Day: August 24, 2025

السودان: «عقار» يدعو إلى عقد مصالحات وتجاوز الماضي

24 أغسطس 2025 – قال نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان، مالك عقار، الأحد، إن الحرب الدائرة في البلاد ستترك آثارًا عميقة تمتد لعقود، مشددًا على ضرورة تحويل هذه التداعيات إلى فرص لإعادة بناء البلاد على أسس جديدة، قبل أن يدعو إلى عقد مصالحات وتجاوز الماضي.

وتسببت الحرب التي قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين في أنحاء مختلفة من البلاد في انتشار واسع لخطاب الكراهية، بحسب تقديرات منظمات حقوقية، وسط محاولات سياسية واجتماعية وإعلامية لتخفيف تأثيراته.

وأوضح عقار، خلال كلمة له في مركز أم درمان الثقافي، أن «آثار الحرب لا تنتهي بمجرد تنظيم الأماكن، بل قد تستمر لعقود»، واصفاً ما حدث بأنه «هزة كبيرة للسودان والسودانيين».

وأضاف: «يجب أن نخرج من هذه الحرب مختلفين عن فترة ما قبل دخولها، نغير تصرفاتنا وأفكارنا وسياساتنا، ولا نعالج الخطأ بالخطأ».

ودعا إلى عقد مصالحات وتجاوز الماضي، قائلاً: «ربما لن ننسى الماضي لكن يمكن أن نتجاوزه»، وأضاف «هدفنا أن نرفع السودان إلى أعلى درجات الإنسانية».

من ناحية أخرى، أشار إلى أن الحرب تسببت في تدمير نحو 600 مصنع و36 جامعة بالخرطوم، إلى جانب 300 شركة، لافتًا إلى أهمية إعادة إعمار هذه القطاعات.

وتابع: «ما الذي يمنع أن ننشئ كليات الزراعة والمعادن والبترول في المناطق التي تتركز فيها هذه الموارد بدلاً من حصرها في الخرطوم، مضيفًا «لقد أهملنا الريف، وهذه من المشاكل التي صنعناها نحن».

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تحديثه الصادر الخميس الماضي، فإن أكثر من 10.5 مليون شخص نزحوا داخليًا أو لجأوا إلى دول الجوار منذ اندلاع النزاع، وهو أكبر عدد من النازحين في العالم.

كما يحتاج نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم 14 مليون طفل.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد أدى النزاع المستمر في السودان منذ أبريل 2023 إلى تدمير واسع للبنية التحتية، وإغلاق مئات المدارس والمستشفيات، فضلًا عن انهيار الاقتصاد وانقطاع سلاسل الإمداد.

وفاة ثلاث شقيقات سودانيات بعد غرق زورق يقل مهاجرين في «المتوسط»

24 أغسطس 2025 – عثرت منظمة ألمانية غير ربحية على جثث ثلاث شقيقات سودانيات تتراوح أعمارهن بين 9 و11 و17 عاماً، بعد أن غرق زورق مطاطي مكتظ بالمهاجرين في البحر المتوسط أثناء محاولته الوصول إلى السواحل الإيطالية.

وقالت مجموعة RESQSHIP الألمانية، الأحد، إن متطوعيها تمكنوا من إنقاذ نحو 65 شخصًا من القارب غير الصالح للإبحار في المياه الدولية شمال ليبيا، في ليلة الجمعة إلى السبت، فيما أُبلغ عن فقدان شخص رابع.

وأوضحت المجموعة الألمانية أن والدة الفتيات الثلاث وشقيقهن كانوا ضمن الناجين، وتم نقلهم مع بقية المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في وقت متأخر من مساء السبت.

ووفقاً للمنظمة، كان الزورق المطاطي الأخضر قد غادر منطقة زوارة بغرب ليبيا صباح الجمعة، قبل أن يتعرض لسوء الأحوال الجوية، حيث واجه المهاجرون أمواجاً بارتفاع 1.5 متر وتسرباً للمياه لساعات طويلة.

