16 أغسطس 2025 – أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) عن اقتراب إكمال الترتيبات للإعلان عن «حكومة الوحدة والسلام» قريبًا، فور ترتيب «الحد الأدنى الممكن لفعالية أداء المؤسسات»، قائلًا إن «العمل يجري على قدم وساق لإصلاح البنية التحتية للمؤسسات التي تضررت جراء الحرب، في إطار تهيئة الأوضاع أمام الحكومة المرتقبة». ونفى انعقاد أي لقاء بين قادة «الدعم السريع» والمستشار الأمريكي مسعد بولس، مشددًا على أنّ أي تفاوض يجب أن يستند إلى «أسس صحيحة وتعريف واضح للأزمة» وألا يُترك أيّ مجال لـ«العبث به أو تخريبه من قبل تنظيم المؤتمر الوطني الإرهابي» – بحسب ما ذكر.
وقال المتحدث الرسمي باسم تحالف «تأسيس» علاء الدين عوض نقد، في تصريح لـ«بيم ريبورتس»، السبت، إن ترتيباتٍ تجري على الأرض لتهيئة الأوضاع لحكومة التحالف، متوقعًا أن تكتمل هذه الترتيبات قريبًا، ومبينًا أنها تشمل: إصلاح البنية التحتية للمؤسسات التي قال إنها «انهارت بسبب الحرب»، ولافتًا إلى أن «حجم الدمار كبير في مدينة نيالا بجنوب دارفور»، ومضيفًا: «تركيزنا الآن على إكمال الإعلان عن الحكومة وتهيئة المناخ لها للعمل وخدمة المواطنين».
وردًّا على سؤال عما إن كانت قوات الدعم السريع قد التقت كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس أو تلقوا منه دعوةً إلى لقاء على غرار قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، قال نقد: «لا، لم يحدث أيّ اجتماع حتى الآن».
وفي إجابته عن سؤال عن تواصل تحالف «تأسيس» مع الاتحاد الإفريقي ومنظمة «إيقاد» بشأن موقفهما الرافض لحكومة «تأسيس»، قال نقد: «نعم، نتواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية بصورة مستمرة»، مشيرًا إلى أنهم رصدوا «تجاوبًا وتفاعلًا إيجابيًا كبيرًا» منذ إعلانهم عن وثائق تحالف «تأسيس»، بما في ذلك الميثاق والدستور، ثم بعد إعلانهم عن الهيئة القيادية للتحالف، وأخيرًا بعد الإعلان عن الحكومة. وأضاف: «يزيد من هذا التجاوب ظهور علاقة عصابة بورتسودان بالإسلاميين بصورة واضحة، وطرح مشروع إعلان تنظيم الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وظهور الإرهابيين من المؤتمر الوطني المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية تحت حماية الجيش وفي مناطقه، وتصريحاتهم للميديا والصحافة، وإطلاق سراحهم واحدًا تلو الآخر».
وعدّ نقد أيّ تحرك خارجي لوقف الحرب في السودان «تحركًا محمودًا»، قبل أن يضيف: «لكن يجب أن يستند إلى أسس صحيحة وتعريف واضح للأزمة، ويعالج جذور الحروب وأسبابها، وهو ما أوضحناه في جميع وثائق تأسيس».
وبشأن موقف تحالف «تأسيس» من أيّ مفاوضات مقبلة، أكد نقد: «حتى الآن لا يوجد منبر للتفاوض كما هو معلوم للجميع. وكما ذكرنا في بياننا الأخير، التفاوض هو الوسيلة لإنهاء الحرب»، لافتًا إلى أنه «سيختلف عن أي تفاوض سابق، ولن يكون هناك مجال للعبث به أو تخريبه من قبل تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي».
ومنذ إعلان تحالف «تأسيس» عن رئيس وزراء حكومته الموازية لسلطة الجيش من نيالا عاصمة جنوب دارفور وأعضاء المجلس الرئاسي، في 26 يوليو الماضي، قوبلت الخطوة بالرفض من قبل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى مجلس الأمن الدولي الذي شدد، في بيان، الأربعاء، على ضرورة استئناف المحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والاتفاق على مسار سياسي شامل يقود إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيًا.