31 أغسطس 2025 – أعلنت كلٌّ من تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر وغرفة طوارئ معسكر «أبو شوك»، اليوم الأحد، عن تجدد القصف المدفعي على المعسكر وعدد من الأحياء السكنية في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور غربي السودان.
وقالت غرفة طوارئ «أبو شوك»، في بيان، إن القصف المدفعي الذي نفذته قوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من تسعة آخرين، مبيّنةً أنها نشرت صورةً لأحد القتلى اليوم.
ويأتي ذلك في وقت يعاني فيه معسكر «أبو شوك» أوضاعًا إنسانية متردية، فقد أشار بيان سابق لغرفة الطوارئ بالمعسكر، اليوم، إلى أن الأطفال باتوا يعتمدون على وجبات بسيطة مثل «ملاح الخضرة»، وسط انتشار أمراض فتاكة، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. ولفت البيان إلى أن سكان المعسكر أصبحوا «هياكل متحركة بين فقد الأمل والحيرة على ما يأكلون وكيف يعيشون وسط ظروف أمنية قاسية».
وذكرت غرفة طوارئ «أبو شوك» أن مدينة الفاشر شهدت في الأشهر الأخيرة حصارًا محكمًا، مما أدى إلى تفاقم الجوع والمرض وسقوط مزيدٍ من الضحايا بين سكان المعسكر الذين يواجهون خطر الموت بالقصف أو المرض أو المجاعة – طبقًا لبيانها.
ومن جانبها، أوضحت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، في تحديث ميداني، عبر صفحتها على «فيسبوك»، أن المدينة شهدت، منذ ساعات الصباح الأولى، قصفًا مدفعيًا مكثفًا، استهدف معسكر «أبو شوك» للنازحين، وتوسّعَ لاحقًا ليشمل عددًا من الأحياء السكنية المجاورة ومناطق متفرقة داخل المدينة.
وفي 21 أغسطس الحالي، قُتل ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، بالإضافة إلى شخصين آخرين، في قصف مدفعي نفذته «الدعم السريع» على معسكر «أبو شوك» للنازحين شمال الفاشر. وخلال الشهر الجاري، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على المعسكر، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين، وسط تنديد أممي باستهداف النازحين.
والأحد الماضي، اقتادت قوات الدعم السريع ثماني نساء، بينهن طفلتان، من معسكر «أبو شوك» إلى مكان مجهول، فيما لا يزال أكثر من 20 شخصًا آخرين في عِداد المفقودين. كما أعلنت غرفة طوارئ «أبو شوك»، قبلها بيوم، أن قوات الدعم السريع اقتحمت المعسكر، واقتادت النساء إلى جهة مجهولة.
وكان المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان جيريمي لورانس، قد شدّد على أن «الهجمات الوحشية» التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومعسكر «أبو شوك» – «غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورًا»، مشيرًا إلى أنها أودت بحياة ما لا يقل عن 89 مدنيًا خلال عشرة أيام حتى 20 أغسطس الجاري.
إلى ذلك، قالت غرفة طوارئ «أبو شوك»، خلال الأسبوع نفسه، إن قوات الدعم السريع أصبحت تتمركز، على نحو متقطع، في الأجزاء الشمالية من المعسكر، متهمةً عناصرها بنهب معظم المنازل الواقعة شمالي المعسكر. كما أشارت إلى أن نحو 98% من مرافق المياه خرجت عن الخدمة، إما بسبب وقوعها في مناطق خطرة أمنيًا أو لانعدام الوقود.
 
 

