13 سبتمبر 2025 – قال مصدر محلي، لـ«بيم ريبورتس»، إن اشتباكات عنيفة اندلعت، عصر اليوم السبت، في المدخل الغربي لمدينة الأبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، إثر هجوم شنته «الدعم السريع» على المدينة، من محور قرية «العيّارة» على بعد نحو 40 كيلومترًا غرب مدينة الأبيّض .
وأفاد المصدر بأن قوات الدعم السريع تحركت من مواقعها في «أبو قعود»، وهاجمت «العيّارة» –أقرب القرى إلى الأبيّض من الناحية الغربية– قبل أن تواصل تقدمها حتى «الشركة الصينية» عند المدخل الغربي للمدينة على طريق النهود – الأبيّض، غير أن الجيش تصدى للهجوم، فيما تزال تُسمع أصوات المدافع من داخل المدينة باتجاه الغرب.
وأبان المصدر أن «العيّارة» تبعد أقل من نصف ساعة بالسيارة من الأبيّض، وأن الطريق يمتد عبر «أبو قعود» إلى «أم صميمة» ومنها إلى «الخوي» وصولًا إلى مدينة «النهود». وأشار إلى أن الجيش والقوات المشتركة تتمركز في محيط مدينة الأبيّض من مختلف الاتجاهات، بينما تحتفظ قوات الدعم السريع بوجودها في مناطق غرب المدينة (أبو قعود)، وجنوبها (ريّاش جنوب كازقيل)، وشمالها (الحمّادي).
وكان الجيش السوداني قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، عن تصديه لهجوم بمسيّرات وصفها بـ«الانتحارية» استهدفت مدينة الأبيّض فجرًا، نافيًا وقوع خسائر. ولكن مصدرًا محليًا أفاد «بيم ريبورتس» بأن الضربات تسببت في أضرار في «البنك العقاري» و«بنك فيصل» المتجاورين وسط السوق الكبير غرب مستشفى الضمان الاجتماعي، إلى جانب مواقع أخرى لم تتضح طبيعتها بعد.
وفي يونيو الماضي، تعرضت الأبيّض لسلسلة هجمات بمسيّرات استهدفت منشآت مدنية وصحية وأسواقًا، بينها إستاد المدينة والسوق الكبير والمنطقة الصناعية، كما أصابت محطة كهرباء ومستشفى «الضمان»، وأدت إلى سقوط ضحايا ودمار جزئي.
وكان الجيش السوداني قد تمكن، في 23 فبراير الماضي، من فكّ الحصار عن مدينة الأبيّض، بعد معارك ضارية ضد «الدعم السريع» التي كانت تحاصرها منذ بدايات الحرب. كما استعاد، في 30 يناير الماضي، مدينة «أم روابة»، فيما استعاد مدينة «الرهد» في 17 فبراير الماضي، وهي ثالث كبرى مدن شمال كردفان.
والخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني عن استعادة مدينة «بارا»، بعد محاصرتها لأيام من عدة محاور شرقًا وشمالًا وغربًا. وفي حين انسحبت قوات الدعم السريع عبر المحور الشمالي المؤدي إلى الطريق القومي نحو مناطق «جبرة الشيخ» و«أم قرفة» و«رهيد النوبة»، ما تزال وحدات منها تتمركز غرب «بارا» في منطقتي «المزروب» و«أم كريدم». فيما اندلعت معارك، بالتزامن، في «كازقيل» بشمال كردفان.
وكثفت «الدعم السريع» هجماتها بالطائرات المسيّرة والعمليات البرية على الأبيّض بعد استعادة الجيش لمناطق إستراتيجية، بما فيها «أم صميمة» القريبة من المدينة في 13 يوليو الماضي، وسط استمرار المعارك في أجزاء من شمال كردفان، بالإضافة إلى ولايتي غرب كردفان وجنوب كردفان.