Day: September 2, 2025

السودان: تضامن أممي ودولي ومحلي واسع مع «كارثة ترسين» بجبل مرة

2 سبتمبر 2025 –تواصلت ردود الأفعال المحلية والدولية، إثر ما وصفت بـ«الكارثة الإنسانية المفجعة» التي ضربت قرية ترسين بجبل مرة، حيث لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم نتيجة انزلاقات أرضية عنيفة ناجمة عن أمطار غزيرة بحسب ما ذكرت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور التي تسيطر على المنطقة، وسط دعوات للتحرك العاجل لإنقاذ ماتبقى وانتشال جثامين الضحايا.

وعلقت كلٍ من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ووزارة الخارجية السعودية وكيانات وأحزاب سياسية ونقابية، بالإضافة إلى أعضاء مجلس السيادة الحاكم في السودان ورئيس الوزراء في الحكومة الموازية بنيالا على الحادثة معربين عن تضامنهم مع الضحايا.

وأعرب منسق الأمم المتحدة المقيم والمنسق الإنساني بالنيابة في السودان، لوكا ريندا، اليوم عن حزنه العميق إزاء التقارير الواردة حول الانهيار الأرضي المدمر الذي ضرب قرية ترسين بجبل مرة، على حدود ولايتي وسط وجنوب دارفور، يوم الأحد عقب أيام من الأمطار الغزيرة.

وقال ريندا في بيان صدر من بورتسودان إن المصادر المحلية تشير إلى أن ما بين 300 و1000 شخص ربما فقدوا حياتهم، مقدمًا خالص التعازي لأسر الضحايا ولشعب السودان في هذا الوقت المأساوي.

وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يقومون بتعبئة الدعم لتقديم المساعدة للمتضررين، مشددًا على أن المجتمع الإنساني يقف متضامنًا مع شعب السودان ولن يدخر جهدًا لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون تأخير.

وكانت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان قد أعلنت أن الكارثة وقعت يوم الأحد، وأدت إلى تسوية القرية بالأرض، ولم ينجُ منها سوى شخص واحد فقط، فيما تضررت القرى المجاورة بشكل مباشر وغير مباشر.

وتُعرف ترسين بأنها من أبرز مناطق إنتاج الموالح في الإقليم، وقد طالها الدمار الكامل.

وفي بيان إنساني عاجل، ناشد رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد نور، الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية والإقليمية بالتدخل الفوري لإنقاذ أرواح الآلاف من المواطنين المهددين بخطر الانزلاقات الأرضية، مؤكدًا أن حجم الكارثة «يفوق الوصف»، ويتطلب تضافر الجهود لإجلاء السكان وتوفير السكن والمساعدات الضرورية.

وعلى الصعيد الإقليمي، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها لحكومة وشعب السودان، مؤكدةً وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوداني في هذه المحنة الأليمة.

بدوره، عبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، عن حزنه العميق وتعاطفه مع أسر الضحايا، مشيرًا إلى أن الكارثة خلفت أكثر من ألف قتيل، ولم ينجُ منها سوى شخص واحد، وصفه بأنه “رمز للصمود والأمل”.

ودعا إلى «إسكات البنادق والتوحد» لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.

فيما عبر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود» عن تعازيه العميقة، داعيًا إلى تدخل إنساني عاجل، والعمل على إجلاء السكان وتوفير الاحتياجات الأساسية، ومؤكدًا أن «الشعب السوداني يمر بمحنة غير مسبوقة تتطلب تكاتفًا وطنيًا واسعًا».

بينما أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانًا عبرت فيه عن صدمتها العميقة، ودعت المجتمع الدولي إلى انتشال الجثامين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، وإجلاء القرى المهددة، محذرةً من استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي قد تؤدي إلى انهيارات جديدة.

وتُعد منطقة جبل مرة، التي تمتد عبر ولايات وسط وجنوب وشمال دارفور، من أكثر المناطق عرضة للفيضانات والانزلاقات الأرضية خلال موسم الخريف، في ظل تدهور البنية التحتية واستمرار النزاع المسلح منذ أكثر من عقدين.

وكان أعضاء ورئيس مجلس السيادة في السودان قد نعوا في وقت سابق اليوم مصرع المئات في منطقة ترسين بجبل مرة جراء انزلاقات أرضية بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت في المنطقة.

وأكد المجلس في بيان تسخير كل الإمكانيات الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضريين جراء هذه الكارثة.

فيما أعلن رئيس الحكومة الموازية، محمد حسن التعايشي، أنه أجرى اتصالًا برئيس حركة تحرير السودان، عبد الواحد نور، للوقوف على آخر التطورات الميدانية وتقييم حجم الكارثة والاحتياجات العاجلة، معبرًا عن بالغ تعازيه في ضحايا الانزلاق الأرضي في قرية ترسين بجبل مرة.

«التكايا».. إرث سوداني يُستعاد بقوة في قلب الحرب

في بلد أنهكته حرب طاحنة وإفقار ممنهج، لم يجد السودانيون، سوى العودة إلى إرثهم التاريخي في التكافل الاجتماعي، كوسيلة لمواصلة الحياة في مواجهة الجوع والنزوح والحرب لمساعدة بعضهم البعض. وفي ظل استمرار هذه المحنة القاتلة ما كان إلا أن عادت هذه المؤسسة الشعبية التي كانت جزءًا من النسيج الاجتماعي والديني منذ قرون لتصبح طوق نجاة لملايين الآلاف من الأسر في خضم الأزمة.  

عقب اندلاع شرارة الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم في 15 أبريل 2023، بدأ نزوح كثيف للمواطنين من العاصمة إلى القرى والأرياف، ومن ضمن هذه الأماكن التي كانت من هذه المحطات قرية السروراب، بالريف الشمالي لأم درمان، حيث تحولت مدرستها إلى مأوى للأسر النازحة. 

ومع واقع النزوح الذي اصطدمت فيه الأسر بفاجعة فقدان وغياب سبل العيش والعمل، في مواجهة مصاعب التكيف. في تلك اللحظة، وتحديدًا في مايو 2023،  بادر المصور مازن الرشيد وهو أحد سكان المنطقة، باطلاق مطبخ السروراب الخيري، وذلك من خلال  مبادرة عرض أعماله الفنية للبيع من أجل توفير احتياجات الأسر النازحة،ومع الوقت نما المطبخ وأصبح “تكية السروراب” بفضل الجهود التطوعية المختلفة، مادية وتشغيلية، لا سيما من النساء النازحات اللواتي يتحدرن من جغرافيات مختلفة، حيث كان لهن الدور الأكبر في تشغيل واستمرار عمل المطبخ،  رغم الصعوبات الجمة التي واجهنها.

صورة من مطبخ السروراب الخيري، تظهر فيها النساء وهنْ يعددن كِسرة الطعام

بعد السروراب امتد صدى الفكرة إلى الخارج حيث اجتمع طلاب وأطباء سودانيين، في جامعتي تورنتو ومونتريال بكندا وذلك للتفاكر سويًا حول ما يمكن أن يقدموه ويقدمنه للمواطنين المكتوين بنار الحرب داخليًا.

ومن لحظتها انخرطت المجموعة التي أطلقت على نفسها لاحقا اسم Sudan Solidarity collective  ويمكن ترجمتها إلى (مجموعة التضامن السوداني) في عمليات تواصل مختلفة مع غرف الطوارئ والمطابخ المركزية والتكايا في أنحاء مختلفة من البلاد، واختارت أن تدعم المطابخ والتكايا مادياً دون التدخل في طريقة عملها، حتى لا تصبح هناك شبهات تصاحب  صرف التبرعات.

