Day: August 30, 2025

تحالف «تأسيس»: «حميدتي» أدى اليمين رئيسًا للمجلس الرئاسي بنيالا

30 أغسطس 2025 – أعلن تحالف «السودان التأسيسي»، السبت، أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» أدى اليمين، بصفته رئيسًا للمجلس الرئاسي للتحالف، اليوم، وذلك في مراسم جرت في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور – نقلًا عن صفحة على «فيسبوك» باسم «المجلس الرئاسي».

وظهر «حميدتي» في مقطع مصوّر أمام مَن وصَفَه التحالف بـ«رئيس القضاء رمضان إبراهيم شميلة» وهو يؤدي القسم، في وقت لم يُظهر المقطع أفرادًا آخرين من المجلس الرئاسي أو موقع الحدث.

وكانت مصادر إعلامية محلية قد أفادت، اليوم، بأن رئيس المجلس الرئاسي لتحالف «تأسيس» ونوابه، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المعيّن محمد حسن التعايشي، أدوا جميعًا القسم إيذانًا ببدء عمل الحكومة الموازية، منوّهةً بمشاركة عبد العزيز الحلو وقادة من المجلس الرئاسي في المراسم التي شهدتها مدينة نيالا.

وذكرت مصادر محلية أن مدينة نيالا تشهد تشديدًا أمنيًا حول المقار الحكومية، في وقت تفرض فيه الأجهزة الأمنية طوقًا من السرية على أعضاء الوفد الحكومي الجديد ومواقع إقامتهم.

ويأتي أداء اليمين بعد نحو شهر من إعلان تحالف «تأسيس»، في 26 يوليو الماضي، عن تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضوًا برئاسة دقلو، وعبد العزيز الحلو نائبًا له، وتعيين التعايشي رئيسًا للوزراء. وقال الناطق باسم التحالف علاء نقد، آنذاك، إن الاجتماع القيادي الذي عُقد في نيالا، أفضى إلى تشكيل المجلس الرئاسي لما أسماه «حكومة السلام الانتقالية» وتسمية التعايشي رئيسًا لمجلس الوزراء.

وكان تحالف «تأسيس» قد أشار، في الإعلان نفسه، إلى أن المجلس يضم أعضاء بارزين، من بينهم عضوا مجلس السيادة السابقان الطاهر حجر والهادي إدريس، إلى جانب حكام الأقاليم. كما أعلن أن نيالا ستكون المقر الإداري للحكومة الجديدة، في خطوة أعقبت استهداف الجيش السوداني لمقرها بالمدينة.

وأوضح نُقد أن تشكيل المجلس الرئاسي يأتي امتدادًا لميثاق سياسي وُقّع عليه في العاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي، من أطراف التحالف الذي يضم قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة الحلو، إلى جانب الجبهة الثورية وعدد من القادة السياسيين والزعماء الأهليين.

وبحسب الدستور الانتقالي الذي أعلن عنه تحالف «تأسيس»، فإن الحكومة الموازية تضطلع بمهام أساسية، تشمل: «إيقاف الحروب، وإحلال السلام المستدام، وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة»، مع النص على إلغاء الوثيقة الدستورية للعام 2019 وما ترتب عليها من قوانين وقرارات.

وتأتي هذه الخطوة بعد تعثر المفاوضات في الوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في السودان أكثر من مرة.

قصف مدفعي مكثف ومعارك عنيفة في الفاشر.. ومناوي يطالب باريس والمجتمع الدولي بفك الحصار

30 أغسطس 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن المدينة تتعرض، منذ صباح اليوم، لقصف مدفعي مكثف على عدة محاور، لافتةً إلى أن الوضع «يزداد صعوبة» مع استمرار محاولات «الدعم السريع» التقدم، ومضيفةً: «لكن الفاشر وأهلها لا يعرفون الهزيمة»

وأضافت التنسيقية، في بيانات متتالية اليوم، أن قوات المقاومة المحلية «تتقدم في عمليات نوعية في المحور الجنوبي للمدينة»، مشيرةً إلى أن الأهالي سيواصلون المقاومة حتى آخر طلقة. كما أشادت بدور مدفعية الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، ووصفتها بأنها «الركيزة القوية والبطل المجهول في هذه المعركة».

وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت ندّد فيه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، خلال لقائه دبلوماسيين فرنسيين في باريس أول أمس، بما أسماه «الصمت الدولي» إزاء جرائم قوات «الدعم السريع»، مطالبًا الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي بـ«التحرك العاجل لفك الحصار عن مدينة الفاشر وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين».

ووصل مناوي، الخميس، إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى مسؤولين من وزارة الخارجية الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة السودان للأنباء أمس، وبحث معهم الأوضاع الإنسانية «الكارثية» التي يعيشها المدنيون في الفاشر جراء الحصار المفروض منذ أكثر من عام، وما نتج عنه من مجاعة وانتشار للأمراض والموت بين السكان.

وتعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حصارًا مطبقًا من قوات «الدعم السريع» منذ مايو 2024، وتحت قصف مدفعي متقطع وعمليات برية متواصلة، فيما يدافع عنها الجيش السوداني وحلفاؤه من القوات المشتركة والمستنفرين.

وقال المتحدث العسكري باسم القوات المشتركة أحمد حسين مصطفى، لـ«بيم ريبورتس»، الخميس، إن مدينة الفاشر تتعرض لقصف مدفعي بمعدل 900 إلى 1,000 قذيفة يوميًا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا يعيشون في الفاشر، نصفهم من الأطفال، في ظل نقص حاد في السلع الأساسية دفع بعض الأسر إلى تناول أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة. فيما قالت منظمة «يونيسيف»، الأربعاء، إن الفاشر دخلت «مرحلة كارثية» بعد مرور 500 يوم من الحصار، محذرةً من تفاقم معاناة مئات الآلاف من الأطفال.

والجمعة، كشف مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة «ييل» للصحة العامة أن قوات الدعم السريع أنشأت أكثر من 31 كيلومترًا من «السواتر» والجدران الترابية حول الفاشر منذ مايو وحتى 27 أغسطس الجاري، وعدّتها «صندوق قتل» يضاعف من ظروف الحصار ويمنع دخول السلع وخروج المدنيين.