Day: September 17, 2025

تحالف «صمود» يدرس المشاركة في حوار سوداني دعا إليه الاتحاد الإفريقي

17 سبتمبر 2025 – قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة «صمود»، الأربعاء، إنه يدرس المشاركة في حوار سوداني-سوداني دعا إليه الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أكتوبر المقبل.

وقال الناطق الرسمي باسم التحالف، بكري الجاك، لـ«بيم ريبورتس» إن التحالف ما يزال يدرس الدعوة ويجري تنسيقًا مع قوى أخرى «تتشابه معه في الرؤى» قبل تحديد الموقف الرسمي.

وأضاف: «نحن مع قيام مائدة مستديرة كآلية للحوار السوداني–السوداني، وقد أرسلنا رؤيتنا السياسية ودعوة لتشكيل لجنة تحضيرية تضم الكتل الرئيسية والمجموعات المؤثرة». وأكد الجاك أن تفاصيل أجندة الاجتماع لم تُوضح بعد في الدعوة.

فيما أكد القيادي في الكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، أن التحالف تسلم دعوة رسمية من الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد» لحضور جولة جديدة من المشاورات مع القوى المدنية السودانية، والمقررة بين السادس والعاشر من أكتوبر المقبل في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا.

وذكر أردول في تصريح لـ«بيم ريبورتس» أن هذه الجولة «ستكون تحضيرية»، على أن يعقد «الحوار الفعلي في القاهرة لاحقًا».

وكان الاتحاد الإفريقي و«إيقاد» قد أعلنا في بيان مشترك الأحد، أنهما، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيعقدان خلال أكتوبر جولة «معززة» من المشاورات مع القوى المدنية السودانية، تهدف إلى تعزيز وحدة الصف السوداني وتهيئة الأرضية لحوار سوداني–سوداني شامل يقود إلى انتقال سياسي مدني ونظام دستوري.

وأكدا التزامهما بالعمل مع مجموعة «الرباعية» التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، ومع جميع الأطراف السودانية، لإنهاء الحرب وحماية سيادة السودان ووحدته.

تأتي هذه التحركات بعد أن خلص اجتماع «الرباعية» يوم الجمعة الماضي إلى جدول زمني لإنهاء الصراع، تضمن إقرار هدنة إنسانية لثلاثة أشهر عبر مسار جدة، وإطلاق عملية انتقال مدني خلال تسعة أشهر، مع رفض أي دعم عسكري خارجي.

وفيما رحب تحالف «صمود» بالبيان المشترك لدول «الرباعية» باعتباره خطوة يمكن البناء عليها لإنهاء الحرب، أبدت الكتلة الديمقراطية تحفظات، مشددةً على أن أي جهد خارجي «لن يحقق أهدافه ما لم يستند إلى رؤية القوى الوطنية ومعالجة جذور الأزمة السودانية».

وأوضحت في بيان أن «مؤتمر القاهرة» الذي رعته سابقًا يمثل أساسًا يمكن تطويره عبر حوار وطني مسؤول، في وقت شددت فيه على ضرورة وجود جيش قومي موحد ومؤسسات أمنية مهنية محايدة.

وكانت أديس أبابا منذ يوليو 2024 محطة رئيسية لمشاورات برعاية أفريقية حول الحوار السوداني، حيث عقدت آلية الاتحاد الإفريقي اجتماعات تحضيرية في 10–15 يوليو 2024 وتلتها جولة استشارية ضمت قوى سياسية ومدنية بين 19 و21 فبراير 2025.

وفي القاهرة انعقدت أيضًا عدة لقاءات تشاورية للقوى المدنية والساسية في منتصف 2024 لكنها وُصفت بأنها جولات تحضيرية أو استشارية ولم تُفضِ إلى توافق نهائي أو خارطة طريق قابلة للتنفيذ.

غرف الطوارئ السودانية تفوز بجائزة «رافتو» النرويجية تقديرًا لجهودها الإنسانية

17 سبتمبر 2025 – فازت غرف الطوارئ السودانية، الأربعاء، بجائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان لعام 2025، تكريمًا لدورها الحيوي في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم المباشر للمدنيين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وفق ما أعلنت مؤسسة رافتو.

وقالت مؤسسة رافتو إن فرق غرف الطوارئ تقوم بإنقاذ الأرواح وصون كرامة المدنيين في مكان يسوده البؤس واليأس، مشيرةً إلى مقتل أكثر من مئة متطوع منذ اندلاع النزاع. ودعت المؤسسة الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي

وأكدت المؤسسة في بيان أن «الجهود المبتكرة للمساعدة المتبادلة من خلال مشاركة المواطنين تساهم في تطوير مجتمع مدني وهو أمر ضروري لبناء مستقبل أفضل».

