مدير «الصحة العالمية»: السودان يواجه «أزمة جوع ومجاعة مؤكدة» في أجزاء من البلاد


6 سبتمبر 2025 – حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، السبت، من أن السودان يواجه أزمة جوع متفاقمة، مع تأكيد وجود ظروف مجاعة في أجزاء من البلاد، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يعاني أكثر من 770 ألف طفل سوء التغذية الحاد الوخيم.

وقال تيدروس، في خطاب مصوّر نشره على حسابه الشخصي على منصة «إكس»، إن المنظمة تدعم 142 مركزًا عالجت أكثر من 20 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منذ بداية العام، في وقت تواجه فيه البلاد تفشيًا واسعًا للكوليرا شمل جميع الولايات الثماني عشرة، مسجّلًا أكثر من 105 آلاف إصابة و2,600 حالة وفاة.

ولفت المسؤول الأممي إلى أن الوضع «خطير على نحو خاص في شمال دارفور»، حيث تخضع مدينة الفاشر لحصار منذ أكثر من 500 يوم، ولم تصل إليها المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إمدادات منظمة الصحة العالمية، منذ أكثر من عام. وأردف: «ندعو إلى الفتح الفوري للحدود الآمنة، ووصول إنساني دون عوائق إلى الفاشر لتلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة وإنقاذ الأرواح».

وشدّد تيدروس على ضرورة رفع الحصار عن مدينة الفاشر، قائلًا: «ندعو قوات الدعم السريع إلى رفع الحصار، وندعو جميع أطراف النزاع إلى إنهاء الحرب».

وكانت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، قد حذّرت، الشهر الماضي، من أن بعض مناطق دارفور مهددة بالانزلاق إلى «إبادة جماعية صامتة» بفعل المجاعة، مع تأكيد المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين أن الأهالي يعيشون على علف الحيوانات (الأمباز) للبقاء على قيد الحياة، في حين لا يجد آخرون حتى ذلك. وشددت المنسقية على أن أي يوم تأخير في إدخال المساعدات يعني «مزيدًا من إزهاق الأرواح».

وفي 27 يوليو الماضي، ناشدَ والي شمال دارفور الحافظ بخيت، الجيشَ السوداني بفك الحصار عن الفاشر، محذرًا من أن الوضع الإنساني «تفاقم أكثر مما يجب». فيما لم تستجب قوات الدعم السريع لمقترح وقف إطلاق نار إنساني قدمته الأمم المتحدة لفتح ممرات إنسانية لإغاثة المتضررين.

وعلى الصعيد الصحي، يتفشى مرض الكوليرا في مناطق واسعة من دارفور؛ ففي محلية «طويلة» بشمال دارفور سُجلت، حتى مطلع سبتمبر الجاري، 2,145 إصابة، بينها 40 حالة وفاة، بمعدل يومي بين 100 و208 إصابات، بحسب منسقية النازحين. فيما سُجلت سبع حالات وفاة و23 إصابة في «قولو» بجبل مرة، في وقت ينتشر فيه الوباء في مخيمات «كلمة» و«عطاش» و«السلام» بجنوب دارفور، وسط تلوث مياه الشرب وانعدام الصرف الصحي، وتمثل النساء والأطفال وكبار السن الفئات الأكثر تضررًا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت، في تقريرها الصادر في 19 أغسطس الماضي، عن مصرع 1,171 شخصًا وإصابة 362 آخرين في 174 هجومًا استهدف القطاع الطبي منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بينها 38 هجومًا خلال العام 2025 فقط أسفرت عن 933 حالة وفاة. وأكدت المنظمة أن أكثر من 70% من المرافق الطبية خرجت عن الخدمة، فيما يحتاج القطاع إلى مئات الملايين من الدولارات لإعادة تشغيله، خاصةً المراكز التخصصية مثل علاج الأورام وغسيل الكلى.

وقال تيدروس، في وقت سابق، إن الهجمات على الرعاية الصحية في السودان «أصبحت وضعًا طبيعيًا جديدًا للصراع»، مشددًا على أنه «لا ينبغي للعاملين الصحيين أن يواجهوا خطر الموت وهم يسعون للحفاظ على الأرواح».

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع
مرصد بيم

ما صحة تصريح «الكباشي» لقناة القاهرة الإخبارية: «المعركة سوف تحسمها البندقية»؟

ما صحة تصريح «الكباشي» لقناة القاهرة الإخبارية: «المعركة سوف تحسمها البندقية»؟ مفبرك تناقلت عدد من الصفحات على «فيسبوك» ادعاء يتضمن تصريحاً منسوباً لنائب القائد العام للجيش

المزيد