

بكل فخر واعتزاز، نرفع أصواتنا بالإشادة والتقدير لأعضاء مجموعة صمود بقيادة الدكتور عبد الله، الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم يستحقون الإشادة والثناء على جهودهم الوطنية المخلصة في سبيل تحقيق السلام. لقد قدم هؤلاء الأبطال جهوداً وطنية رائعة منذ بداية هذه الحرب، حيث أسسوا وصنعوا منبر جدة الأول، ثم الثاني، ومن ثم مؤتمر جنيف الذي شهد حضوراً واسعاً للأسرة الدولية. كما هيأوا منبر المنامة، ومنبر تشاتام هاوس في بريطانيا، والآن يصنعون بكل عزيمة وإصرار مؤتمر واشنطن للسلام في السودان.إن هذه الجهود المضنية والمستمرة تعتبر إنجازاً فريداً لمجموعة رائعة تتزين بحب الوطن وتعمل بكل إخلاص وتفاني، لم يسبق لها مثيل في العالم من أجل شعبها وبلدها المنكوب. حقاً، إنها مجموعة رائعة تستحق التكريم الدولي على ما قدموه من تضحيات وجهود جبارة تجاه وطنهم.نحن على يقين بأن أمثال هؤلاء الأبطال، بقيادة الدكتور عبد الله، بيدهم القدرة على تحقيق السلام والاستقرار في السودان، وإننا لنثق في أن جهودهم ستكون فاتحة خير لشعبهم ولوطنهم. فلنكن جميعاً معهم في هذه المسيرة المباركة، ولنقدم لهم كل الدعم والتأييد لتحقيق أهدافهم النبيلة».

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، بحث «مرصد بيم» في الحساب الرسمي للصحفي البريطاني إيان بلهام ترنر على منصة «فيسبوك»، ولم يجد فيه أيّ أثر للتصريح المنسوب إليه بشأن تنسيقية «صمود». 

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد عن آخر اللقاءات والمقابلات التي أجراها الصحفي البريطاني إيان ترنر، ولم يجد أيّ تصريحات تتعلق بالادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء.

الخلاصة:

التصريح مفبرك؛ إذ لم يرِد في الحساب الرسمي لإيان ترنر على «فيسبوك». كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

أزمة إنسانية «غير مسبوقة» في الفاشر: أجسام مدنية تُحذر من الجوع وسوء التغذية وغياب الدعم

26 يوليو 2025 – أطلقت كلٌّ من تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر ومجلس تنسيق غرف الطوارئ بولاية شمال دارفور نداءين منفصلين، الجمعة، حذّرا فيهما من تفاقم الأزمة الإنسانية داخل مدينة الفاشر المحاصَرة، مؤكدين أن الأوضاع المعيشية والصحية بلغت حد الانهيار الكامل، وسط انعدام الغذاء وتصاعد الهجمات العسكرية وغياب الاستجابة الرسمية.

ومنذ العاشر من مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور وآخر مدينة في الإقليم ما تزال تحت سيطرة الجيش، في محاولة لإسقاطها، مما خلف أوضاعَا إنسانيةً واقتصاديةً سيئة، في ظل تجاهل النداءات الأممية لوقف القتال في المدينة.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، في بيانها، إن المدينة «تحاصرها الحرب ويطحنها الجوع»، مشيرةً إلى أن أغلب المطابخ المجتمعية والتكايا توقفت عن العمل بعد نفاد الموارد وانقطاع الدعم، فيما لم تعُد الجهود الذاتية كافية لتأمين الطعام للمدنيين. وأضافت: «اليوم، في بعض المطابخ القليلة التي ما زالت تحاول الصمود، لم يجد العاملون بها إلا الأمباز وبقايا طحن الفول ليُطهى ويُقدَّم كوجبة وحيدة للنازحين ولأهل المدينة الذين ينتظرون الطعام ليبقوا على قيد الحياة».

وتابعت تنسيقية المقاومة في الفاشر قائلةً: «نحن الآن تحت القصف المستمر نواجه الجوع الحقيقي والعزلة التامة، ونزحف من حيّ إلى حيّ بحثًا عن الأمان ولا نجده». وأكدت، في بيانها، أنها لا تبحث عن التصفيق وإنما «عن صوت يوصل معاناتنا الإنسانية ويصرخ باسمنا في كل المنصات»، معلنةً التمسك بالمقاومة و«الحق المشروع في البقاء على الأرض». واختتمت بيانها بنداءٍ لافت جاء فيه: «لا تتركوا الناس تموت جوعًا وأنتم تنظرون».

أما مجلس تنسيق غرف الطوارئ بولاية شمال دارفور، فقد أصدر بيانًا منفصلًا، حذّر فيه من أن مستويات انعدام الأمن الغذائي داخل الفاشر «بلغت حدًا غير مسبوق»، موضحًا أن التقديرات الميدانية تشير إلى «انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88%».

وشدد المجلس على أن «الأزمة تجاوزت مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية»، مشيرًا إلى أن الأطفال والنساء –بوصفهم الأكثر ضعفًا– يعانون الجوع وسوء التغذية الحاد، ولافتًا إلى أنّ «مشاهد الهزال أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة»، ومؤكدًا «بأسى بالغ» أنهم يشهدون «حالات وفاة فعلية بسبب الجوع وسوء التغذية».

وفي السياق نفسه، ناشد ناشطون، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أبناء ولاية شمال دارفور وبناتها المقيمين في الخارج والمنفيين قسرًا بفعل الحرب، إلى بذل ما يمكن من دعم عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين، مؤكدين أن المدينة «تقف على حافة المجاعة المفتوحة».

كما دعا الناشطون أبناء الولاية في المنافي والمهاجر إلى التحرك السريع لتأمين الغذاء والدعم الطبي، في ظل غياب الاستجابة الحكومية وتوقف شبكات الدعم المحلية كليًا.

وعبّر كثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من غياب حكومة ولاية شمال دارفور عن مشهد الأزمة، متهمين السلطات المحلية بعدم الاكتراث بما يعانيه المدنيون داخل المدينة المحاصرة. وأشاروا إلى أن «أغلب التكايا والمطابخ التي كانت تقدّم وجبات مجانية قد توقفت عن العمل نهائيًا بسبب انعدام الموارد وغياب أي دعم رسمي أو منظم».

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، الأربعاء، من أن الأوضاع الصحية في ولاية شمال دارفور «تتدهور بسرعة»، مع تسجيل ارتفاع حاد في إصابات الكوليرا والملاريا والحصبة، خصوصًا في مدن «طويلة» والفاشر و«كبكابية». وقال المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك إن «انقطاع الإنترنت ونقص الاختبارات السريعة يعوقان مراقبة انتشار الأمراض»، في وقت أُغلقت فيه أكثر من 32 مرفقًا صحيًا بسبب انعدام الأمن.

وأفاد دوجاريك أن خطة الاستجابة الإنسانية الأممية وُسّعت لتشمل أكثر من 380 ألف نازح بمحلية «طويلة»، معظمهم فرّوا من مخيم «زمزم» والمناطق المجاورة منذ أبريل، لكن الخطة «تحتاج إلى 120 مليون دولار لتوفير الغذاء والرعاية الصحية والمياه والمأوى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة».

وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد أكدت، في تقريرها الوبائي الأسبوعي الصادر الثلاثاء، أن محليتي «طويلة» بجنوب دارفور و«بليل» في شمال دارفور سجلتا أعلى معدلات الإصابة والوفاة بالكوليرا، ضمن 1,307 حالة رُصدت في 12 ولاية خلال أسبوع واحد (12 – 18 يوليو).

كما حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن النظام الصحي في شمال دارفور «يواجه خطر الانهيار الكامل بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الجراحية واللقاحات»، مما يعرّض آلاف المرضى للخطر، لا سيما في مناطق النزوح والمعسكرات.