3 أغسطس 2025 – أفاد مصدر محلي من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تُسيطر عليها قوات الدعم السريع، في حديث إلى «بيم ريبورتس»، بتكرار حوادث اختطاف مواطنين خلال الأيام الماضية، من بينهم تجار وأطباء وناشطون، وسط شكاوى ذويهم من غياب المعلومات بشأن أماكن الاحتجاز أو أسباب التوقيف.
وأمس الجمعة، قال بيان صادر عن شبكة أطباء السودان إن «حي الثورة بمدينة نيالا شهد مساء الخميس جريمة راح ضحيتها امرأة، إلى جانب اختطاف خمسة شباب من سكان الحي واقتيادهم إلى جهة مجهولة، على يد أفراد يتبعون لقوات الدعم السريع».
وحمّل بيان الشبكة «الدعم السريع» كامل المسؤولية عن سلامة المختطفين، مطالبًا بإطلاق سراحهم فورًا دون أي شروط.
وبحسب مصدر ميداني تحدث إلى «بيم ريبورتس»، فإن المرأة التي قُتلت كانت متهمة بالتعاون مع الجيش، فيما أوقِفَ الشبان الخمسة بالتهمة نفسها.
وفي السياق نفسه، أفاد المصدر باختطاف تاجر من منزله قبل ستة أيام، بواسطة عناصر من «الدعم السريع»، واقتياده إلى جهة غير معلومة، قبل أن يشير إلى الإفراج عنه لاحقًا، بعد التواصل مع ذويه وطلب فدية مقابل إطلاق سراحه. وأوضح المصدر أن التاجر أفرج عنه عقب دفع 10 مليارات جنيه، دون أن تُعلن الجهة المحتجِزة عن تفاصيل الاتهام.
كما أفاد المصدر بتوقيف صيدلي وناشط مدني بارز خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنهما ما يزالان قيد الاحتجاز حتى اللحظة، دون أن توجه إليهما تُهم رسمية. وأوضح المصدر أن بعض المحتجزين يُطلب منهم استخدام هواتفهم للاتصال بذويهم لطلب فدية.
ونقل المصدر عن محامٍ يعمل في نيالا إن عددًا من المدنيين المحتجزين أُحيلوا وفق المادة (130) من القانون الجنائي، في قضايا تتصل بالقتل، وأنه تابع نحو 51 قضية في هذا السياق خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن أغلب الحالات تنتهي إلى تفاهمات بين الأطراف، إما عبر دفع ديات أو وفق أعراف مجتمعية لا تُلزم جميع المجموعات بدفع تعويض مالي، عبر الإدارات الأهلية.
كما لفت المصدر إلى وجود محاكمات عسكرية داخل وحدات «الدعم السريع» تطال المتهمين من منسوبيها في بعض الحالات.
وذكر المصدر أن المحتجزين يُوزعون على عدة أماكن في نيالا، أبرزها: سجن «كوبر» للمواطنين، وإصلاحيّة «الخير» لتوقيف العسكريين، بالإضافة إلى معتقلات تابعة للاستخبارات، بينها معتقل «الطبية» بالقرب من المطار ومعتقل آخر في «غابة النيم»، إلى جانب معتقلات أخرى في محلية «كاس» القريبة من نيالا.
وأشار المصدر أيضًا إلى أن أفراد الشرطة المنتشرين في الأسواق والشوارع الرئيسية في نيالا يواجهون، بدورهم، اعتداءات من بعض عناصر «الدعم السريع».
وفي بيانها، حذرت شبكة أطباء السودان من استمرار هذه الحوادث، وقالت إنها تمثل «خطرًا مباشرًا على حياة الأبرياء وتهديدًا للسلم المجتمعي، وانتهاكًا للقانون الإنساني الدولي». وطالبت بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط» عن المحتجزين، ومحاسبة المتورطين، وتوفير حماية عاجلة وفعالة للمدنيين، مناشدةً الجهات الحقوقية والإنسانية بتحمّل مسؤولياتها تجاه المدنيين في دارفور.