6 سبتمبر 2025 – انتقد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي مواقفَ «العالم» إزاء الأزمة في السودان، ولا سيما الفاشر، قائلًا إن العالم «ينحاز الآن لقوات الدعم السريع لأنها تملك المال والبترول»، ومؤكدًا أنه «لن يحترمنا [يقصد العالم] إلا حين ننهض ونتحرك بإرادتنا».
وأعلن مناوي، خلال كلمة مصورة ألقاها أمس، عن إنشاء لجنة قومية لفك الحصار عن الفاشر، تضم ممثلين لمختلف فئات المجتمع السوداني، لافتًا إلى أنّها ستعمل على سد الثغرات، ولكن «القوة الأساسية تبقى في يد القوات المشتركة والقوات المسلحة». وأردف قائلًا: «في النهاية الزحف الكبير سيأتي قريبًا».
وأضاف مناوي، خلال لقاء تنويري مع القادة العسكريين واللجنة العليا لفك الحصار عن الفاشر، أن الواجب الوطني «يتطلب منا التحرك الفوري لإنقاذ شعبنا الصامد»، مضيفًا: «لا مجال للهروب أو التراجع»، ومشددًا على أنّ الأزمة تستدعي من القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية أن تتحمل مسؤولياتها وتفك ما وصفه بـ«الحصار الجائر» عن الفاشر.
وأشار مناوي إلى أن أكثر من 900 ألف شخص يعيشون داخل الفاشر، بينهم نازحون من معسكرات «زمزم» و«أبوجا» و«أبو شوك»، لافتًا إلى أنهم «صمدوا لعامين كاملين بلا دعم أو غذاء أو دواء». كما أشاد بجهود الأطباء وقوات الجيش والمشتركة والمقاومة الشعبية في المدينة، قائلًا إن أهل الفاشر «أظهروا شجاعة لا مثيل لها»، وأن «التأخير خطأنا نحن، لا هم».
وكان مناوي قد أعلن، الخميس، أنه بحَث، خلال جولة خارجية شملت دولًا أوروبية وإفريقية، سبل فك الحصار عن الفاشر وإنقاذ السكان من الجوع والمرض والمعاناة، متعهدًا «بعدم ادخار جهد حتى ينال المواطنون حقهم في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار».
وصرّح مناوي عقب وصوله إلى بورتسودان شرقي السودان بأن «المعركة ليست سياسية» بقدر ما أنها «إنسانية ووطنية» – حسب تعبيره.
ومنذ أبريل 2024، تعاني مدينة الفاشر حصارًا مشددًا من «الدعم السريع»، تصاعدت وتيرته خلال الأشهر الماضية، وسط عمليات برية متواصلة، مع قصف مدفعي يتراوح بين 900 إلى 1,000 قذيفة يوميًا، بحسب تصريح المتحدث العسكري باسم القوات المشتركة أحمد حسين مصطفى لـ«بيم ريبورتس». فيما ذكر مصدر محلي أن الهجمات تودي بحياة ما بين خمسة إلى ثمانية أشخاص يوميًا، وفق تقديرات المستشفيات والمواطنين.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، ما زالوا يعيشون داخل الفاشر، في ظل نقص حاد في السلع الأساسية دفع بعض الأسر إلى تناول أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة. فيما وصفت «يونيسيف» الوضع بأنه «كارثي» بعد مرور أكثر من 500 يوم من الحصار. كما كشف مختبر البحوث الإنسانية بجامعة «ييل» للصحة العامة، في أواخر أغسطس الماضي، أن «الدعم السريع» أنشأت أكثر من 31 كيلومترًا من السواتر الترابية حول الفاشر، واصفًا إياها بأنها «صندوق قتل».
وخلال مقطع مصور، نشره أمس، على صفحته على «فيسبوك»، قال مناوي إن الحراك نحو الفاشر متواصل رغم التحديات، مبينًا أن المعارك في «المالحة» و«الخوي» و«الزرق» و«أم صميمة» وفي مناطق مختلفة في كردفان ودارفور، كانت كلها لتمهيد «الطريق إلى الفاشر»، ولافتًا إلى أنها أضعفت «الدعم السريع»، ولولاها لسيطر على السودان. وأضاف: «نصف السودان تحرر بعدها، والباقي الآن في الطريق».
وأضاف مناوي أنّ «العالم لن يفعل لنا شيئًا، لكن مع أيّ زحف، وكلما تقدمنا خطوة، تقدم العالم نحونا خطوات».
وشدد مناوي على أن المرحلة المقبلة تقتضي «وحدة الصف وتكاتف الجهود» لإفشال ما أسماها مخططات الأطماع الخارجية وإحباط أي محاولة ترمي إلى تمزيق السودان أو النيل من سيادته ووحدة ترابه.