
«المشتركة»: مشاركة «مرتزقة أجانب» في معارك الفاشر تجاوز عسكري وتهديد للسيادة الوطنية
3 أغسطس 2025 – قال المتحدث باسم القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح أحمد حسين مصطفى، لـ«بيم ريبورتس»، إن مشاركة «مرتزقة أجانب» في المعارك الدائرة في الفاشر ليست مجرد تطور ميداني، بل تُعدّ «تجاوزًا خطيرًا يضرب في عمق السيادة الوطنية ويغير طبيعة الصراع»، مضيفًا أن المرحلة القادمة ستختلف ميدانيًا.
ونوّه حسين بأن قوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو «شاركت ميدانيًا لأول مرة في القتال الدائر حول الفاشر»، مشيرًا إلى أن «قوات القائدين الهادي إدريس والطاهر حجر تشاركان منذ أكثر من خمسة أشهر في دعم مليشيا الدعم السريع خلال مختلف الجولات القتالية حول المدينة».
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت القوات المشتركة، في بيان صحفي اليوم الأحد، عن مشاركة «مرتزقة من دول جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وكينيا، وأكثر من 80 مرتزقًا من كولومبيا» في الهجوم الأخير على مدينة الفاشر، مؤكدةً أن الكولومبيين «كانوا يتولون تشغيل الطائرات المُسيّرة وتنسيق عمليات القصف المدفعي».
وسبق أن أثار وجود مقاتلين كولومبيين في صفوف «الدعم السريع» جدلًا محلياً دوليًا، بعد نشر القوات المشتركة، في نوفمبر الماضي، صورًا ووثائق وجوازات سفر تظهر عبورهم من دولة الإمارات وتؤكد مشاركتهم في القتال في صفوف «الدعم السريع»، وذلك بعد مقتلهم في معارك على الحدود الليبية السودانية. وتبعًا لذلك، أعربت الحكومة الكولومبية، في ديسمبر الماضي، عن صدمتها من مشاركة مواطنيها في حرب السودان. وأكدت سفيرتها لدى القاهرة آن ميلينا دي جافيريا، احترام بلادها للسيادة السودانية. فيما دعا الرئيس غوستافو بيترو إلى «حظر ظاهرة المرتزقة» ومعاقبة من يقودون «شبانًا فقراء لإراقة الدماء مقابل المال في دول أجنبية»، بحسب ما قال.
وفي بيانها اليوم، قالت القوات المشتركة إن استعانة «الدعم السريع» بمرتزقة أجانب تأتي بسبب «فشلها الميداني». وأضافت أن «المليشيا» استعانت بمقاتلين تابعين لعبد العزيز الحلو، بموجب «صفقة مدفوعة الأجر»، لتنفيذ عمليات تصفية واستهداف لأيّ مدني يحاول الخروج من الفاشر، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، في خرق واضح لقواعد القانون الإنساني الدولي، وفقًا لتعبير البيان الصحفي.
وكانت القوات المشتركة قد أصدرت بيانًا، أمس السبت، أكدت فيه تصديها للهجوم الخامس والعشرين بعد المئتين على مدينة الفاشر، وأنها تمكنت، خلاله، من تدمير عدد من العربات القتالية، وتحييد قائد القوات الخاصة لـ«الدعم السريع» –«وهو مرتزق كولومبي الجنسية»– إلى جانب «العشرات من عناصر المليشيا»، بحسب ما ذكر البيان.
وأضاف بيان «المشتركة» أن الحلو «دخل رسميًا في هذا الحصار على المدينة، بعد حصوله على المال والسلاح من قوات الدعم السريع».
وفي ختام إفادته لـ«بيم ريبورتس»، كشف حسين عن ظاهرة وصفها بـ«الجديدة والخطيرة»، قائلًا إنها رُصدت خلال اليومين الماضيين، وهي «قتل أي شخص يخرج من الفاشر، دون تمييز في السن أو النوع». وقال إن «الدعم السريع ومعاونيها يدعون المدنيين إلى الخروج، ثم يستهدفونهم عند مغادرتهم، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد الحماية المدنية».
وعلى المستوى الإنساني، تعيش الفاشر تحت حصار «الدعم السريع» منذ مايو 2024، واشتد الحصار المضروب على المدينة منذ نحو ثلاثة أشهر، وسط انعدام شبه تام للغذاء والدواء وتوقف الإمدادات، فيما يستمر حصار المدينة ميدانيًا، لا سيما من الجانب الغربي.