30 أغسطس 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن المدينة تتعرض، منذ صباح اليوم، لقصف مدفعي مكثف على عدة محاور، لافتةً إلى أن الوضع «يزداد صعوبة» مع استمرار محاولات «الدعم السريع» التقدم، ومضيفةً: «لكن الفاشر وأهلها لا يعرفون الهزيمة»
وأضافت التنسيقية، في بيانات متتالية اليوم، أن قوات المقاومة المحلية «تتقدم في عمليات نوعية في المحور الجنوبي للمدينة»، مشيرةً إلى أن الأهالي سيواصلون المقاومة حتى آخر طلقة. كما أشادت بدور مدفعية الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، ووصفتها بأنها «الركيزة القوية والبطل المجهول في هذه المعركة».
وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت ندّد فيه حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، خلال لقائه دبلوماسيين فرنسيين في باريس أول أمس، بما أسماه «الصمت الدولي» إزاء جرائم قوات «الدعم السريع»، مطالبًا الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي بـ«التحرك العاجل لفك الحصار عن مدينة الفاشر وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين».
ووصل مناوي، الخميس، إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث التقى مسؤولين من وزارة الخارجية الفرنسية، بحسب ما ذكرت وكالة السودان للأنباء أمس، وبحث معهم الأوضاع الإنسانية «الكارثية» التي يعيشها المدنيون في الفاشر جراء الحصار المفروض منذ أكثر من عام، وما نتج عنه من مجاعة وانتشار للأمراض والموت بين السكان.
وتعيش مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حصارًا مطبقًا من قوات «الدعم السريع» منذ مايو 2024، وتحت قصف مدفعي متقطع وعمليات برية متواصلة، فيما يدافع عنها الجيش السوداني وحلفاؤه من القوات المشتركة والمستنفرين.
وقال المتحدث العسكري باسم القوات المشتركة أحمد حسين مصطفى، لـ«بيم ريبورتس»، الخميس، إن مدينة الفاشر تتعرض لقصف مدفعي بمعدل 900 إلى 1,000 قذيفة يوميًا.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا يعيشون في الفاشر، نصفهم من الأطفال، في ظل نقص حاد في السلع الأساسية دفع بعض الأسر إلى تناول أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة. فيما قالت منظمة «يونيسيف»، الأربعاء، إن الفاشر دخلت «مرحلة كارثية» بعد مرور 500 يوم من الحصار، محذرةً من تفاقم معاناة مئات الآلاف من الأطفال.
والجمعة، كشف مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة «ييل» للصحة العامة أن قوات الدعم السريع أنشأت أكثر من 31 كيلومترًا من «السواتر» والجدران الترابية حول الفاشر منذ مايو وحتى 27 أغسطس الجاري، وعدّتها «صندوق قتل» يضاعف من ظروف الحصار ويمنع دخول السلع وخروج المدنيين.