وأضافت أن المتطوعين يواجهون مخاطر جسيمة، حيث قتل أكثر من مئة منهم منذ اندلاع الحرب، وتعرض آخرون للاغتصاب أو الاعتقال أو نهبت المساعدات التي كانوا ينقلونها بحسب مانقلته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية.

وتضم غرف الطوارئ مئات المبادرات المجتمعية التي يقودها متطوعون من الشباب، ووُلدت في الأصل من رحم لجان المقاومة التي برزت خلال ثورة ديسمبر 2018 والتي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع، عمر البشير.

ومع اشتعال الحرب، تحولت هذه المبادرات إلى شريان حياة لملايين النازحين، حيث بلغ عددها نحو 700 غرفة موزعة في أنحاء البلاد، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وتتولى هذه الشبكات توفير الغذاء والماء عبر مئات المطابخ المجتمعية، إلى جانب تنظيم عمليات إجلاء للجرحى والنازحين، وتقديم الإسعافات الأولية، فضلًا عن حملات مواجهة الأوبئة مثل الكوليرا، عبر الرش والتعقيم وتأسيس مراكز عزل بالتعاون مع منظمات إنسانية محلية ودولية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أشاد مطلع الشهر الحالي بعمل هذه المبادرات، واصفًا إياها بأنها «مثال ملهم للعمل الإنساني الشعبي يجسد أفضل ما في السودان في وقت يواجه أسوأ أزماته».

كما أشاد تقرير أممي حديث بغرفة طوارئ طويلة في شمال دارفور، باعتبارها نموذجًا لمبادرات قادت عمليات إجلاء واسعة وتوزيع المساعدات في بيئة بالغة الخطورة.

وتبلغ قيمة الجائزة 20 ألف دولار، وقد سبق أن مُنحت منذ تأسيسها عام 1987 لأشخاص ومنظمات بارزة، بينهم أربعة حازوا لاحقًا جائزة نوبل للسلام، مثل أونغ سان سو تشي وشيرين عبادي. وسيتم الإعلان الرسمي عن الفائز بالجائزة في احتفال يقام في مدينة أوسلو في العاشر من أكتوبر المقبل.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تكريم المبادرة، ففي مايو الماضي منحت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان «شبكة غرف الطوارئ» جائزتها السنوية لحقوق الإنسان، فيما كان معهد أوسلو لأبحاث السلام قد رشحها في العام 2024 لجائزة نوبل للسلام تقديراً لعملها الإنساني وسط الحرب.

وكانت غرف طوارئ شمال دارفور قد أعلنت في منشور علي صفحتها عن فوز غرف الطوارئ السودانية بالجائزة مشيرةً إلى أن ذلك تقديراً لعملها الشجاع في حماية أبسط حقوق الإنسان – الحق في الحياة ولدورها في إنقاذ الأرواح وتعزيز المجتمعات في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا.

ويأتي هذا التكريم في ظل وضع إنساني غير مسبوق في السودان، حيث تؤكد الأمم المتحدة أن نحو ثلثي السكان بحاجة لمساعدات عاجلة، بينهم 16 مليون طفل، فيما بلغ عدد النازحين داخلياً 9 ملايين شخص، ليصبح السودان أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة والتي وصفت الوضع بأنه «الأزمة الإنسانية الأسوأ عالميًا»، مع انتشار المجاعة وتفشي الكوليرا في أجزاء واسعة من البلاد.

ما حقيقة الصور المتداولة على أنها توثق ضربات جوية للجيش السوداني على نيالا؟

ما حقيقة الصور المتداولة على أنها توثق ضربات جوية للجيش السوداني على نيالا؟

تداولت حسابات على منصة «فيسبوك» صورتين تظهران حريقًا وحطامًا في منطقة يبدو أنها تعرضت للقصف، مدعيةً أنها توثق «ضربات عنيفة وموجّهة ودقيقة جدًا» شنّها الجيش السوداني على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان ومقر الحكومة التي أعلن عنها تحالف «تأسيس» بقيادة «الدعم السريع».

وجاء نص الادعاء على النحو الآتي:

«الله اكبر .. الله اكبر

‏ضربات عنيفة موجهة ودقيقة جدا داخل نيالا

شكرا نسور الجو #فتكمتكً

‏. ‏⁧‫#السودان_ينتصر #بل_بس» .

الصفحات التي تداولت الادعاء :

للتحقق من صحة الادعاء، فحَصَ «مرصد بيم» الصورتين المتداولتين مع الادعاء، وتوصّل إلى أنهما مولّدتان، بالكامل، بالذكاء الاصطناعي.

ولمزيدٍ من التحقق، بحث فريق المرصد في حساب القوات المسلحة السودانية على «فيسبوك»، ولم يجد ما يدعم صحة الادعاء.

كما أجرى الفريق بحثًا بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، ولم يُسفر البحث عن أيّ نتائج تؤيد صحة الادعاء في أيّ منصة رسمية أو مصدر موثوق فيه.

الخلاصة:

الادعاء مفبرك؛ إذ أنّ الصور المرفقة مع الادعاء مولّدة بالذكاء الاصطناعي. كما لم يُسفر البحث بالكلمات المفتاحية عن أيّ نتائج تدعم صحة الادعاء.

«اليونسكو» تطلق خطة طوارئ لمدة عامين لإيقاف نزيف التراث السوداني

17 سبتمبر 2025 – أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عن وقوع خسائر فادحة في قطاع الآثار والمتاحف في السودان بسبب الحرب، مشيرة إلى إطلاقها خطة طوارئ لمدة عامين تشمل مكافحة الإتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.

وكانت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية، إخلاص عبد اللطيف، قد أكدت في تصريح لـ«بيم ريبورتس» في سبتمبر 2024 تعرض مُتحف السودان القومي في العاصمة الخرطوم، لعملية نهب كبيرة، شملت المواد الأثرية المخزونة والتي تعتبر مجاميع مُتحفية نادرة ومميزة تم اختيارها بعناية.

وقالت اليونيسكو إن المعلومات الواردة من إدارات المتاحف السودانية تشير إلى سرقة أكثر من 4 آلاف قطعة أثرية من المتحف القومي في الخرطوم وعدد من المتاحف الأخرى، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء- سونا.

ونقلت سونا عن مدير دائرة الثقافة بمكتب اليونسكو في السودان، عبد الرحمن علي، قوله إن هذه الخسائر لا تخص السودان وحده، بل تمثل نزيفًا للتراث الإنساني العالمي، مما يستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية لاستعادتها.

وكان وفد رفيع من مكتب اليونسكو بالسودان قد اختتم زيارة ميدانية إلى موقع البجراوية الأثري والمدينة الملكية، المدرجين على قائمة التراث العالمي، وعدد من المواقع خلال الأسبوع الحالي.

وتجئ الزيارة في إطار الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي السوداني وصونه في ظل التحديات الراهنة، بهدف تقييم الحالة والاطلاع على حجم التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية وتأثيرات الحرب.

وأكد رئيس الوفد وممثل المنظمة لدى السودان، أحمد جنيد سوروش، في تصريحات صحفية أمس، أن الزيارة تعكس التزام اليونسكو العميق بحماية التراث السوداني الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي.

وأشار إلى أن هذه المواقع تواجه أخطارًا متعددة تشمل التغير المناخي والفيضانات والزحف الرملي، بالإضافة إلى تداعيات الحرب.

وذكر أن المنظمة تعمل مع الشركاء الوطنيين والدوليين لحشد الدعم الفني والمالي اللازم وتعزيز قدرات الكوادر المحلية لإدارة التراث وصونه.

وأوضح سوروش أن اليونسكو أطلقت خطة طوارئ لمدة عامين لدعم القطاعات الثقافية والتعليمية والعلمية والإعلامية في السودان، وتشمل برامج للتوثيق والتدريب ومكافحة الإتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.

وفي 2011 تم تسجيل مواقع البجراوية والمدينة الملكية ضمن قائمة التراث العالمي لما تحمله من قيمة استثنائية عالمية، إذ تضم أكثر من 200 هرم ملكي ومقابر ومعابد ومستوطنات تعود إلى حضارة كوش التي ازدهرت في وادي النيل.

ولفت الوفد إلى أن حماية هذه المواقع مسؤولية جماعية تتطلب تعاون السلطات الوطنية والمحلية والمجتمع الدولي لضمان صونها للأجيال القادمة.

وتعمل اليونسكو حاليًا عبر مكتبها في الخرطوم وبالتعاون مع مكتبها الإقليمي في العاصمة المصرية القاهرة على تنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات العاملين في مجالات التوثيق والترميم، إضافة إلى تنسيق الجهود مع الإنتربول للحد من تهريب القطع الأثرية واسترداد المنهوب منها.

كذلك أطلقت المنظمة أربعة نداءات دولية للتوعية بضرورة وقف التعامل غير المشروع مع آثار السودان.

وكانت اليوينسكو قد أكدت أنها تراقب عن كثب منذ اشتعال فتيل الأعمال العدائية في السودان في أبريل 2023 تأثير الأزمة على تراث السودان والمؤسسات الثقافية والفنانين، موضحة أن التهديد المحدق بالثقافة السودانية بلغ مستوى غير مسبوق مع ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة.