Day: August 16, 2025

كامل إدريس يناشد كولومبيا بوقف إرسال «المرتزقة» إلى السودان

16 أغسطس 2025 – وجّه رئيس الوزراء السوداني المعيّن كامل إدريس رسالةً مفتوحةً إلى الشعب الكولومبي وجميع المجتمعات الناطقة بالإسبانية، عبر مقطع فيديو مصور باللغة الإسبانية، اليوم السبت، طالب فيها بوقف تجنيد «المرتزقة» وإرسالهم إلى السودان، محذرًا من خطورة الظاهرة على مسار السلام في البلاد.

وقال إدريس في رسالته إنّ «هذا النداء يأتي انطلاقًا من روح التضامن والالتزام بالسلام، ومن أجل إنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر ووقف تدفق المرتزقة إلى أراضينا»، بحسب ما ذكرت وكالة السودان للأنباء.

وأعرب إدريس عن تقديره للموقف الذي عبّر عنه رئيس وزراء كولومبيا بدعوته إلى إنهاء مشاركة مقاتلين كولومبيين في النزاع في دارفور.

وأشار رئيس الوزراء السوداني المعيّن إلى مساهمات العالم الناطق بالإسبانية في «إرث إنساني وثقافي عالمي، من إبداعات بابلو بيكاسو، إلى أشعار بابلو نيرودا، وروايات غابرييل غارسيا ماركيز، وأعمال ماريو فارغاس يوسا»، قائلًا إن تلك القيم تتعارض مع ظاهرة الارتزاق والحروب بالوكالة.

وفي السابع من أغسطس الجاري، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، عن فتح تحقيق في مقتل عدد من مواطني بلاده ممن وُصفوا بـ«المرتزقة» في السودان، وسط اتهامات من الخرطوم لأطراف إقليمية، بينها الإمارات، بتمويل تجنيد مقاتلين أجانب للقتال في صفوف «الدعم السريع»، وهي اتهامات نفتها أبوظبي و«الدعم السريع».

وأوضح الرئيس الكولومبي أنه طلب إدراج رسالة عاجلة بشأن مشروع قانون في بلاده يحظر الارتزاق، مشيرًا إلى أن الارتزاق يعد شكلًا من أشكال الاتجار بالبشر، إذ يُحوَّلون إلى سلع للقتل. وتابع: «لقد أرادوا كل هذه الحروب داخل كولومبيا، وعندما ضعفت الحرب في البلاد، ذهبوا للبحث عنها في الخارج، حيث لم يعتدِ علينا أحد»، مشيرًا إلى أن «أولئك الذين يرسلون الشباب ليقتلوا ويُقتلوا من أجل لا شيء هم قتلة». «إنهم أشباح الموت الذين خانوا قسمهم أمام بوليفار» – أردف بيترو.

وكانت الخرطوم قد اتهمت أبوظبي بتمويل مشاركة «مرتزقة من كولومبيا ودول مجاورة» في القتال في دارفور غربي البلاد، وهو ما نفته كلٌّ من الإمارات و«الدعم السريع». وفيما أكدت الخارجية السودانية، في بيان، أن بحوزتها وثائق تثبت تورط «مرتزقة أجانب، بينهم كولومبيون، بدعم إماراتي مباشر» في القتال مع «الدعم السريع»، نشرت القوات المشتركة، في نوفمبر 2024، صور جوازات سفر وبطاقات مصرفية لكولومبيين، قالت إنهم قُتلوا في معارك في دارفور.

وتشير تقارير إعلامية، بينها تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» في سبتمبر الماضي، إلى أن مذكرة سرية من سفير الاتحاد الأوروبي في السودان قدّرت عدد المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون مع «الدعم السريع» بما يصل إلى 200 ألف مقاتل.