وذكرت باربرا ساتوري، إحدى أفراد فريق الإنقاذ، أن القارب كان «مكتظًا حقًا ومفرغًا جزئيًا»، مضيفةً أن الظلام والأمواج العاتية فاقما من خطورة الوضع.

ويُضاف الحادث إلى سلسلة من المآسي التي يشهدها طريق الهجرة المركزي عبر المتوسط، وهو أحد أخطر طرق الهجرة في العالم.

ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فقد لقي أكثر من 30 ألف شخص مصرعهم أو فُقدوا منذ بدء توثيق الوفيات عام 2014، معظمهم أثناء محاولتهم العبور من السواحل الليبية إلى إيطاليا.

وخلال عام 2024 وحده، وثقت المنظمة الدولية للهجرة ما لا يقل عن 8,938 حالة وفاة أو اختفاء مهاجرين حول العالم، وهو الرقم الأعلى منذ بدء التوثيق قبل عقد، من بينها 2,452 حالة في البحر المتوسط.

كما يظل الطريق المركزي عبر ليبيا وتونس باتجاه إيطاليا الأخطر، حيث تجاوز إجمالي الضحايا فيه منذ 2014 مايزيد عن 24,500 حالة وفاة أو اختفاء.

وفي النصف الأول من 2025، سجلت المنظمة 588 وفاة أو اختفاء على هذا الطريق، في تراجع طفيف مقارنة بالفترة نفسها من 2023 و2024.

وتضاعفت المخاطر خلال العامين الماضيين مع ازدياد أعداد الفارين من السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث دفعت الأوضاع الأمنية والإنسانية المتدهورة آلاف العائلات إلى سلوك طرق التهريب عبر الصحراء الليبية وصولًا إلى البحر. كما تشكل ليبيا، التي تعاني من فوضى أمنية وصراع داخلي، محطة رئيسية لشبكات الاتجار بالبشر.

«الدعم السريع» تقتاد «8» نساء من معسكر أبوشوك إلى مكان مجهول

24 أغسطس 2025 – اقتادت قوات الدعم السريع ثمان نساء بينهن طفلتين من معسكر أبوشوك للنازحين في الفاشر بشمال دارفور، إلى مكان مجهول، بينما لا يزال أكثر من 20 شخصًا آخرين في عداد المفقودين.

ويوم الجمعة قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، إن الهجمات الوحشية التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين المجاور لها «غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورا».

وأضاف لورانس أن تلك الهجمات قد أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 89 مدنيًا خلال عشرة أيام حتى 20 أغسطس.

وأعلنت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك، الأحد، أن قوات الدعم السريع اقتحمت المعسكر في يوم 23 أغسطس الحالي.

وأوضحت الغرفة أن قوات الدعم السريع اقتادت النساء إلى جهات غير معلومة، مشيرة إلى أن عدد المفقودين في عملية الاقتحام بلغ أكثر من 20 شخصًا.

وفي 21 أغسطس قُتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، بالإضافة إلى شخصين آخرين في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع استهدف معسكر أبوشوك للنازحين في شمال الفاشر غربي السودان.

وخلال الأسبوعين الماضيين كثّفت قوات الدعم السريع من هجماتها على معسكر أبوشوك ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وسط تنديد أممي باستهداف النازحين.

والأسبوع الماضي أعلنت غرفة طوارئ أبوشوك أن قوات الدعم السريع أصبحت تتمركز بصورة متقطعة في الأجزاء الشمالية للمعسكر.

واتهمت قوات الدعم السريع بنهب معظم المنازل الواقعة شمال المعسكر، بجانب خروج 98٪ من مرافق المياه عن الخدمة بسبب وقوعها بمناطق خطرة من الناحية الأمنية وأخرى بسبب انعدام الوقود.