مواطنون يفيدون بوقوع عمليات نهب في «بارا» بعد استردادها من «الدعم السريع»

14 سبتمبر 2025 – أفاد مواطنون من مدينة بارا بولاية شمال كردفان لـ«بيم ريبورتس»، الأحد، بوقوع عمليات نهب واسعة عقب سيطرة الجيش السوداني والقوة المشتركة على المدينة يوم الخميس الماضي.

وأكد هذه الاتهامات لـ«بيم ريبورتس» -التي وجهت إلى بعض القوات المقاتلة مع الجيش- مصدرين من بارا، بالإضافة إلى شهادات مسجلة حصلنا عليها عن طريقهم، بجانب مقاطع مصورة، حيث أشاروا إلى أن بعض المنهوبات وصلت إلى مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.

وأوضحت المصادر أن مختلف الأحياء في بارا كانت قد تعرضت للنهب والذي شمل معظم بيوتها إبان سيطرة الدعم السريع، وذكروا منها الحي الجنوبي والغربي والشمالي وحي السوق والشرقي وحي الركابية وحي القوز.

وكشفت المصادر – والذين من بينهم شهود عيان من المدينة- أن عملية النهب تكررت بعد سيطرة الجيش والقوة المشتركة على المدينة.

وبحسب المصادر، فقد طالت عمليات النهب الجديدة الأواني المنزلية بما في ذلك الثلاجات ومعدات طاقات شمسية وشاشات تلفاز وأثاثات وقطع غيار سيارات وعربات «توك توك»، إلى جانب سيارات ودراجات نارية.

مناشدة بالعودة

ووسط مخاوف من استمرار عمليات النهب ناشد مواطنون من بارا سكان المدينة بالعودة لحماية منازلهم من السرقات، فيما ذكر أحدهم أنه شاهد دخول دراجات نارية إلى الأحياء وكسر أبواب المنازل ونهب محتوياتها.

كما اطلعت «بيم ريبورتس» على مقاطع مصورة من أحد أحياء بارا تُظهر عملية نهب لأحد المنازل.

و قال مواطن في أحد التسجيلات إنهم تقدموا بشكوى إلى حكومة ولاية شمال كردفان حول الوضع «غير المطمئن» في مدينة بارا.

وأضاف أنهم تلقوا ردًا من السلطات والتي ذكرت، بحسب ما أفاد، بأن الشرطة والأجهزة الأمنية وقفت على الوضع هناك، وأن ما جرى الاستيلاء عليه من «أثاثات ومفروشات كانت مبعثرة على امتداد شوارع بارا».

وأشار إلى أن هذه المنهوبات دخلت إلى الأبيض لاحقًا، موضحًا أن والي الولاية وجه المواطنين بالعودة إلى مدينة بارا، دون صدور قرار رسمي حتى الآن، وهو الأمر الذي أكده مصدر ثانٍ لـ«بيم ريبورتس».

وفي 11سبتمبر الحالي سيطر الجيش السوداني والقوة المشتركة على مدينة بارا بعد حصار استمر عدة أيام من عدة محاور، انتهى بانسحاب قوات الدعم السريع من داخل المدينة إلى مناطق غربها.

وكانت اتهامات قد طالت الجيش والقوات التي تقاتل معه بالقيام بعمليات نهب في مناطق بالعاصمة السودانية، بينها منطقة أم درمان القديمة بعد السيطرة عليها، لكن الجيش نفى وقتها هذه الاتهامات، بينما اتهمت القوة المشتركة البعض بانتحال صفة قواتها.

انتهاكات موثقة للدعم السريع

وخلال فترة سيطرة «الدعم السريع» على بارا منذ مايو 2024، وثّقت منظمات حقوقية ومصادر محلية انتهاكات واسعة شملت القتل والتهجير القسري ونهب المنازل واقتحام الأسواق.

ففي يونيو الماضي، تحدثت مصادر من المدينة عن عمليات نفذتها عناصر أجنبية من «الدعم السريع» ضد السكان، بينها قتل مواطنين أحدهما بائع خبز أثناء عودته من عمله، إلى جانب اشتباكات بين عناصر أجنبية داخل السوق الرئيسي.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد أعلن في 16 يوليو الماضي مقتل ما لا يقل عن 300 شخص بينهم نساء وأطفال في هجمات استهدفت قرى بمنطقة بارا بين 10 و13 يوليو، واصفًا ما جرى بأنه من أكثر الاعتداءات دموية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

كما قُتل 11 شخصًا وأصيب 4 آخرون في 13 يوليو في هجوم شنته «الدعم السريع» على قرية «شق النوم» القريبة من بارا، وقالت شبكة أطباء السودان حينها إن بين الضحايا ثلاثة أطفال ونساء حوامل.

ومنذ مايو الماضي، أصبحت ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) مسرحًا لعمليات عسكرية واسعة بعد سيطرة الجيش على الخرطوم، إذ تسعى قواته للتقدم غربًا باتجاه دارفور، فيما تستخدم «الدعم السريع» مناطق كردفان كنقاط انطلاق لهجماته على القرى والعاصمة الإقليمية الأبيض.

وتحتل مدينة بارا موقعًا استراتيجيًا يربط شمال كردفان بجنوبها وغربها، ويُنظر إلى استعادتها كتحول مهم في موازين المعارك بالإقليم في الطريق إلى دارفور.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع