11 سبتمبر 2025 – أعلنت كلُ من وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، الخميس، عن إطلاق ثلاثة تطبيقات صحية رقمية جديدة تهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية للنساء والأطفال في السودان.
وقالت منظمة يونيسيف في بيان على موقعها على الإنترنت إن هذه الأدوات يتم نشرها في أكثر من 400 مرفق صحي، وستدعم أكثر من 3,000 عامل صحي، على أن تصل عند التوسع إلى ما يقرب من 500,000 طفل.
فيما رحب وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم «بهذه الشراكة ونشر هذه التقنيات»، مشيرًا إلى أنها ضرورية لتعزيز النظام الصحي، «ودعم عمالنا في الخطوط الأمامية، وضمان عدم ترك أي طفل وراءه».
بينما أكدت يونيسف أن هذه المبادرة تمثل تحولًا مهمًا في جهود إعادة بناء منظومة الرعاية الصحية المتضررة جراء الحرب والأزمات المستمرة، مشيرةً إلى أنها ستسهم في حماية الأمهات والأطفال وإنقاذ الأرواح عبر تحسين إمكانية الوصول إلى البيانات وضمان إيصال اللقاحات والأدوية الأساسية في الوقت المناسب.
و قال ممثل المنظمة في السودان، شيلدون ييت: «هذه الابتكارات الرقمية ليست مجرد أدوات، بل هي شريان حياة في بلد تم فيه تحطيم الوصول إلى الرعاية الصحية، فإنها توفر مسارًا لإعادة بناء الخدمات والوصول إلى الأطفال والأسر الذين هم في أمسّ الحاجة إلينا».
وشملت المبادرة ثلاثة تطبيقات رقمية جديدة، هي «رابط الرعاية» (Care Connect) الذي يعزز التواصل بين الكوادر الصحية ووزارة الصحة عبر رسائل مباشرة وتقارير منظمة لتسهيل اتخاذ القرار، و«آي كونكت» (IConnect) وهو تطبيق آمن للرعاية عن بُعد يتيح الاستشارات الطبية وطلب الأدوية والفحوصات المخبرية خصوصًا في المناطق النائية، إلى جانب «زامو» (ZAMW)، وهو تطبيق تعليمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتدريب العاملين الصحيين من خلال دروس وأدوات تفاعلية بما يواكب أحدث بروتوكولات العلاج.
وتُعتبر التطبيقات الرقمية الجديدة خطوة عملية لتعويض جزء من الانهيار الخدمي، وتسهيل وصول الخدمات الصحية للأطفال والأمهات، لا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاع.
ويأتي المشروع في ظل انهيار واسع للنظام الصحي في السودان، حيث تضررت غالبية المستشفيات والمراكز الصحية في مناطق النزاع أو أُعيد استخدامها، وتوقفت خدمات أساسية مثل التطعيمات ورعاية الأمهات وعلاج الأمراض الشائعة.
كما تزايدت المخاطر مع موسم الأمطار الذي يرفع احتمالات انتشار الكوليرا وحمى الضنك، إلى جانب سوء التغذية في ظل ضعف إمدادات الغذاء والمياه النظيفة.
وكانت منظمة الصحة العالمية و«يونيسف» قد أطلقتا في يونيو الماضي حملة تطعيم فموية واسعة في ولاية الخرطوم استهدفت 2.6 مليون شخص، بعد تسجيل أكثر من 16 ألف إصابة و239 وفاة بالكوليرا في الولاية وحدها. كما حذرت منظمات إنسانية من تفشي الحصبة في دارفور مع تراجع معدلات التطعيم الروتيني إلى مستويات خطيرة.