ويأتي هذا الموقف من أن المجموعة لديها نقدها الخاص للطريقة التي تعمل بها منظمات العون الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، أن عملها لم يكن  ينحصر على الدعم المادي فقط، بل التحدث عن حرب السودان في مستوًى مكبر، وربطها بالتقاطعات الإقليمية والدولية، وقضايا الإبادة في فلسطين وحراك السكان الأصليين في كندا.

صورة تظهر إحدى فعالية نظمتها المجموعة لإضاءة الوضع في السودان من خلال القصص

ضحى المرضي – إحدى عضوات المجموعة تقول في حديثها لـبيم ريبورتس: “التبرعات التي نجمعها، لا تأتي من منظمات أو مؤسسات، بل من أفراد 

يتضامنون مع السودان، سواء عبر التبرع مباشرةً أو تنظيم حملات دعم خاصة بهم، ومن ثم إرسال التبرعات إلينا”.

 فمن الفاشر إلى بري، ومن حي الوحدة غرب مدينة الأبيض إلى مطبخ السروراب في ريف أمدرمان الشمالي، لعبت التكايا والمطابخ المركزية، وما تزال، دورًا محوريًا في توفير احتياجات الطعام لملايين الأسر والنازحين منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب الجارية، وما تسببت فيه من فقدان أغلبية المواطنين لمصادر رزقهم، خاصة العاملين والعاملات في القطاع غير الرسمي.

إرث طويل

لم يكن بروز التكايا وليد الأزمة الحالية؛ بل هو امتداد لتاريخ طويل من الممارسات الاجتماعية يستند إلى إرث طويل من أشكال الحياة الاجتماعية، والتي تخرج خلالها أماكن صنع الطعام (المطابخ) المرتبطة في معظم الأحيان بالفضاء الداخلي للبيوت والأسر إلى الشارع، وبرزت خلال الحرب كطريقة ونمط معيشي في إدارة المجتمعات المختلفة لمعيشها اليومي، الأمر الذي كان بمقدوره التخفيف عن المعاناة والمشقة التي يتكبدها الناس خلال الحرب.

وإن كانت هذه التكايا والمطابخ المشتركة تتلقى دعمًا من عدد من الجهات، مثل المنظمات الدولية، كبرنامج الغذاء العالمي، أو مبادرات وأجسام وطنية أخرى، إلا أن الجهد الأكبر وبذرتها هي إحدى طرق إدارة الناس لمعيشهم، لذلك فإن التكايا لا تتوقف على الدعم المادي فقط، بل تتعداه إلى سلسلة متكاملة من العمل التكافلي التطوعي وإدارته، وجزءاً من هذه السلسلة هي الأدوار المختلفة التي يلعبها السودانيين والسودانيات في بقاعٍ مختلفة، داخلياً وخارجياً في دعم عمل واستمرار هذه المطابخ والتكايا.

تاريخ ممتد

لمفهوم التكية وجود قديم في تاريخ المجتمعات السودانية، وقد ارتبطت بالإرث الصوفي وبالرغم من الاختلاف حول أصل تسمية “التكية” إلا أن كثيرٍ من الراجع تربطها بعض المصادر بالفعل “اتكأ” والذي يشير إلى الاعتماد والاستناد إلى الشيء.

 بينما تذهب مصادر أخرى على أن أصل التكية عثماني، ومن جانب آخر تذهب مصادر إلى الأصل الفارسي للتكية. 

وبغض النظر عن أصلها إلا أن التعريفات المختلفة للتكية تقدم ممارسة مشتركة، وهي تقديم العون والسند للفئات غير المقتدرة وعابري السبيل، من خلال توفير احتياجات الطعام والشراب، علاوةً على رعاية الزهاد واليتامى وكسوتهم وعلاج المرضى.

وفي السودان، يحضر هذا الإرث الديني للتكية، وذلك في ارتباطها بمؤسسة المسيد وتحفيظ القرآن، علاوةً على امتدادها العميق في بنية الطرق الصوفية، وهناك عدد من التكايا التي تحمل هذا الإرث، مثل تكية الطريقة الختمية بالخرطوم بحري، وتكية الزعيم الديني عبد الرحمن المهدي زعيم طائفة الأنصار بأم درمان. وبرغم شهرة هاتين التكيتين، إلا أنهما ليستا الوحيدتين، فهناك عدداً غير متناه من التكايا.

صورة من إحدى ليالي الصوفية، والتي تُظهر حلقة ذكرٍ ومديح

مخاطر

من بداية عملها، واجهت مبادرات المطابخ المركزية وغرف الطوارئ عدداً من المخاطر والتحديات المختلفة، بدءاً من التهديد العسكري والعنف والاعتقالات التي طالت عضوية هذه المبادرات في أماكن متفرقة في السودان، سواء من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع. ففي مارس 2024، نفذت الدعم السريع حملة اعتقالاتٍ واسعة لمنسقي ومتطوعي المطابخ المركزية بمحلية شرق النيل، حينها كان عدد المستفيدين من المطابخ المختلفة 150 ألف مواطن. 

وعادةً ما يصاحب حملات الاعتقال والاحتجاز للعاملين والمتطوعين في المطابخ المركزية والتكايا باتهاماتٍ تشمل التواطؤ والعمل مع جهاتٍ معادية. 

من جانبٍ آخر، فإن التحدي الأكبر الذي واجه ويواجه عمل هذه المبادرات هو شح وقلة الموارد المادية أو البشرية، والذي يتقاطع مع العمليات العسكرية وإغلاق الطرق وصعوبة حركة البضائع والسلع الأساسية، مما يتسبب في غلاء الأسعار، وهو ما يحدث في مدينة الفاشر المحاصرة بولاية شمال دارفور، أو في مدينة الأبيض بشمال كردفان.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه غرف الطوارئ والمطابخ صعوباتٍ بيروقراطية متعلقة بالإجراءات الرسمية؛ سواء تلك القادمة من منظمات العون الإنساني، أو المتعلقة بإجراءات وتقييدات داخلية من قبل الحكومة. 

فبعد استعادة الجيش السوداني ولاية الخرطوم التي كانت تسيطر الدعم السريع على معظم أجزائها طالبت حكومة ولاية الخرطوم بالتسجيل لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني.

 وأضافت أنها لن تسمح بممارسة أي نشاط من أي كيانات لا تتبع الإجراءات القانونية التي تنظم العمل الطوعي الإنساني، وهو الأمر الذي وضع قيوداً على سلاسة عمل المبادرات والمطابخ، وأدخلها في سلسلة من المتطلبات الرسمية.

 يضاف إلى ذلك توقف أو تقليل الدعومات من وكالات العون الإنساني، مثل برنامج الأغذية العالمي وغيرها، حيث يشير المتطوعون إلى المدة الزمنية الطويلة التي يحتاجها الدعم للوصول إليهم، علاوةً على إجراءات أخرى مرهقة، مثل تقديم التقارير المالية والتي تتطلب وقتاً في ظل واقع يومي متسارع ومتحرك.

 في مدينة بحري، تسببت هذه الإجراءات المعرقلة في معاناة  أكثر من 70 ألف شخص من الجوع، نسبةً لتوقف التكايا والمطابخ المجتمعية.

إدارة المجتمعات لنفسها

البنية الأساسية التي يستند عليها عمل التكايا والمطابخ المركزية وغرف الطوارئ هي بنية عمل وإدارة المجتمعات لنفسها بنفسها، ولذلك نلاحظ أن صعود هذه المبادرات أثناء الحرب، قد أعاد تعريف علاقة المجتمعات مع نفسها أو مع أجهزة الدولة، إذ برزت عدداً من المبادرات التي لا تقدم الطعام والشراب فقط، بل وكذلك تجارب التعليم الحرفي التشاركي والدعم النفسي واحتياجات فئوية مختلفة مثل غرف الطوارئ النسوية.

