23 أغسطس 2025 – تفاقم الوضع الصحي في مدينة كادقلي عاصمة جنوب كردفان، جراء تفشي وباء الكوليرا في المدينة المحاصرة من «الدعم السريع» والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز حلو، إذ أصيب عشرات المواطنين وتوفي سبعة أشخاص داخل المدينة، فيما أُغلِقت المستشفيات الرئيسية، وذلك بعد أيام من ظهور المرض في سجن كادقلي – بحسب مصدر محلي تحدث إلى «بيم ريبورتس» السبت.
وتعاني كادقلي، الواقعة تحت حصار مزدوج منذ أكثر من عامين، انعدامًا شبه كامل للخدمات والمعينات الصحية، مع خروج المراكز الصحية في الأحياء عن الخدمة وإيقاف المنظمات الإنسانية عن العمل.
وأفاد المصدر «بيم ريبورتس» بأن الإصابات بوباء الكوليرا في مستشفى كادقلي وصلت، حتى أمس الجمعة، إلى نحو 200 حالة، بينها سبع وفيات، فيما سُجِّلت 53 إصابة داخل السجن وثلاث حالات وفاة.
كما أشار المصدر إلى أنّ المستشفيات الثلاثة الرئيسية في المدينة (المرجعي، والتعليمي، ومستشفى الأطفال) أُغلقت أبوابها تمامًا أمس، وسط غياب أيّ إعلان رسمي من السلطات الحكومية حتى اللحظة.
والاثنين الماضي، سُجِلت وفاة ثلاثة نزلاء بالكوليرا وإصابة 27 آخرين داخل سجن كادقلي، فيما التزمت السلطات الصحية وإدارة السجن الصمت – بحسب مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» وقتها.
وأوضح المصدر أن إدارة السجن خصصت عنبرًا داخليًا لعزل المصابين بدلًا من نقلهم إلى المستشفى، خشية كشف المرض، مما يزيد من احتمال انتقال العدوى داخل مرافق الاحتجاز.
وأضاف المصدر، وقتها، أن النزلاء يعانون تدهورًا شديدًا في ظروف الاحتجاز الصحية، إلى جانب الأزمة الغذائية، مؤكدًا أنّ «السجن يعيش أسوأ حالاته، والمساجين جوعى والحكومة غير قادرة على توفير الغذاء لهم»، إذ تكتفي السلطات بإطلاق نداءات إلى الخيرين وأبناء المنطقة لدعم السجن.
كما حذّر المصدر من خطر انتقال العدوى خارج أسوار السجن، قائلًا: «إذا لم تُكافح الحالات داخل السجن على نحو عاجل، فقد تنتقل إلى المجتمع الخارجي، ويمكن أن تتحول إلى وباء». كما أشار إلى أنّ عزل المرضى داخل مباني الاحتجاز نفسها دون رعاية طبية كافية يفاقم احتمالات انتشار العدوى.
سياق وطني مقلق
وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» قد وصفت، الخميس قبل الماضي، تفشي الكوليرا في السودان بأنه «الأسوأ منذ سنوات»، مشيرةً إلى أنها عالجت، بالتعاون مع وزارة الصحة في إقليم دارفور، أكثر من 2,300 مريض وسجّلت 40 حالة وفاة في أسبوع واحد.
ولفتت منظمة الصحة العالمية، بعدها بيوم، إلى أن المرض بات منتشرًا في ولايات السودان الثماني عشرة كلها، مع الإبلاغ عن نحو 50 ألف إصابة وأكثر من ألف حالة وفاة هذا العام، بمعدل وفيات بلغ 2.2%، وهو ما يتجاوز عتبة 1% التي تُظهر فعالية العلاج.
 
 

