طائرة مسيّرة تستهدف مقر الحكومة بنيالا وسط استعدادات للإعلان عن سلطة موازية

26 يوليو 2025 – استهدفت طائرة مسيّرة، صباح اليوم السبت، مبنى أمانة حكومة ولاية جنوب دارفور بمدينة نيالا، مما أسفر عن أضرار جزئية في الموقع دون الإعلان عن وقوع إصابات، وسط تحركات متسارعة داخل المدينة لتشكيل سلطة محلية جديدة وإعادة ترتيب الإدارة المدنية.

وقال مصدر ميداني لـ«بيم ريبورتس» إن الضربة وقعت بين الساعة العاشرة والساعة الحادية عشرة صباحًا، وتسببت في اندلاع حريق جزئي في الموقع، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من محيط المبنى، قبل أن تتدخل فرق الطوارئ وتغلق الشوارع المحيطة وتمنع حركة المواطنين.

وأفاد المصدر بأن مدينة نيالا تشهد استعدادات للإعلان عن الحكومة الجديدة التابعة لـ«الدعم السريع» في مقابل الحكومة التي يقودها الجيش من بورتسودان.

وأشار المصدر إلى فتح عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة نيالا، بينها «صينية السينما» وجزء من «السوق الكبير»، إلى جانب عمليات نظافة المقار الحكومية وإعادة تأهيلها، في ظل حالة من الاستقرار الأمني النسبي، مقارنةً بالأسابيع الماضية.

والاثنين الماضي، صرّح رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور يوسف إدريس، بأن السلطات «مستعدة للإعلان عن الحكومة الجديدة»، مشيرًا إلى أن «نيالا هي العاصمة الإدارية المرشحة بقوة لاستضافة السلطة المدنية المقبلة».

وأضاف المصدر أن نقاشات دارت مؤخرًا بشأن ترشيح قادة محليين لتولي مهام إدارة الحكومة الجديدة، استُقر فيها على تعيين محمد حسن التعايشي (العضو السابق في مجلس السيادة الانتقالي) بديلًا لحُذيفة أبو نوبة، وسط حراك نشط في الأوساط المدنية والإدارية داخل المدينة.

وأشار المصدر كذلك إلى وصول وفود من زعماء الإدارات الأهلية من ولايات مجاورة إلى نيالا، في وقت تشهد فيه المدينة حركة تجارية جزئية وعودة تدريجية للنشاط التجاري، على تراجع حجمه مقارنةً بالفترة الماضية. كما لفت إلى استقرار الأوضاع الأمنية.

وذكر المصدر أن قادة محليين بارزين، مثل عبد المنعم الربيع وحُذيفة أبو نوبة وإبراهيم بقال، يقيمون في المنطقة الواقعة خلف المطار بمدينة نيالا، حيث أُنشئت منظومة دفاعية لم تفلح، في السابق، في التصدي لهجمات الطائرات المسيّرة التي تُطلق عادةً من جهة الجنوب، وفقًا لتقديرات محلية.

وتشهد نيالا، التي تُعدّ المعقل الأبرز لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، هجمات جوية متكررة من قبل الجيش السوداني، تشمل استخدام طائرات حربية وطائرات مسيّرة، منذ سيطرة «الدعم السريع» على المدينة في 29 أكتوبر 2023، عقب انسحاب الجيش من قيادة فرقة المشاة السادسة عشرة.

ومنذ مايو الماضي، تزايدت وتيرة الضربات الجوية للجيش السوداني على مواقع «الدعم السريع» في نيالا، خاصةً مطار المدينة الذي تهبط فيه شحنات دعم عسكري لـ«الدعم السريع»، بالإضافة إلى استهداف مباشر لمواقع عسكرية، بما في ذلك قصف مطار نيالا الدولي في 25 يونيو الماضي، والذي أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة خمسة آخرين من عناصر «الدعم السريع». ووقعت الضربة بالتزامن مع وصول شحنة أسلحة نُقلت برًا من ليبيا إلى نيالا، وفق مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» وقتها.

وكان مطار نيالا قد شهد عودة محدودة للرحلات الجوية، منذ 21 سبتمبر 2024، بحسب ما وثقه مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لمدرسة الصحة العامة في جامعة «ييل» الأمريكية، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى موقع إستراتيجي للتموين العسكري.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل إعلان تحالف «السودان التأسيسي»، المعروف بـ«تأسيس»، عن قيادته المركزية، في مطلع يوليو الجاري من نيالا، حيث نُصّب «حميدتي» –قائد «الدعم السريع»– رئيسًا للتحالف، وعبد العزيز الحلو –رئيس الحركة الشعبية شمال– نائبًا له، مما زاد من أهمية المدينة سياسيًا وعسكريًا.

ومع وجود إدارة مدنية موالية لـ«الدعم السريع» في نيالا، فإن المدينة تشهد فوضى أمنية منذ أشهر، تشمل عمليات عنف ونهب واشتباكات مسلحة، في وقت تتواصل فيه محاولات «تطبيع الحياة» من قبل السلطات المحلية عبر فتح الأسواق والمقار الإدارية وتأمين الطرق.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
مرصد بيم

ما صحة خبر صحيفة (اليوم التالي)المنسوب لـ(الاندبندنت) : “تصلب المدنيين يهدد الحل السلمي في السودان”؟

ما صحة خبر صحيفة (اليوم التالي) المنسوب لـ(الاندبندنت) : “تصلب المدنيين يهدد الحل السلمي في السودان”؟ مفبرك نشرت صحيفة (اليوم التالي) السودانية، في عددها الصادر

المزيد