Day: July 29, 2025

الاتحاد الإفريقي يدين الإعلان عن حكومة موازية في السودان ويدعو لعدم الاعتراف بها

29 يوليو 2025 – أدان مجلس السلم والأمن الإفريقي بشدة، الثلاثاء، الإعلان عن حكومة موازية في السودان لتحالف تأسيس بقيادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ويوم السبت أعلن تحالف السوداني التأسيسي «تأسيس» بقيادة الدعم السريع من نيالا عن تشكيل حكومة موازية للحكومة السودانية بقيادة الجيش وسط رفض دولي وإقليمي ومحلي وتشديد على ضرورة الحفاظ على سيادة مؤسسات السودان، وتحذير من أن تؤدي هذه التحركات إلى تقسيم البلاد.

وأعرب المجلس في بيان صدر بعد اجتماعه رقم 1992 عن رفضه أي محاولة لتهديد البلاد.

ودعا البيان إلى احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه.

وحث البيان جميع أعضاء الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي على عدم الاعتراف، أو دعم الحكومة الموازية.

وشدد الاتحاد الأفريقي أنه يجدد التأكيد على أن مجلس السيادة الانتقالي والحكومة الانتقالية التي تم تشكيلها مؤخرًا باعتبارها السلطة الشرعية في البلاد، داعيًا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات، وحوار وطني شامل.

كما أدان مجلس السلم والأمن التدخلات الخارجية التي قال إنها تؤجج الصراع، وطالب بوقف جميع أشكال الدعم العسكري والمالي للأطراف المتحاربة، متعهدًا بمواصلة الانخراط النشط في معالجة الوضع.

حصار عسكري مزدوج ومشدد يضع «كادقلي» على حافة أزمة إنسانية مركبة

29 يوليو 2025 – وضع حصار مزدوج ومشدد تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية-شمال على كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المدينة على حافة أزمة إنسانية مركبة، يتداخل فيها الجوع وندرة الدواء، فيما فقد الأطفال حديثو الولادة حقهم في التطعيم. كل ذلك وسط قبضة أمنية مشددة من السلطات الأمنية.

وقبل أكثر من أسبوع اندلعت توترات أمنية في كادقلي المحاصرة منذ نحو سنتين من قوات الدعم السريع من جهة وقوات الحركة الشعبية-شمال من جهة أخرى بسبب أزمة الجوع المتصاعدة في المنطقة.

واندلعت الأحداث في كادقلي بعد خطبة ألقاها القائد العسكري «كافي طيارة» المتحالف مع الجيش هاجم فيها التجار منتقدًا تخزينهم للسلع واحتكارها مما جعل المواطنين يغضبون ويهاجمون السوق الأمر الذي تضررت منه محال الهواتف والملابس والباعة والمخازن وغيرها، وفقًا لما قاله مصدر من كادقلي ينشط في خدمة المجتمع لـ«بيم ريبورتس».

«لم تعد الأسر تعد وجباتها كما في السابق، بل تبحث عن أقل ما يسد الرمق وسط توترات وقبضة أمنية بسبب أزمة الجوع المتصاعدة. الأطفال الذين ولدوا خلال الأسابيع الماضية لم يحصلوا على تطعيماتهم، والمرضى في المستشفيات يتلقون علاجًا منتهي الصلاحية دون أكسجين»، يقول مصدر طبي من كادقلي لـ«بيم ريبورتس».

وبات الحصول على ملوة ذرة أو قطعة صابون في كادقلي يمثل تحديًا، وأصبحت التحويلات المالية الإلكتروينة خاضعة لشروط قاسية تُجبر المواطن على شراء بضاعة مضاعفة لقيمة المبلغ الذي تتسلمه، وفق ما قال المصدر الأول.

كل هذا يحدث في مدينة كانت يومًا مركزًا تجاريًا مهمًا.

أُغلقت الأسواق، وقيدت حرية المواطنين في التعبير بينما ينهار كل شيء حالياً إلا أصوات شبابٍ قرروا أن يواصلوا تقديم الطعام للأطفال والمسنين كل يوم، رغم كل شئ، وذلك وفقًا للمصدرين اللذين تحدثا إلينا من مدينة يعيش سكانها الويلات.

وأفاد المصدران أن المدينة تعيش في عزلة خانقة منذ شهر يونيو بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية إليها، وتوقفت الإمدادات والسلع والخدمات الأساسية، في ظل غياب تام للسلطات والمنظمات الإنسانية، ما جعل السكان يواجهون خطر الجوع والانهيار الصحي.

ووصف المصدر الأول الوضع بالكارثي، وأن الأسعار تضاعفت عدة مرات، فيما تفكك السوق المحلي تمامًا. وقال إن كيلو السكر يباع بـ45 ألف جنيه، العدس 30 ألفًا، الذرة 35 ألفًا، بينما يبلغ رطل الزيت 25 ألف جنيه، والكيلو الواحد من اللحم 35 ألفًا، في حين ارتفع سعر الوقود إلى مليون جنيه للباقة، إن وجد. كما أشار إلى انعدام سلع بالكامل مثل الرُز والبقوليات

وأكد أن الحصول على الطعام يستدعي الوقوف في صفوف طويلة دون ضمان، وأن معظم الناس يعيشون على وجبة واحدة فقط، غالبًا من الذرة، ولا توجد مساعدات تُذكر، مشيرًا إلى أن الناس بدأوا في بيع ممتلكاتهم لتوفير الحد الأدنى من الغذاء.

وفيما يخص الوضع الصحي، أوضح المصدر الثاني أن الأدوية غير متوفرة، سواء في المستشفى أو في الصيدليات، ولا توجد محاليل وريدية ولا حتى شاش أو أدوية للملاريا. بل ذهب في وصفه أبعد من ذلك قائلاً : «حتى قماش الكفن غير موجود، الموتى يُدفنون بملابسهم».

اعتقالات وقبضة أمنية

ولفت المصدر الأول إلى وجود اعتقالات وقبضة أمنية وتعمد للتكتم على الوضع وقال إن آخر هذه الحالات كن حوالي 15 امرأة شاركن في احتجاجات على الغلاء أمام منزل والي الولاية، تم اعتقالهن ونُقل بعضهن إلى أماكن احتجاز غير معروفة.

ورغم هذه الظروف، ماتزال غرفة طوارئ كادقلي تقدم وجبات إفطار لأطفال سوء التغذية وكبار السن والمرضى، في محاولة لتقليل حجم المجاعة، بدعم من شباب ومتطوعين داخل الأحياء بحسب مواطنين من كادقلي وذلك بعد أن قيدت السلطات عمل حوالي 30 منظمة كانت تعمل في كادقلي بشكل مفاجئ منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وأوضح أن الوضع تفاقم أكثر بعد قرار السلطات إيقاف عمل المنظمات الإنسانية في الولاية ومن بينها حسب مايذكر برنامج الغذاء العالمي، والمجلس النرويجي للاجئين.

واطلعت «بيم ريبورتس» على خطاب رسمي بهذا الشأن صادر من مفوض العون الإنساني في 21 أبريل الماضي بإيقاف احدى المنظمات .

وأشار إلى أن السوق الرسمي انهار تمامًا، منذ الأسبوع الماضي وتوقفت تجارة الجملة، وتحول النشاط إلى بيع متفرق عبر باعة متجولين في بعض الأحياء ، وسط تراجع حاد في توفر السلع.

وأضاف أن السلع البديلة كانت تأتي من مدينة الدلنج قبل أن يشير إلى أن محاولات فتح طريق الدلنج لم تنجح في إنعاش المدينة، بسبب احتجاج التجار في الدلنج على الضغط الاستهلاكي من تجار كادقلي ومنعهم من التصاديق.

وعن الوضع الصحي، ذكر المصدر الثاني أن مستشفى كادقلي يستخدم أدوية منتهية الصلاحية منذ أكثر من عام، ولا توجد أسطوانات أوكسجين، وتُجرى العمليات الجراحية بتخدير موضعي باستخدام مادة الكتامين التي لها آثار جانبية تؤدي للموت وتحتاج للأكسجين المنعدم في الأصل فيما لفت هنا إلى وفاة عدد من المرضى جراء ذلك آخرهم محامية معروفة بالمدينة.

كما أن مستشفى الأطفال يعاني من غياب تام للأغذية المهمة، ما يفاقم حالات سوء التغذية.

وتحدث المصدر الأول عن حالة من الفوضى عمت المدينة مؤخرًا، بعد دعوات لكسر المخازن، ما أدى إلى موجة من النهب طالت المتاجر، مشيرًا إلى أن السوق أغلق لثلاثة أيام، من الثلاثاء وحتى الخميس الماضي قبل أن يُعاد فتحه جزئيًا الجمعة الماضي.

وعلى المستوى العسكري، تسيطر الحركة الشعبية-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو تسيطر على مناطق واسعة شرق وجنوب كادقلي، وتمتد إلى كاودا وجلد، بينما تنتشر قوات الدعم السريع شمال غرب المدينة، في أبو زبد وأم عدارة، في حين يحتفظ الجيش بطريق الدلنج – كادقلي فقط.

وما بين الجوع والعزلة، يكافح سكان كادقلي للبقاء، دون دعم من سلطات مركزية أو منظمات، وسط واقع يومي يزداد صعوبة، وخوف متصاعد من مجاعة شاملة قد تفاقم الوضع الإنساني والأمني أكثر.

تحذير من تحول «المجاعة» في بعض مناطق دارفور إلى «إبادة جماعية صامتة»

29 يوليو 2025 – دعت منظمة محلية في السودان معنية بالنازحين واللاجئين، الثلاثاء، الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وكل المنظمات الإنسانية، إلى إسقاط جوي فوري للمساعدات الإنسانية في عدة مناطق في إقليم دارفور غربي البلاد، محذرة من أن «تتحول المجاعة هناك إلى إبادة جماعية صامتة».

وقالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان في «تصريح صحفي عاجل»، الثلاثاء، إن أي يوم تأخير يعني المزيد من إزهاق الأرواح.

كما طالبت الأطراف المتحاربة بوقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة، حيث تتفشى الأمراض الوبائية وينعدم الغذاء إلى حد كبير في رقعة جغرافية واسعة.

وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر ودارفور قد بلغ حدّ الانهيار الكامل، حيث يأكل الناس «الأمباز»، وهو علف حيواني من مخلفات زيوت الطعام النباتية، «كي يبقوا أحياء، وبعضهم لم يجد حتى ذلك».

وحذرت: «إنهم لا ينتظرون الغذاء.. بل ينتظرون الموت».

وفي 27 يوليو 2025 دعا والي ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت، الجيش السوداني إلى فك حصار الفاشر، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في عاصمة دارفور التاريخية لا يُطاق وقد «تفاقم أكثر مما يجب».

ولم تستجب قوات الدعم السريع لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع كانت قد اقترحتها الأمم المتحدة في وقت أواخر الشهر الماضي، حيث تواصل حصار المدنية منذ مايو 2024.

صحيًا، في منطقة الطويلة بشمال دارفور، سُجلت 2145 حالة إصابة بالكوليرا (حتى الثلاثاء) بينها 40 حالة وفاة و207 حالات في مراكز العزل، حيث بلغ معدل الإصابة اليومي: بين 100 و208 حالة، وفقًا لمنسقية النازحين.

أما في منطقة قولو جبل مرة، في جبل مرة سُجلت 7 وفيات 23 إصابة.

وفي جنوب دارفور ينتشر وباء الكوليرا في مخيمات: كلمة وعطاش والسلام، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي، حيث تمثل النساء والأطفال وكبار السن أكثر الأكثر تضررًا.

مناوي ينتقد «برود» الدولة تجاه الفاشر بعد خروج «الدعم السريع» من الخرطوم والجزيرة

29 يوليو 2025 – قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة جيش تحرير السودان المتحالفة مع الجيش، مني أركو مناوي، إن مدينة الفاشر بشمال دارفور ما تزال صامدة، لكنه أشار إلى وجود «برود كثير جدًا» من الدولة تجاهها خاصة بعد خروج الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة في وسط البلاد.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية زادت قوات الدعم السريع من وتيرة حصارها وهجماتها على الفاشر آخر أكبر المعاقل الواقعة تحت سيطرة السلطة المركزية في إقليم دارفور غربي السودان.

وفي مايو الماضي أكمل الجيش السوداني سيطرته على كامل وسط البلاد فيما تراجعت الدعم السريع إلى مناطق كردفان ودارفور.

وأبدى مناوي في تصريحات صحفية أمس في بورتسودان عقب اجتماع اللجنة السياسية لتحالف الكتلة الديمقراطية استعداده للحوار مع قوات الدعم السريع، في حال كان لديهم جانبًا إيجابيًا «طالما كلنا سودانيون».

وأضاف «المشكلة والإدانة للدعم السريع بسبب سلوكهم وليس لأنهم الدعم السريع»، مؤكدًا ان الكتلة الديمقراطية ستستمر في الانعقاد وستتواصل مع كل الأطراف التي تبدي رغبة في حل الأزمة.

من ناحية أخرى، أكد مناوي أن الدعم السريع غير مؤهلة لتكون تنظيمًا يقود دولة، في ثاني تعليق له على إعلانها تشكيل حكومة موازية في غرب البلاد يوم السبت.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تقوم على أساس أسري وقبلي، لافتًا إلى افتقارها لرؤية الحوكمة، حسبما قال.

كما حث مناوي الاتحاد الإفريقي على إدانة تشكيل حكومة موازية، محذرًا من انتشار الخطوة التي أقدمت عليها في الإقليم.

ودعا كذلك جامعة الدول العربية إلى التحرك وأن تمنع الدول التي قال إنها تسعى لتفكيك السودان، مجددًا على لسان الكتلة الديمقراطية رفضهم لأي دور أو وساطة إماراتية، مضيفًا «الدول التي تقف خلف المليشيا غير جديرة بأن تكون وسيطًا للحل».