
واشنطن تدرس مراجعة وضع كينيا كحليف رئيسي بسبب تقاربها مع جهات بينها قوات «الدعم السريع»
6 أغسطس 2025 – بدأت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطوات لإعادة تقييم تصنيف كينيا كأول دولة في إفريقيا جنوب الصحراء تُمنح وضع حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي «الناتو».
ويقود هذا التحرك الجديد، السيناتور الجمهوري جيمس ريش، وسط تزايد القلق في واشنطن بشأن تعمق علاقات كينيا مع كل من الصين وروسيا وإيران، بالإضافة إلى جماعات مسلحة بينها قوات الدعم السريع السودانية وحركة الشباب الصومالية.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، جيم ريتش، قد أضاف تعديلًا ضمن قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي لهذا العام، لتحديد ما إذا كانت قوات الدعم السريع السودانية وحركة 23 مارس الكونغولية تستوفي المعايير لتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية.
ومنح التعديل وزارتي الخارجية والخزانة والمدعي العام فترة 90 يومًا ابتداءً من 1 أغسطس الحالي، لإجراء التقييم.
وكانت كينيا قد حصلت على هذا الوضع الخاص خلال الزيارة الرسمية للرئيس ويليام روتو إلى واشنطن في مايو 2024، وهي أول زيارة من نوعها لرئيس إفريقي منذ 15 عامًا، وجاءت في السنة الأخيرة من ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وقد اعتبر منح هذا الوضع بمثابة مكافأة أمريكية على تعاون نيروبي في مكافحة الإرهاب، ودعمها للمواقف الغربية، لا سيما إدانتها الحادة للغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن توجيهًا صدر مؤخرًا عن الكونغرس الأميركي، وأُدرج ضمن تعديل على قانون في أغسطس، كلّف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بإعادة النظر في وضع كينيا كحليف رئيسي من خارج «الناتو» خلال 90 يومًا.
وأُدرج هذا التوجيه ضمن تعديل على مشروع القانون رقم S.2296 الخاص بـ«تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2026»، ووُضع على جدول أعمال مجلس الشيوخ.
وينص تعديل القانون المتعلق بمراجعة وضع كينيا كحليف رئيسي من خارج «الناتو» على أن يبدأ وزير الخارجية، بالتنسيق مع وزيري الدفاع والخزانة ومدير الاستخبارات الوطنية، مراجعة شاملة لوضع كينيا، الذي تم منحه رسميًا في 24 يونيو 2024.
وطبقًا للتعديل، يجب أن تبدأ المراجعة في غضون 90 يومًا من تاريخ سنّ القانون، على أن تُرفع نتائجها في تقرير سري إلى اللجان المختصة في الكونغرس خلال 180 يومًا.
التوافق الاستراتيجي
وسيتناول التقرير عدة ملفات محورية تتعلق بسياسات كينيا الداخلية والخارجية، على رأسها مدى توافقها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، بما يشمل التعاون في مكافحة التطرف العنيف، والمساهمات في عمليات حفظ السلام في إفريقيا جنوب الصحراء وهايتي، والدور الاقتصادي الذي تلعبه كينيا كشريك للولايات المتحدة.
كما ستشمل المراجعة تقييم العلاقات العسكرية والأمنية التي تربط كينيا بكل من الصين وروسيا وإيران، مع تقديم وصف مفصل لأي اتفاقيات أو أنشطة مشتركة أو ارتباطات سياسية ومالية بين الفاعلين والمؤسسات السياسية الكينية وتلك الدول.
أيضًا ستغطي المراجعة طبيعة علاقات كينيا مع الجماعات المسلحة من غير الدول، والتنظيمات المتطرفة، بما في ذلك حركة الشباب الصومالية وقوات الدعم السريع السودانية.