Day: September 5, 2025

السودان: بعثة تقصي الحقائق تتهم الأطراف المتصارعة بارتكاب جرائم واسعة النطاق

5 سبتمبر 2025 – قالت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، الجمعة، إن مجزرة مروعة وقعت في مخيم زمزم بالفاشر في شمال دارفور، في أبريل الماضي، أسفرت عن مقتل ما بين 300-1500 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، مؤكدة أن القوات المتصارعة في البلاد ترتكب انتهاكات واسعة النطاق قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية.

وذكر تقرير البعثة، المرفوع إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بعنوان «حرب الفظائع»، أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتكبا انتهاكات جسيمة شملت القتل العمد، والاغتصاب، والاسترقاق، والعنف الجنسي، النهب، والاضطهاد على أسس عرقية واجتماعية.

وأوضح التقرير أن قوات الدعم السريع استخدمت الحصار كأداة حرب، مستهدفة المراكز الطبية وأسواق الغذاء والمخابز ومصادر المياه، ما أدى إلى حرمان السكان من احتياجاتهم الأساسية.

وأكد رئيس البعثة محمد شاندي عثمان أن استهداف المدنيين ومصادر حياتهم «استراتيجيات متعمدة لا أعمالًا عرضية»، معتبرًا أن هذه الأفعال ترقى إلى جرائم حرب.

فيما شددت الخبيرة وعضو البعثة منى رشماوي على أن التقرير لا يكتفي بتوثيق الفظائع، بل يقدم خارطة طريق لتحقيق العدالة، داعية إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية وإنشاء آلية قضائية مستقلة وتفعيل الولاية القضائية العالمية لمحاسبة المسؤولين.

وأشار التقرير إلى أن النزاع أدى إلى نزوح أكثر من 12.1 مليون شخص، بينما يعاني أكثر من نصف سكان السودان من انعدام الأمن الغذائي، في وقت انهار فيه النظام الصحي بشكل شبه كامل، ولم يتبق سوى مرافق محدودة قادرة على تقديم الخدمات.

100 مركز اعتقال للجيش

كما اتهم التقرير الجيش السوداني بإنشاء أكثر من 100 مركز اعتقال داخل ثكنات عسكرية، فيما وصف أوضاع المحتجزين لدى قوات الدعم السريع بأنها «مأساوية»، حيث تعرض كثيرون للتعذيب الشديد والإعدام بإجراءات موجزة، كما أجبرت أسر على دفع فدية مقابل الإفراج عن ذويها.

عنف جنسي ممنهج للدعم السريع

أيضًا وثّق التقرير أعمال عنف جنسي ممنهجة ارتكبها مقاتلو الدعم السريع شملت الاغتصاب، الاستعباد الجنسي، الزواج القسري، والاستهداف على أساس الهوية العرقية، طالت نساء وفتيات بعضهن لم يتجاوزن الثانية عشرة من العمر.

وأشار أيضًا إلى تورط عناصر من الجيش وقوات متحالفة معه في أعمال عنف جنسي داخل أماكن الاحتجاز.

التقرير كشف أيضًا عن مقتل أكثر من 84 من العاملين في المجال الإنساني بين أبريل 2023 وأبريل 2025، واعتقال آخرين تعسفًا، إضافة إلى استهداف قوافل الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات.

ودعت البعثة في تقريرها لى فرض عقوبات محددة على الأفراد والكيانات المسؤولة عن الجرائم، ووقف إمدادات السلاح، وزيادة المساعدات الإنسانية.

وأكدت البعثة أن تحقيق العدالة يجب أن يتم فورًا دون انتظار اتفاق سياسي، في ظل عجز المؤسسات المحلية عن إجراء تحقيقات مستقلة وذات مصداقية.

الأمم المتحدة: لم نتحقق من عدد القتلى في «ترسين» بجنوب دارفور

5 سبتمبر 2025 – أكدت الأمم المتحدة أنه لم يتم التحقق من عدد القتلى في قرية ترسين في جبل مرة، مشيرة إلى هطول الأمطار الغزيرة المستمر والتضاريس الوعرة تجعل من الصعب للغاية الوصول إلى المجتمعات المتضررة.

وبينما أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور التي تسيطر على المنطقة مقتل أكثر من ألف شخص في الانزلاق الأرضي، قالت وزارة الصحة السودانية إنها تحققت من مقتل شخصين فقط.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، يوم الخميس، إن العاملين في المجال الإنساني ينسقون الاستجابة للانهيار الأرضي المدمر الذي ضرب قرية ترسين في ولاية جنوب دارفور يوم الأحد الماضي بعد أيام من هطول أمطار غزيرة.

