تقرير أممي: مبادرات شبابية سودانية تتحول إلى شريان حياة لملايين النازحين في دارفور

7 سبتمبر 2025 – قال تقرير جديد للأمم المتحدة، إن مبادرة شبابية محلية، تُعرف بـغرف الطوارئ باتت تمثل شريان حياة للنازحين في السودان، وتتصدى لتفشي الأمراض وتحديدًا في دارفور، في ظل انهيار الخدمات وانقطاع المنظمات الإنسانية.

وأكد التقرير أن هذه المبادرات التي نشأت عقب اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، تقدم إغاثة مباشرة تشمل الغذاء والماء والمأوى والإسعافات الأولية، وتتصدى كذلك لتفشي الأمراض، مشيراً إلى أن عددها وصل إلى نحو 700 غرفة طوارئ موزعة على مختلف أنحاء البلاد.

وفي مطلع مايو الماضي أعلن الاتحاد الأوروبي في السودان، عن منح جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان لعام 2025 والتي تمنح سنويًا لتكريم الأفراد والمنظمات السودانية التي تسهم بشكل بارز في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في البلاد لـ«شبكة غرف الاستجابة للطوارئ»، والمعروفة محليًا بغرف الطوارئ.

وكان معهد أوسلو في النرويج لأبحاث السلام، قد رشح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام لعام 2024، وذلك لجهودها الإنسانية التي تقدمها خلال الحرب المستمرة في البلاد.

وولدت غرف الطوارئ من رحم لجان المقاومة التي نسقت وقادت المواكب والمظاهرات التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل 2019.

كما قادت المواكب في أعقاب انقلاب أكتوبر 2021 وعندما انفجرت حرب منتصف أبريل الكارثية شكلت لجان المقاومة غرف الطؤاري والمطابخ والتكايا لتقدم الغذاء والدواء لآلاف المدنيين المتأثرين بالحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل تعذر إنشاء ممرات إنسانية آمنة.

أفضل ما في السودان

من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التقرير بعمل هذه المبادرات، واعتبر أن قادتها يقدمون «مثالًا ملهمًا للعمل الإنساني الشعبي»، مضيفًا أنهم «يجسدون أفضل ما في السودان في وقت يواجه أسوأ أزماته».

وركز التقرير على غرفة طوارئ طويلة في ولاية شمال دارفور، التي تقدم دعمًا مباشرًا لعشرات آلاف النازحين.

وبحسب ما نقل عن مسؤولي الغرفة، فإنها تضم 22 غرفة فرعية تعمل داخل المنطقة والقرى المحيطة، وتشمل أنشطتها إجلاء الجرحى، تنظيم السكن للنازحين، وتوزيع الغذاء والماء عبر 65 مطبخًا مجتمعيًا.

وأضاف التقرير أن الغرفة تواجه في الوقت ذاته تحديات متفاقمة بسبب تفشي الكوليرا ونقص الموارد، مشيراً إلى أن فرق الاستجابة التابعة لها أطلقت حملات رش للمبيدات وتنظيف للأحياء، إلى جانب التعاون مع منظمات مثل «أطباء بلا حدود»، و«منظمة الطفولة العالمية»، لإنشاء مراكز عزل للمصابين.

وقال مسؤول الإعلام بغرفة محلية طويلة في حديث لموقع الأمم المتحدة إنه في شهر مارس وحده، قامت الغرفة بجهود إجلاء مكثفة للنازحين على الطريق بين الفاشر وطويلة، حيث تم نقل الجرحى والمصابين والمنهكين.

وأضاف لم يقتصر عملهم على ذلك، بل قاموا بتنظيم السكن للنازحين وتوفير الغذاء والماء عبر 65 مطبخا مجتمعيا، بدعم من جهات عديدة من بينها المجلس النرويجي للاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية والمبادرات الخيرية وروابط المجتمع المدني والخيريون.

وضع إنساني غير مسبوق

الأمم المتحدة كذلك حذرت في تقريرها من أن المدنيين يواجهون عبئاً غير مسبوق، إذ بلغ عدد النازحين داخلياً نحو 9 ملايين شخص، فيما فر أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار، ليصبح السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم. كما يحتاج ما يقارب ثلثي السكان إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم 16 مليون طفل بحسب الموقع.

وأكدت المنظمة أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وصل مستويات تاريخية، مع تسجيل مؤشرات المجاعة في عدة مناطق، بينما تزيد الأمراض والصدمات المناخية من تعقيد الوضع.

وأورد التقرير نداءً عاجلاً من غرفة طوارئ طويلة للمنظمات الدولية والإقليمية لتكثيف الدعم في مواجهة نقص المواد الأساسية، خاصة مع دخول فصل الخريف، مشيراً إلى أن النازحين يفتقرون إلى أبسط الاحتياجات مثل مواد الإيواء والناموسيات.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع