برنامج الأغذية العالمي: السكان المحاصرين في الفاشر يواجهون خطر الموت جوعًا

5 أغسطس 2025 – حذر برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، من أن السكان المحاصرين في الفاشر عاصمة شمال دارفور يواجهون خطر الموت جوعًا، بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية مع انقطاع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة على الرغم من توسيع برنامج الأغذية العالمي نطاق عمله في السودان.

وقال البرنامج في بيان؛ إنه بعد مرور عام على تأكيد المجاعة لأول مرة في معسكر زمزم الواقع في ولاية شمال دارفور، فإن العائلات العالقة في الفاشر تواجه خطر الموت جوعًا.

وأوضح البيان أن المدينة معزولة عن وصول المساعدات الإنسانية، مما يترك السكان المتبقين دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقى لديهم من إمدادات محدودة من أجل البقاء على قيد الحياة.

وأكد البيان أن البرنامج لم يتمكن من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برًا على مدار أكثر من عام؛ فجميع الطرق المؤدية إلى المدينة مقطوعة.

وأضاف أنه يواصل تقديم الدعم النقدي الرقمي لنحو 250,000 شخص داخل المدينة، حيث يمكنهم استخدامه لشراء أي طعام لا يزال متوفرًا في الأسواق، لكن هذا غير كاف لتلبية الاحتياجات الهائلة لسكان المدينة المحاصرة.

صراع يومي من أجل البقاء

وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة جنوب وشرق أفريقيا إريك بيرديسون: «يواجه الجميع في الفاشر صراعًا يوميًا من أجل البقاء، فقد استنزفت الحرب الدائرة منذ عامين جميع آليات التأقلم التي يتبعها الناس، ودون إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستدام، سيموت الكثير من الناس».

ومع قطع طرق التجارة وإغلاق خطوط الإمداد، زادت تكلفة المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة الرفيعة أو القمح، اللذان يُستخدمان في صنع الخبز والعصيدة التقليديين، بنسبة وصلت إلى 460 بالمائة في الفاشر عن باقي مدن السودان.

وقد أقامت بعض المجموعات المحلية مطابخ خيرية محلية (تكايا) أثناء الحرب لتوفير وجبات ساخنة للجوعى، لكن لم يعد يعمل منها سوى عدد قليل جدًا، وتعرضت البنية التحتية المدنية –بما في ذلك الأسواق والعيادات– للهجوم.

وتفيد التقارير بأن بعض العائلات تلجأ إلى تناول أعلاف الحيوانات ومخلفات الطعام من أجل البقاء على قيد الحياة، وأشار العديد ممن تمكنوا من الفرار من المدينة إلى تصاعد وتيرة انتشار العنف والنهب والاعتداءات الجنسية.

وقالت سندس، وهي فتاة تبلغ من العمر ثمانية أعوام، للعاملين في البرنامج بأن: «هناك الكثير من القصف والجوع في الفاشر. ليس هناك سوى الجوع والقنابل، لهذا غادرنا الفاشر».

وفرّت سندس مع أفراد عائلتها الخمسة من الفاشر، ولم يُبقهم على قيد الحياة سوى الاقتيات على الذرة البيضاء، وهي واحدة من بين 400,000 شخص نزحوا مؤخرًا إلى مدينة طويلة ويتلقون الدعم من برنامج الأغذية العالمي.

وذكر البرنامج أنه حصل على تصاريح من مفوضية العون الإنساني الفيدرالية السودانية لقافلة مساعدات إنسانية متجهة إلى الفاشر بداية من أغسطس الحالي.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع التي تُحاصر عاصمة شمال دارفور منذ أكثر من عام، لم تعلن دعمها لوقف إطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.

وأضاف: «برنامج الأغذية العالمي مُستعد بشاحنات مُحمّلة بالمساعدات الغذائية لإرسالها إلى الفاشر. نحن بحاجة ماسة إلى ضمانات لمرور آمن».

وفي يونيو الماضي تعرضت قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف كانت في طريقها إلى نقل الإمدادات الغذائية والتغذوية إلى الفاشر للهجوم حيث قُتل خمسة من أفراد القافلة وتضررت الإمدادات.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
سياسي

كيف شاركت النساء في ثورات السودان السلمية؟

تتسابق وسائل الإعلام المحلية والدولية في الظفر بتوثيق مواقف البسالة والإقدام للنساء السودانيات في الخطوط الأمامية للتظاهرات والاحتجاجات والمقاومة المنظمة والتعبئة، والتي تعكسها تلك الوسائل

المزيد