3 سبتمبر 2025 – أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» عن مقتل 7 مدنيين على الأقل وإصابة 70 بجراح خلال الأيام القليلة الماضية في الفاشر جراء القصف المدفعي المستمر الذي يستهدف المدينة.
وأعرب المكتب عن القلق البالغ بشأن الوضع في الفاشر بشمال درفور، فيما يستمر القصف المدفعي الكثيف من قوات الدعـم السريع على الأعيان المدنية في الفاشر بشكل يومي، خاصة في مخيم أبوشوك شمالي المدينة.
وخلال الأسابيع الماضية صعدت قوات الدعم السريع من هجماتها على مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين شمالها، ما أسفر عن عشرات الضحايا المدنيين. ففي 31 أغسطس قُتل ثمانية أشخاص وأصيب أكثر من تسعة آخرين في قصف مدفعي على المعسكر، بحسب غرفة الطوارئ. كما قُتل خمسة مدنيين آخرين، بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، في قصف بتاريخ 21 أغسطس الماضي.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المدنيين لا يزالون عالقين في المدينة المحاصرة مع عدم توفر الممرات الآمنة للراغبين في الفرار من العنف.
وأضاف، في مؤتمره الصحفي اليومي، الثلاثاء، أن صور الأقمار الصناعية الحديثة تظهر- وفق التقارير- أكثر من 30 كيلومترًا من الجدران الترابية المحيطة بالمدينة بما يزيد القيود على حركة المدنيين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار حول الفاشر، مشددا على ضرورة حماية المدنيين وضمان الوصول الآمن ودخول المساعدات الإنسانية بدون تأخير أو عوائق.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا يعيشون في المدينة نصفهم من الأطفال، في ظل نقص حاد في السلع الأساسية دفع بعض الأسر إلى تناول أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
ميدانيًا، تستمر العمليات البرية في الفاشر بين الجيش والدعم السريع فيما هاجمت مسيرات الجيش هجمات على تمركزات الدعم السريع العسكرية.
وخلال الأسبوعين الماضيين أحزرت قوات الدعم السريع تقدمات ميدانية في عدة مناطق، بما في ذلك قرب حي أولاد الريف وسوق المواشي لكن الجيش تمكن من استعادة السيطرة عليها.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أكثر من عام في محاولة لإسقاطها والسيطرة الكاملة على إقليم دارفور مما خلف أوضاعًا إنسانية وأمنية وصفت بالكارثية في ظل تجاهلها للنداءات الأممية بفك حصار المدنيين والسماح للقوافل الإنسانية بالوصول للفاشر.