 علاوةً على تجارب الزراعة المنزلية وغيرها من أشكال استدامة الحياة خلال فترة عنوانها عدم اليقين، لتقدم كل هذه المبادرات المختلفة نقطة انطلاق مشتركة، تضع المعيشي واليومي للناس كنقطةً مرجعية، لذلك فهي تمثل حالة مربكة لكافة الأطراف العسكرية والسياسية، والتي تحاول عبر أشكالٍ مختلفة الاستثمار سياسياً في مجهودات هذه المبادرات، ما يجعل هذه الغرف والمبادرات تخرج في كثيرٍ من الأحيان لتنفي عن نفسها “محاولات بعض الكيانات السياسية والعسكرية استغلال اسم الغرف أو الزج بها في صراعات لا علاقة لها بها، سواء عبر بيانات مضللة، أو من خلال الإيحاء بدعم أو انتماء مزعومين”.

تستند غرف الطوارئ والتكايا والمبادرات المجتمعية المختلفة على إرث اجتماعي كبير وضخم، أعيد استدعاؤه والعمل على تطويره في سياق الحرب الحالية في سبيل مجابهة ما فرضته الرحب من واقع مأساوي ومحنة مشتركة يعشيها ملايين السودانيين، الذين انخرطوا في إدارة مواردهم وحياتهم منذ اندلاع الحرب الحالية، والتي يضاعف استمرارها من حجم التحديات الواقعة على هذه المبادرات، علاوةً على تقليم أجنحتها ومحاولة تدجينها، ما يطرح تساؤلاً حول أفق عمل هذه المبادرات في ظل التحديات والعنف اليومي.

وزارة الصحة السودانية تنفي وجود أي تلوث إشعاعي أو كيميائي في الخرطوم

2 سبتمبر 2025 – نفت وزارة الصحة السودانية، وجود أي أدلة لتلوث إشعاعي أو كيميائي بولاية الخرطوم، مؤكدةً أن نتائج الفحوصات والقياسات العلمية التي أُجريت بواسطتها مؤخرًا لم تسجل أي مهددات أو مخاطر على الصحة العامة تجعل العاصمة غير صالحة للسكن.

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية أخبارًا تفيد بوجود تلوث إشعاعي في العاصمة السودانية الخرطوم، جراء استخدام أسلحة محرمة أو تسرب من منشآت صناعية.

وذكرت الوزارة في تقرير رسمي، صدر مساء أمس، أن القياسات أُجريت في مواقع حساسة؛ بينها مستشفى الذرة، ومعمل استاك، ومعمل الأبحاث البيطرية بسوبا، باستخدام أجهزة معتمدة من الهيئة الدولية للطاقة الذرية ومن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لم ترصد أي حالات غير اعتيادية أو وفيات جماعية تحمل علامات التسمم الكيميائي.

ومنذ اندلاع الحرب في العاصمة السودانية الخرطوم في أبريل 2023 تسببت أعمال القتال في احتراق منشآت صناعية ونفطية، ما رفع مستوى التلوث الهوائي محليًا وعزز مخاوف بعض الجهات بتلوث الخرطوم كيميائيًا.

وأوضح المجلس الاستشاري للطب العدلي التابع لوزارة الصحة أن تقارير التشريح لم توثق أي أسباب وفاة غير طبيعية مرتبطة بمواد كيميائية.

وأشار إلى أن معظم الحالات الصحية المنتشرة وسط المواطنين تعود إلى أمراض وبائية مثل الكوليرا، والملاريا، وحمى الضنك، بجانب أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن الحرائق وانبعاثات الكربون.

وأكدت الوزارة أن «الشائعات التي تحدثت عن عدم صلاحية العاصمة للحياة» لا أساس لها من الصحة، داعية إلى الاعتماد على المعلومات الرسمية.

وأوصى تقرير وزارة الصحة بضرورة الاستمرار في المراقبة البيئية والصحية بشكل دوري، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية لمواجهة الأوبئة المنتشرة، ودعم نظم الترصد المرضي والطب العدلي لمتابعة أي مستجدات.

وأوضح التقرير أن أنظمة الصحة الخاصة بالرصد المرضي والمتابعة متيقظة وتعمل بصورة دورية في كل محليات العاصمة السودانية القومية لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ صحي محتمل.

وكانت منظمات بيئية وحقوقية محلية قد دعت في وقت سابق إلى تحقيق مستقل وشامل حول المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عن استمرار الحرب في الخرطوم.

مصرع المئات في انزلاقات أرضية غربي السودان ومطالب بتحرك دولي لانتشال الجثامين

2 سبتمبر 2025 – أعلنت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان، مصرع أكثر من ألف شخص في قرية ترسين بجبل مرة في دارفور غربي البلاد، نتيجة انزلاقات أرضية كبيرة ضربت المنطقة يوم الأحد بسبب الأمطار الغزيرة.

وطالبت السلطة المدنية، في بيان مساء الإثنين، الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية بالتدخل العاجل لانتشال جثامين الضحايا.

وذكر البيان أن المعلومات الأولية تفيد؛ بأن ما يزيد عن ألف شخص لقوا مصرعهم في القرية عقب انزلاقات أرضية وقعت في المنطقة يوم الأحد نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأسبوع الأخير من أغسطس.

وقالت السلطة المدنية؛ إنها تتابع بحزن وقلق عميقين، الأحداث المأساوية لسكان القرية الواقعة في وسط جبل مرة والتابعة لدائرة أمو بولاية وسط دارفور.

وأوضح البيان أن الكارثة أودت بحياة جميع سكان القرية باستثناء ناجٍ واحد فقط، مشيرًا إلى أن الموالح التي تشتهر المنطقة بإنتاجها «سويت بالأرض تمامًا».

وتُعرف ترسين، التابعة لدائرة أمو في وسط جبل مرة، بأنها من أشهر مناطق إنتاج الموالح في الإقليم، بحسب البيان.

وتشهد مناطق جبل مرة هطول أمطار غزيرة باستمرار في موسم الخريف، كثيرًا ما تؤدي إلى فيضانات وانزلاقات أرضية.

وفي السنوات الأخيرة زادت المخاطر نتيجة تدهور البنية التحتية ونقص الخدمات بسبب الحرب المستمرة في الإقليم منذ أكثر من عقدين.

ولا تُعد هذه المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة انهيارات كارثية، حيث تتسبب الأمطار الغزيرة في وفيات وترحيل مئات الأسر في أجزاء من جبل مرة آخرها خريف العام الماضي.

وتعد منطقة جبل مرة والتي تمتد في ولايات: وسط وجنوب وشمال دارفور المعقل الرئيسي لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور والتي ظلت تقاتل الحكومة السودانية منذ 2003.

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه اشتباكات قبلية بين «الماهرية» و«المحاميد» من جهة و«السلامات» و«بني هلبة»؟

ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه اشتباكات قبلية بين «الماهرية» و«المحاميد» من جهة و«السلامات» و«بني هلبة»؟

الادعاء مضلل؛ إذ نُشر مقطع الفيديو من قبل في فبراير 2025، وتحقق منه فريق المرصد وقتها، لكن أعيد تداوله مجددًا على أنه اشتباكات قبلية بين «الماهرية» و«المحاميد» من جهة و«السلامات» و«بني هلبة» من الجهة الأخرى.

 

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«#الماهرية و المحاميد يثأرون ل جوج ماجوج من السلامات و البني هلبة…». 



 

 يمكنكم قراءة التقرير كاملًا:  

https://tinyurl.com/46d9s4yk