3 أغسطس 2025 – قُتل مدنيان على الأقل في مدينة «كادوقلي» عاصمة ولاية جنوب كردفان، الأحد، جراء قصف مدفعي من الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، استهدف الأحياء الغربية من المدينة، في وقت توقفت فيه خدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية (ستارلينك)، وسط حصار مزدوج تفرضه «الدعم السريع» والحركة الشعبية – شمال على المدينة منذ أسابيع.
وقال مصدر ميداني لـ«بيم ريبورتس» إن القصف المدفعي بدأ نحو الساعة الحادية عشرة صباحًا، مستهدفًا الجهة الغربية للمدينة، لا سيما محيط مقر قيادة اللواء الخامس والخمسين التابع للجيش، والسلاح الطبي، ومقر فرقة المشاة الرابعة عشر، قبل أن يتكثف لاحقًا من الجهتين الشرقية والجنوبية الشرقية.
ورصد المصدر سقوط ما بين ثماني إلى تسع قذائف على أحياء مأهولة بالسكان. وأشار إلى أن الطبيعة الطينية للأرض نتيجة هطول أمطار بالأمس ساهمت في انغراس بعض القذائف دون أن تنفجر، مما قلل من مخاطرها، فيما أدى انفجار قذائف أخرى إلى مقتل شخصين غربي المدينة، دون توفر إحصاءات دقيقة بشأن الجرحى.
وفي السياق نفسه، قال المصدر إن خدمة الإنترنت الفضائي التي توفرها أجهزة «ستارلينك» توقفت خلال الساعات الماضية، بقرارٍ أمني.
ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه مدينة «كادوقلي» أوضاعًا اقتصادية متدهورة منذ أسابيع، مع تفكك السوق المحلي وغياب السلع الأساسية. ووفق ما أفاد به سكان تحدثوا إلى «بيم ريبورتس»، فقد ارتفعت أسعار السلع، مثل الذرة والسكر والزيت والبصل وغيرها، ارتفاعًا كبيرًا، مع انعدام بعضها، فيما بلغ سعر جالون الوقود مليون جنيه، في حال توفره. كما أشار السكان إلى أن معظم الأسر تعيش على وجبة واحدة في اليوم، وسط انعدام شبه كامل للمساعدات الإنسانية وإيقاف السلطات الأمنية المنظمات المحلية والدولية العاملة في المدينة، بالإضافة إلى تشديد أمني على المواطنين المحتجين وشن اعتقالات على الناشطين.
وعلى الصعيد الصحي، يشهد مستشفى «كادوقلي» تدهورًا حادًا، إذ تُستخدم أدوية منتهية الصلاحية منذ أكثر من عام، فيما تخلو الصيدليات من المحاليل الوريدية وأدوية الملاريا وحتى المستلزمات الأساسية مثل الشاش وانعدام الأكسجين ومواد التخدير للعمليات الجراحية – بحسب مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» سابقًا.
وتسيطر الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على المناطق الشرقية والجنوبية من «كادوقلي»، وصولًا إلى «كاودا» و«جُلد»، في حين تنتشر قوات الدعم السريع شمال غرب المدينة، في مناطق «أبو زبد» و«أم عدارة». ويحتفظ الجيش السوداني بسيطرته على الطريق الرابط بين «الدلنج» و«كادوقلي»، في ظل استمرار الحصار الخانق على المدينة من جميع الجهات، رغم استعادة الجيش سيطرته عليها وعلى «الدلنج».