قيادي في «تأسيس»: ترتيبات ميدانية للإعلان عن الحكومة قريبًا.. ولا منبر للتفاوض حتى الآن

16 أغسطس 2025 – أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) عن اقتراب إكمال الترتيبات للإعلان عن «حكومة الوحدة والسلام» قريبًا، فور ترتيب «الحد الأدنى الممكن لفعالية أداء المؤسسات»، قائلًا إن «العمل يجري على قدم وساق لإصلاح البنية التحتية للمؤسسات التي تضررت جراء الحرب، في إطار تهيئة الأوضاع أمام الحكومة المرتقبة». ونفى انعقاد أي لقاء بين قادة «الدعم السريع» والمستشار الأمريكي مسعد بولس، مشددًا على أنّ أي تفاوض يجب أن يستند إلى «أسس صحيحة وتعريف واضح للأزمة» وألا يُترك أيّ مجال لـ«العبث به أو تخريبه من قبل تنظيم المؤتمر الوطني الإرهابي» – بحسب ما ذكر.

وقال المتحدث الرسمي باسم تحالف «تأسيس» علاء الدين عوض نقد، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، السبت، إن ترتيباتٍ تجري على الأرض لتهيئة الأوضاع لحكومة التحالف، متوقعًا أن تكتمل هذه الترتيبات قريبًا، ومبينًا أنها تشمل: إصلاح البنية التحتية للمؤسسات التي قال إنها «انهارت بسبب الحرب»، ولافتًا إلى أن «حجم الدمار كبير في مدينة نيالا بجنوب دارفور»، ومضيفًا: «تركيزنا الآن على إكمال الإعلان عن الحكومة وتهيئة المناخ لها للعمل وخدمة المواطنين».

وردًّا على سؤال عما إن كانت قوات الدعم السريع قد التقت كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس أو تلقوا منه دعوةً إلى لقاء على غرار قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، قال نقد: «لا، لم يحدث أيّ اجتماع حتى الآن».

وفي إجابته عن سؤال عن تواصل تحالف «تأسيس» مع الاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد» بشأن موقفهما الرافض لحكومة «تأسيس»، قال نقد: «نعم، نتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية بصورة مستمرة»، مشيرًا إلى أنهم رصدوا «تجاوبًا وتفاعلًا إيجابيًا كبيرًا» منذ إعلانهم عن وثائق تحالف «تأسيس»، بما في ذلك الميثاق والدستور، ثم بعد إعلانهم عن الهيئة القيادية للتحالف، وأخيرًا بعد الإعلان عن الحكومة. وأضاف: «يزيد من هذا التجاوب ظهور علاقة عصابة بورتسودان بالإسلاميين بصورة واضحة، وطرح مشروع إعلان تنظيم الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وظهور الإرهابيين من المؤتمر الوطني المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية تحت حماية الجيش وفي مناطقه، وتصريحاتهم للميديا والصحافة، وإطلاق سراحهم واحدًا تلو الآخر».

وعدّ نقد أيّ تحرك خارجي لوقف الحرب في السودان «تحركًا محمودًا»، قبل أن يضيف: «لكن يجب أن يستند إلى أسس صحيحة وتعريف واضح للأزمة، ويعالج جذور الحروب وأسبابها، وهو ما أوضحناه في جميع وثائق تأسيس».

وبشأن موقف تحالف «تأسيس» من أيّ مفاوضات مقبلة، أكد نقد: «حتى الآن لا يوجد منبر للتفاوض كما هو معلوم للجميع. وكما ذكرنا في بياننا الأخير، التفاوض هو الوسيلة لإنهاء الحرب»، لافتًا إلى أنه «سيختلف عن أي تفاوض سابق، ولن يكون هناك مجال للعبث به أو تخريبه من قبل تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي».

ومنذ إعلان تحالف «تأسيس» عن رئيس وزراء حكومته الموازية لسلطة الجيش من نيالا عاصمة جنوب دارفور وأعضاء المجلس الرئاسي، في 26 يوليو الماضي، قوبلت الخطوة بالرفض من قبل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى مجلس الأمن الدولي الذي شدد، في بيان، الأربعاء، على ضرورة استئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والاتفاق على مسار سياسي شامل يقود إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيًا.

«صمود»: لقاء سويسرا يجب ألا يكون مناورة.. وتصريحات البرهان تُظهر تناقضًا

 16 أغسطس 2025 – قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، السبت، إن اللقاء الذي جمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في سويسرا، خطوة إيجابية، وأنه «يجب ألا يكون مناورة كما حدث في تجارب سابقة»، بل بداية لاتجاه جاد نحو السلام، لافتًا إلى أنه قد يحقق وقف إطلاق نار إن توافرت الإرادة لدى قادة الجيش، ومشددًا على أن أيّ إطار لوقف إطلاق النار لا يشمل السودانيين والقوى المدنية المستقلة عن أطراف الحرب سيكون «حلًا ناقصًا».

وذكر عضو الأمانة العامة لتحالف «صمود» شهاب الدين إبراهيم، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، أن أيّ لقاءات تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار وحل سلمي للأزمة في السودان تُعدّ «بادرة إيجابية تستحق الدعم»، لكنه أشار إلى أن التجارب السابقة أظهرت محاولات من بعض الأطراف، وخاصةً قادة الجيش، لخلق مساحات للمراوغة، مشددًا على أن لقاء سويسرا يجب ألا يكون من هذا النوع.

وعدّ إبراهيم تصريحات البرهان خلال الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس القوات المسلحة الخميس، والتي أكد فيها مواصلة القتال حتى «دحر التمرد» – عدها مناقضة لأيّ توجه نحو السلام، مضيفًا: «نجاح أي وقف لإطلاق النار يعتمد، على نحو أساسي، على توافر الإرادة الحقيقية لدى قادة الجيش».

وكان البرهان قد قال، في كلمة بمناسبة الذكرى المئوية للجيش، الخميس: «ماضون في دحر التمرد وعدم المهادنة أو المصالحة مهما كانت التكلفة»، وذلك عقب مباحثات مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، مطلع الأسبوع، في سويسرا، تركزت –بحسب مصادر إعلامية محلية ودولية– على مقترح أمريكي لوقف شامل لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وسط صمت رسمي من مجلس السيادة الحاكم في السودان، وعدم تأكيد اجتماع مماثل مع «الدعم السريع».

ورحّبت قوى سياسية ومنظمات حقوقية بالمبادرة، لكنها طالبت بالكشف عن «أجندة المباحثات» للشعب السوداني لتفادي الشائعات.

كما رحّب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، بالخطوة، قائلًا في منشور على صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن «البحث عن السلام ليس مذمّة»، ومؤكدًا أن الجلوس إلى طاولة التفاوض «ليس خيانة» إن توفرت إرادة جادة وشرعية واسعة تدعم مسارًا سياسيًا ينهي الحرب – حسب قوله.

ومن جانبه، عدّ القيادي بتحالف «الكتلة الديمقراطية» مبارك أردول اللقاء «متوقّعًا ولا غبار عليه»، لكنه دعا إلى مصارحة الشعب السوداني بمخرجاته، مشددًا على أن وقف العدائيات وتسهيل المساعدات يجب أن يكون مقدمة لترتيبات أمنية تمهّد لعملية سياسية شاملة.

وفي السياق نفسه، وصفت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وهيئة محامي دارفور، في بيان مشترك، الخميس، اللقاء بأنه «سانحة وبارقة أمل» إن أُحسن توظيفه، محذّرتيْن من استمرار التدخلات الخارجية التي تُقصي أصحاب الشأن الحقيقيين، ومشددتيْن على ضرورة الإعلان عن تفاصيل أي لقاءات متصلة بوقف الحرب.

حل ناقص:
وأكد شهاب إبراهيم، في حديثه إلى «بيم ريبورتس»، أن أي إطار لوقف إطلاق النار لا يشمل مشاركة السودانيين والقوى المدنية المستقلة عن أطراف الحرب سيكون «حلًا ناقصًا» قد يُستغل من الأطراف لالتقاط الأنفاس والعودة إلى القتال على نحو أكثر ضراوة، لافتًا إلى أن الحرب تجاوزت أبعادها الداخلية وأصبحت مرتبطة بتأثيرات إقليمية ودولية، وأن الحل يتطلب إشراك القوى المدنية الرافضة للحرب لصياغة تسوية شاملة تجنب البلاد مخاطر التقسيم.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، شهد السودان محاولات متكررة لوقف القتال بوساطات إقليمية ودولية، شملت اتفاق جدة الذي رعته السعودية والولايات المتحدة، واتفاق المنامة، وجهود الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات)، إلى جانب جولات تفاوض في سويسرا ومقار إقليمية أخرى. غير أن معظم هذه المسارات انتهى إما بانهيار الاتفاق أو تجميده، مع استمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث.