12 أغسطس 2025 – قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، إديم وسورنو، إن تقارير أفادت بوفاة أكثر من 60 شخصًا جراء سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط في الفاشر بشمال دارفور.
وذكرت سورنو، التي تزور السودان حاليًا، إن ولاية شمال دارفور شهدت قبل نحو عام تسجيل أول حالة مجاعة في مخيم زمزم للنازحين، محذّرة من احتمال امتداد المجاعة إلى مناطق أخرى.
يأتي ذلك بعد أسبوع من تحذير وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، من أن «الوقت ينفد» لإنقاذ الفاشر من المجاعة، ودعوته إلى هدنة إنسانية تسمح بإدخال المساعدات على نطاق واسع وعودة الوجود الكامل للأمم المتحدة في المنطقة.
وأشار المسؤول الأممي، حينها، إلى أن القصف العشوائي والحصار الخانق يفاقمان معاناة المدنيين في المدينة التي تُعد من أكثر المناطق تضررًا من النزاع في السودان.
كما أظهرت استطلاعات حديثة نشرها «أوتشا» أن معدلات سوء التغذية الحاد العالمي تجاوزت عتبة الطوارئ في جميع المناطق التي شملتها الدراسة في شمال دارفور، حيث بلغت 34% في محلية مليط ونحو 30% في الطويشة.
وفي 12 يوليو الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف» أن 46% من الأطفال في ولايات دارفور يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وأن أكثر من 40 ألف طفل أدخلوا للعلاج في شمال دارفور وحدها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وحذّرت من أن النقص الحاد في الأغذية العلاجية في الفاشر، وإغلاق المرافق الصحية في زمزم، وأزمة المياه والصرف الصحي، تهدد بمزيد من الوفيات، خاصة مع تفشي الكوليرا والحصبة وانهيار الخدمات الصحية
وفي نيويورك، عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، عن القلق البالغ إزاء استمرار العنف في منطقة كردفان.
وأشار إلى أن تقارير أفادت بمقتل 18 مدنيًا وإصابة العشرات جراء هجمات على قرى في ولاية شمال كردفان الأسبوع الماضي، مجددًا دعوته إلى حماية المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني من جميع أطراف النزاع.
صحيًا، قالت الأمم المتحدة إنها تواصل وشركاؤها في المجال الإنساني توسيع الاستجابة لتفشي الكوليرا في السودان، حيث سُجّلت ما يقرب من 100 ألف حالة منذ يوليو 2024.
أيضًا في ولاية شمال دارفور، أبلغ شركاء محليون للأمم المتحدة عن أكثر من 5,300 إصابة مؤكدة ومشتبه بها بالكوليرا، و84 وفاة مرتبطة بالمرض منذ 21 يونيو، معظمها في محلية طويلة التي تضم 330 ألف نازح من مخيم زمزم والفاشر.
وأوضح «أوتشا» أن الاستجابة على الأرض تشمل مراكز علاج الكوليرا، لكن الاكتظاظ وتدهور شبكات الصرف الصحي وصعوبة الوصول الإنساني وموسم الأمطار المستمر، كلها عوامل تُسرّع انتشار المرض وتعيق إيصال المساعدات.
 
 