ونقل دوجاريك عن المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقدر بنحو 150 شخصا نزحوا من ترسين وقرى مجاورة، حيث لجأت العائلات الآن إلى المجتمعات المجاورة.

وأفاد أن فرقًا تضم ما يقرب من 12 منظمة غير حكومية محلية ودولية ووكالة أممية إلى الموقع، مشيرًا إلى أنه وبسبب وعورة الطرق، سافرت الفرق في جزء من الرحلة على ظهور الحمير.

وأضاف دوجاريك أن مهمة تلك الفرق ركزت على التحقق من عدد الأشخاص المتضررين، بالإضافة إلى تقييم الاحتياجات العاجلة والاستجابة لها، وأحضروا معهم إمدادات أساسية لما يصل إلى 750 شخصًا، بما في ذلك مجموعات طبية ودعم غذائي وحصص غذائية ومواد غير غذائية وإمدادات أساسية أخرى.

وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة أنه تم نشر عيادات صحية متنقلة وفرق طبية طارئة لتقديم الرعاية الفورية على الأرض، وذلك في استجابة تستهدف الناجين في ترسين والقرى المجاورة التي تأثرت بالكارثة.

وأكد أن وكالات الأمم المتحدة تستعد لإرسال مزيد من الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإضافية.

وأضاف أن المجتمعات المحلية كانت أول المستجيبين وظلت محورية لأي جهد للمساعدة، بينما يعمل الشركاء في المجال الإنساني على استكمال أعمالهم وتقديم المساعدة المنقذة للحياة.

«بابكر فيصل»: خطر تقسيم السودان أضحى واقعًا ولا يوجد أفق لوقف الحرب قريبًا

5 سبتمبر 2025 – حذّر رئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع الاتحادي، بابكر فيصل، الجمعة، من أن خطر تقسيم السودان لم يعد أمرًا نظريًا، مبديًا يأسه من وجود أفق لحل سياسي يوقف الحرب قريبًا.

وقال فيصل في منشور على صفحته الرسمية بمنصة فيسبوك إن خطر تقسيم البلاد أضحى واقعًا سياسيًا ووجدانيًا معاشًا لا يُمكن التغاضي عنه، مشيرًا إلى أنهم كانوا قد حذروا من هذا الأمر، باعتبار أن استمرار الحرب هو المهدد الأول لوجود البلاد ووحدتها، وليس أي شيء آخر.

وعبر فيصل عن يأسه من عدم وجود أفق لحل سياسي يوقف الحرب قريبًا بسبب غياب الإرادة، متهمًا من أسماهم عشاق القتل وغربان الخراب بشحذ سكاكينهم لوأد مبادرة الرباعية مثلما فعلوا مع اتفاق المنامة.

وفي يونيو الماضي عقدت الولايات المتحدة اجتماعًا لدول الرباعية والتي تضم إلى جانبها المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات في أول خطوة بارزة للإدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه الأزمة في السودان، ضمن مساع لإقناع الطرفين المتحاربين في السودان بوقف الأعمال العدائية والتفاوض على حل.

وحسب رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي، فإن كل الدلائل تشير إلى سعي الطرفين المتحاربين لحشد السلاح والمقاتلين استعدادًا لجولة جديدة من معارك كسر العظم بعد نهاية موسم الأمطار.

وقال «كردفان ستكون مسرح العمليات في دورة الدم والبارود والنزوح القادمة».

وأمس أغلق نائب قائد الجيش السوداني، شمس الدين كباشي، باب التفاوض مع قوات الدعم السريع خلال تصريحات صحفية أدلى بها من مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، مؤكدًا استمرار الحرب حتى استسلام من أسماهم بالخونة.

من ناحية أخرى، ذكر فيصل أنهم كانوا قد دعوا لتكوين لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في كافة الاتهامات المتعلقة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن استخدام أسلحة محرَّمة في الحرب الجارية.

كما تحدث عن أن حقائق المعاناة على الأرض، فضلًا عن الأرقام المتعلقة بمؤشرات الاقتصاد وسعر الصرف والإنتاج، توضح أن الأزمة الناتجة عن الحرب أكبر بكثير من الأكاذيب والأوهام والدعايات التي قال إنه يتم بثها لتخدير المواطن المغلوب على أمره.

واعتبر فيصل الحركة الإسلامية بأنها تنظيم إرهابي فاشيستي لا يؤمن إلا بالقوة الحربية ولا يعترف بسقوط نظام حكمه ولا يأبه بالثورة، واصفًا أولئك الذين يدعون لإشراكه في العملية السياسية، بأنهم لا يُدركون ماهيته، أو أنهم متواطئون معه ويستفيدون من حربه وفساده.