13 سبتمبر 2025 – أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، عن «تصديه بفعالية» لهجوم بمسيّرات وصفها بـ«الانتحارية»، استهدفت مدينة الأبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، نافيًا وقوع خسائر. فيما أفاد مصدر محلي، تحدث إلى «بيم ريبورتس»، بوقوع أضرار، شملت «البنك العقاري» و«بنك فيصل» وسط السوق الكبير غرب مستشفى الضمان الاجتماعي، إلى جانب مواقع أخرى لم يتأكد منها بعد.
وأشار المصدر إلى أن الطائرات المسيّرة اعتادت ضرب مدينة الأبيّض على نحو متقطع، بمعدل منخفض، لا يتجاوز عادة مسيّرة واحدة، تستهدف الأطراف أو المناطق الخارجية، لكن هجوم الأمس «كان مختلفًا» –بحسب وصفه– إذ وقع داخل الأحياء السكنية في قلب المدينة، واستُخدم فيه سرب من المسيّرات، دون أن يتمكن من تحديد عددها بدقة، مؤكدًا أن أصوات المضادات الأرضية كانت مرتفعة وقريبة للغاية.
وفي يونيو الماضي، تعرّضت الأبيّض لهجمات متكررة بمسيّرات على منشآت مدنية وصحية وأسواق، شملت إستاد المدينة والسوق الكبير والمنطقة الصناعية. كما استُهدفت محطة كهرباء ومستشفى «الضمان» آنذاك، مما أدى إلى سقوط ضحايا ودمار جزئي.
وكان الجيش السوداني قد تمكن، في 23 فبراير الماضي، من فكّ الحصار عن مدينة الأبيّض بعد معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع التي كانت تحاصر المدينة منذ بدايات الحرب. كما استعاد، في 30 يناير، مدينة «أم روابة»، فيما استعاد السيطرة على مدينة «الرهد»، في 17 فبراير، وهي ثالث كبرى مدن شمال كردفان.
والخميس الماضي، أعلن الجيش السوداني عن استعادة مدينة «بارا» بشمال كردفان، بعد محاصرتها لأيام من عدة محاور شرقًا وشمالًا وغربًا. وفي حين انسحبت قوات الدعم السريع عبر المحور الشمالي المؤدي إلى الطريق القومي نحو مناطق «جبرة الشيخ» و«أم قرفة» و«رهيد النوبة»، ما تزال وحدات منها تتمركز غرب بارا في منطقتي «المزروب» و«أم كريدم»، بحسب مصادر تحدثت إلى «بيم ريبورتس» وقتها. في الأثناء، أفاد مصدر باندلاع معارك جديدة، اليوم السبت، في منطقة «كازقيل» القريبة من الأبيّض بولاية شمال كردفان.
وكثفت قوات الدعم السريع هجماتها بالطائرات المسيّرة على الأبيّض بعد استعادة الجيش للمدينة ومناطق أخرى بينها منطقة «أم صميمة» القريبة من المدينة في 13 يوليو الماضي، وهو ما فتح جبهة جديدة ضد «الدعم السريع» في شمال كردفان.
وتُعدّ ولاية شمال كردفان من أكثر المناطق أهمية في الصراع، لاحتضانها أكبر بورصة للصمغ العربي، وكونها عقدة مواصلات رئيسية بين غرب السودان ووسطه. وعلى تقدم الجيش، ما تزال المعارك متواصلة في أجزاء من غرب الإقليم وجنوبه.