16 أغسطس 2025 – قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)، السبت، إن اللقاء الذي جمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في سويسرا، خطوة إيجابية، وأنه «يجب ألا يكون مناورة كما حدث في تجارب سابقة»، بل بداية لاتجاه جاد نحو السلام، لافتًا إلى أنه قد يحقق وقف إطلاق نار إن توافرت الإرادة لدى قادة الجيش، ومشددًا على أن أيّ إطار لوقف إطلاق النار لا يشمل السودانيين والقوى المدنية المستقلة عن أطراف الحرب سيكون «حلًا ناقصًا».
وذكر عضو الأمانة العامة لتحالف «صمود» شهاب الدين إبراهيم، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، أن أيّ لقاءات تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار وحل سلمي للأزمة في السودان تُعدّ «بادرة إيجابية تستحق الدعم»، لكنه أشار إلى أن التجارب السابقة أظهرت محاولات من بعض الأطراف، وخاصةً قادة الجيش، لخلق مساحات للمراوغة، مشددًا على أن لقاء سويسرا يجب ألا يكون من هذا النوع.
وعدّ إبراهيم تصريحات البرهان خلال الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس القوات المسلحة الخميس، والتي أكد فيها مواصلة القتال حتى «دحر التمرد» – عدها مناقضة لأيّ توجه نحو السلام، مضيفًا: «نجاح أي وقف لإطلاق النار يعتمد، على نحو أساسي، على توافر الإرادة الحقيقية لدى قادة الجيش».
وكان البرهان قد قال، في كلمة بمناسبة الذكرى المئوية للجيش، الخميس: «ماضون في دحر التمرد وعدم المهادنة أو المصالحة مهما كانت التكلفة»، وذلك عقب مباحثات مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، مطلع الأسبوع، في سويسرا، تركزت –بحسب مصادر إعلامية محلية ودولية– على مقترح أمريكي لوقف شامل لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وسط صمت رسمي من مجلس السيادة الحاكم في السودان، وعدم تأكيد اجتماع مماثل مع «الدعم السريع».
ورحّبت قوى سياسية ومنظمات حقوقية بالمبادرة، لكنها طالبت بالكشف عن «أجندة المباحثات» للشعب السوداني لتفادي الشائعات.
كما رحّب رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، بالخطوة، قائلًا في منشور على صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن «البحث عن السلام ليس مذمّة»، ومؤكدًا أن الجلوس إلى طاولة التفاوض «ليس خيانة» إن توفرت إرادة جادة وشرعية واسعة تدعم مسارًا سياسيًا ينهي الحرب – حسب قوله.
ومن جانبه، عدّ القيادي بتحالف «الكتلة الديمقراطية» مبارك أردول اللقاء «متوقّعًا ولا غبار عليه»، لكنه دعا إلى مصارحة الشعب السوداني بمخرجاته، مشددًا على أن وقف العدائيات وتسهيل المساعدات يجب أن يكون مقدمة لترتيبات أمنية تمهّد لعملية سياسية شاملة.
وفي السياق نفسه، وصفت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وهيئة محامي دارفور، في بيان مشترك، الخميس، اللقاء بأنه «سانحة وبارقة أمل» إن أُحسن توظيفه، محذّرتيْن من استمرار التدخلات الخارجية التي تُقصي أصحاب الشأن الحقيقيين، ومشددتيْن على ضرورة الإعلان عن تفاصيل أي لقاءات متصلة بوقف الحرب.
حل ناقص:
وأكد شهاب إبراهيم، في حديثه إلى «بيم ريبورتس»، أن أي إطار لوقف إطلاق النار لا يشمل مشاركة السودانيين والقوى المدنية المستقلة عن أطراف الحرب سيكون «حلًا ناقصًا» قد يُستغل من الأطراف لالتقاط الأنفاس والعودة إلى القتال على نحو أكثر ضراوة، لافتًا إلى أن الحرب تجاوزت أبعادها الداخلية وأصبحت مرتبطة بتأثيرات إقليمية ودولية، وأن الحل يتطلب إشراك القوى المدنية الرافضة للحرب لصياغة تسوية شاملة تجنب البلاد مخاطر التقسيم.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، شهد السودان محاولات متكررة لوقف القتال بوساطات إقليمية ودولية، شملت اتفاق جدة الذي رعته السعودية والولايات المتحدة، واتفاق المنامة، وجهود الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات)، إلى جانب جولات تفاوض في سويسرا ومقار إقليمية أخرى. غير أن معظم هذه المسارات انتهى إما بانهيار الاتفاق أو تجميده، مع استمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث.