«اليونسكو» تطلق خطة طوارئ لمدة عامين لإيقاف نزيف التراث السوداني

17 سبتمبر 2025 – أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» عن وقوع خسائر فادحة في قطاع الآثار والمتاحف في السودان بسبب الحرب، مشيرة إلى إطلاقها خطة طوارئ لمدة عامين تشمل مكافحة الإتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.

وكانت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية، إخلاص عبد اللطيف، قد أكدت في تصريح لـ«بيم ريبورتس» في سبتمبر 2024 تعرض مُتحف السودان القومي في العاصمة الخرطوم، لعملية نهب كبيرة، شملت المواد الأثرية المخزونة والتي تعتبر مجاميع مُتحفية نادرة ومميزة تم اختيارها بعناية.

وقالت اليونيسكو إن المعلومات الواردة من إدارات المتاحف السودانية تشير إلى سرقة أكثر من 4 آلاف قطعة أثرية من المتحف القومي في الخرطوم وعدد من المتاحف الأخرى، حسبما ذكرت وكالة السودان للأنباء- سونا.

ونقلت سونا عن مدير دائرة الثقافة بمكتب اليونسكو في السودان، عبد الرحمن علي، قوله إن هذه الخسائر لا تخص السودان وحده، بل تمثل نزيفًا للتراث الإنساني العالمي، مما يستدعي تضافر الجهود الوطنية والدولية لاستعادتها.

وكان وفد رفيع من مكتب اليونسكو بالسودان قد اختتم زيارة ميدانية إلى موقع البجراوية الأثري والمدينة الملكية، المدرجين على قائمة التراث العالمي، وعدد من المواقع خلال الأسبوع الحالي.

وتجئ الزيارة في إطار الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي السوداني وصونه في ظل التحديات الراهنة، بهدف تقييم الحالة والاطلاع على حجم التحديات الناتجة عن التغيرات المناخية وتأثيرات الحرب.

وأكد رئيس الوفد وممثل المنظمة لدى السودان، أحمد جنيد سوروش، في تصريحات صحفية أمس، أن الزيارة تعكس التزام اليونسكو العميق بحماية التراث السوداني الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني العالمي.

وأشار إلى أن هذه المواقع تواجه أخطارًا متعددة تشمل التغير المناخي والفيضانات والزحف الرملي، بالإضافة إلى تداعيات الحرب.

وذكر أن المنظمة تعمل مع الشركاء الوطنيين والدوليين لحشد الدعم الفني والمالي اللازم وتعزيز قدرات الكوادر المحلية لإدارة التراث وصونه.

وأوضح سوروش أن اليونسكو أطلقت خطة طوارئ لمدة عامين لدعم القطاعات الثقافية والتعليمية والعلمية والإعلامية في السودان، وتشمل برامج للتوثيق والتدريب ومكافحة الإتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى مشروعات لترميم المواقع المتضررة مثل المتحف القومي في الخرطوم.

وفي 2011 تم تسجيل مواقع البجراوية والمدينة الملكية ضمن قائمة التراث العالمي لما تحمله من قيمة استثنائية عالمية، إذ تضم أكثر من 200 هرم ملكي ومقابر ومعابد ومستوطنات تعود إلى حضارة كوش التي ازدهرت في وادي النيل.

ولفت الوفد إلى أن حماية هذه المواقع مسؤولية جماعية تتطلب تعاون السلطات الوطنية والمحلية والمجتمع الدولي لضمان صونها للأجيال القادمة.

وتعمل اليونسكو حاليًا عبر مكتبها في الخرطوم وبالتعاون مع مكتبها الإقليمي في العاصمة المصرية القاهرة على تنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات العاملين في مجالات التوثيق والترميم، إضافة إلى تنسيق الجهود مع الإنتربول للحد من تهريب القطع الأثرية واسترداد المنهوب منها.

كذلك أطلقت المنظمة أربعة نداءات دولية للتوعية بضرورة وقف التعامل غير المشروع مع آثار السودان.

وكانت اليوينسكو قد أكدت أنها تراقب عن كثب منذ اشتعال فتيل الأعمال العدائية في السودان في أبريل 2023 تأثير الأزمة على تراث السودان والمؤسسات الثقافية والفنانين، موضحة أن التهديد المحدق بالثقافة السودانية بلغ مستوى غير مسبوق مع ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع