Day: September 19, 2025

وزارة الإعلام السودانية تلغي تصريح مديرة مكتب «قناتي» العربية والحدث

19 سبتمبر 2025 – أعلنت وزارة الإعلام السودانية، الجمعة، إلغاء تصريح مديرة مكتب قناتي العربية والحدث في السودان، الصحفية لينا يعقوب، مشيرة إلى أنها رصدت «تجاوازت مهنية» بحقها.

وذكرت الوزارة في بيان أن إدارة الإعلام الخارجي رصدت «تجاوزات مهنية كبيرة ومتكررة، قامت بها مديرة مكتب قناتي الحدث والعربية خلال الفترة من 24 ديسمبر وحتى تاريخ صدور هذا القرار».

وكانت يعقوب قد نشرت تحقيقًا مصورًا هذا الأسبوع حول حياة الرئيس المخلوع، عمر البشير، بعد الحرب وبعض رموز نظامه بما في ذلك التطرق إلى مقر إقامته في مدينة مروي شمالي السودان، حيث اتهمتها الوزارة بتقديم تقارير تتضمن اتهامات غير موثقة منسوبة لرئيس وقيادات النظام السابق.

وأكدت الوزارة أنها أصدرت قرارًا بإيقاف يعقوب -دون أن تذكر اسمها- وسحب وإلغاء التصريح الصحفي الممنوح لها، وذلك «حفاظًا على المهنية، وضمانًا لعدم تعريض الأمن الوطني والمصلحة العامة للمخاطر الناتجة عن تداول معلومات غير دقيقة ومضللة».

واتهم بيان الوزارة يعقوب ببث معلومات غير موثقة ونشر روايات منسوبة إلى مصادر مجهولة، دون الرجوع إلى الجهات الرسمية أو الالتزام بمعايير التحقق الصحفي، وقالت إن ذلك تسبب في تضليل الرأي العام المحلي والدولي، والإضرار بسمعة الدولة ومؤسساتها، فضلًا عن الانتهاكات الصارخة للمعايير المهنية المتفق عليها دوليًا، بحسب البيان.

كما اتهمتها بنشر معلومات غير دقيقة ومضللة قالت إنها أسهمت من قبل في نزوح وتهجير أعداد كبيرة من المواطنين من قراهم ومدنهم ومناطقهم.

وبحسب بيان الوزارة، فإنه لم يتم الرد على الخطابات الرسمية الصادرة من منها بما في ذلك خطاب صادر بتاريخ 10سبتمبر 2025 ومتعلق بتقرير نُشر حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية، والذي اعتبرته الوزارة تجاوزًا خطيرًا، إلا أن مديرة المكتب المعنية لم ترد على الخطاب.

وأوضحت الوزارة أن القرار الصادر يخص المراسلة الصحفية بشكل مباشر، وأنه لا يستهدف قناتي الحدث والعربية كمؤسستين إعلاميتين مرخص لهما بالعمل في السودان.

وأكدت أن القرار يتضمن -لفت نظر- لإدارة قناتي الحدث والعربية بضرورة تصحيح المسار التحريري ومراجعة آليات التحقق من المعلومات المتعلقة بالشأن السوداني، وأن الحكومة لن تقبل مستقبلًا تكرار مثل هذه الأخطاء غير المهنية والمتعارضة مع شروط التصريح الممنوح للقناتين بالعمل في السودان، وفق ما ذكر البيان.

تقرير أممي: مقتل نحو «3384» مدنيًا بين يناير ويونيو معظهم في دارفور

19 سبتمبر 2025 – أعلنت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الجمعة، توثيق مقتل ما لا يقل عن 3384 مدنيًا في سياق النزاع في السودان، معظمهم في دارفور، تليها كردفان ثم الخرطوم خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025.

وأكدت المفوضية أن هذا الرقم يمثل نحو 80% من مجموع الضحايا المدنيين (4238) الذين تم توثيق مقتلهم خلال عام 2024 بأكمله، مرجحة أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير.

وتفاقمت الأزمة الناجمة عن النزاع في السودان خلال النصف الأول من العام، كما أظهر تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يشير إلى ارتفاع كبير في أعداد القتلى المدنيين، بمن فيهم من أُعدموا بإجراءات موجزة، فضلاً عن تصاعد العنف الإثني وتدهور الوضع الإنساني.

وحسب المفوضية، وقعت 70% من هذه الخسائر في الأرواح (2398) أثناء الأعمال القتالية، إذ واصلت أطراف النزاع شنّ هجمات في مناطق مكتظة بالسكان باستخدام القصف المدفعي والغارات الجوية والطائرات المسيّرة، مشيرة إلى أن العديد من الهجمات الرئيسية كانت ذات حصيلة بشرية مرتفعة على نحو خاص.

وذكرت أن هجوم شنّته قوات الدعم السريع على الفاشر ومناطق أخرى بشمال دارفور أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 527 شخصًا، بينهم أكثر من 270 في مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.

وفي مارس، أسفرت غارات جوية شنّها الجيش السوداني على سوق تورة في شمال دارفور عن مقتل ما لا يقل عن 350 مدنيًا، بينهم 13 فردًا من أسرة واحدة.

كما وثق التقرير أيضًا القتل غير القانوني لما لا يقل عن 990 مدنيًا خارج نطاق الأعمال العدائية، بما في ذلك عبر الإعدامات الموجزة بين فبراير وأبريل.

وتابع التقرير ازداد عدد هذه الحالات إلى ثلاثة أمثال، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى تصاعد الإعدامات الموجزة، خصوصًا في الخرطوم، بعد أن استعاد الجيش السوداني ومقاتلون متحالفون معه مناطق كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع في أواخر مارس، أعقبها شنّ حملات انتقامية ضد من يُشتبه في أنهم «متعاونون».

إعدامات بإجراءات موجزة

وقال شاهد عيان إنه شاهد عمليات تفتيش نفذها الجيش السوداني في أحياء مدنية بشرق النيل بالخرطوم بين مارس وأبريل، وأنه رأى أطفالاً في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من العمر يُتّهمون بالانتماء إلى قوات الدعم السريع ويُعدَمون بإجراءات موجزة.

كذلك نفّذت قوات الدعم السريع عمليات إعدام مماثلة في الخرطوم مع تضييق الجيش وحلفائه الخناق على مواقعها. ففي 27 أبريل، أظهر مقطع فيديو حصلت عليه مفوضية حقوق الإنسان عمليات إعدام بإجراءات موجزة نفذتها قوات الدعم السريع بحق ما لا يقل عن 30 ذكراً بلباس مدني، من بينهم من بدا أنهم أطفال، في منطقة الصالحة بأم درمان، بعد اتهامهم بالانتماء إلى القوات المسلحة السودانية.

وأشار التقرير أيضاً إلى «أنماط متكررة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، يُستخدم كسلاح حرب ضمن هجمات أوسع تتخللها انتهاكات أخرى».

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: «الصراع في السودان صراع منسي، وآمُل أن يسلّط تقرير مفوضيتنا الضوء على هذا الوضع الكارثي حيث تُرتكب فظائع، من بينها جرائم حرب».

التقرير يوثّق أيضًا استمرار الهجمات على الأعيان والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية والأسواق وشبكات الطاقة ومصادر المياه وقوافل المساعدات الإنسانية. فخلال الأشهر الستة التي يغطيها التقرير، قُتل ما لا يقل عن 30 من العاملين في المجالين الإنساني والصحي، بينهم من استُهدفوا بشكل مباشر.

ومن الأنماط الأخرى التي وثّقها التقرير انتشارُ الاعتقال التعسفي، الذي غالبًا ما يستهدف أشخاصًا متهمين بالتعاون مع الطرف الآخر، ويترافق مع ممارسات التنميط الإثني. كما تعرّضت شخصيات من المجتمع المدني، بما في ذلك متطوعون محليون في المجال الإنساني، للاعتقال التعسفي والتضييق والاعتداءات.

وأفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن سبعة صحافيين وعاملين في وسائل الإعلام خلال النصف الأول من عام 2025.

وقال المفوض السامي «يجب أن يتوقف هذا العنف بجميع أشكاله البشعة. فالإفلات من العقاب لا يزال يغذّي دوّامات الانتهاكات والتجاوزات، ولوقفه لا بدّ من المساءلة ومحاسبة المسؤولين».

وفي ضوء الحوادث العديدة التي تخللها خطاب الكراهية والتحريض على العنف، حذّر تورك من أن «تزايد التنميط الإثني في النزاع، المبني على التمييز وعدم المساواة المزمنَيْن، يشكّل خطراً جسيماً على الاستقرار والتماسك الاجتماعي على المدى الطويل داخل البلاد».

وأضاف المفوض: «على الدول أن تواجه بشكل جماعي هذه الحقيقة القاتمة المتمثلة في تحوّل النزاع إلى أزمة حماية واسعة ومقلقة، وأن تستخدم نفوذها لإنهائه».

الفاشر: سقوط عشرات الضحايا في قصف لـ«الدعم السريع» استهدف مصلين

19 سبتمبر 2025 – أعلنت مصادر محلية وغرف طوارئ في الفاشر بشمال دارفور، الجمعة، مقتل عشرات المدنيين في قصف بمسيرة استراتجية تابعة لقوات الدعم السريع استهدف مصلين في حي أبوشوك شمال غربي المدينة أثناء أدائهم صلاة الفجر.

وقالت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك إن من بين الضحايا رئيس الإدارة الأهلية لمعسكر أبوشوك، العمدة آدم ود الشيخ، والملك شريف ملك إدارة دار سويني، بالإضافة إلى ضحايا آخرين.

وأكدت الغرفة في منشور مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا من سكان معسكر أبو شوك في قصف بمسيرة تابعة للدعم السريع استهدفت مسجدًا لتجمعات النازحين صباح اليوم.

كما نشرت لاحقًا مقطع فيديو من مكان القصف ذكرت فيه وجود أكثر من 75 جثة لضحايا القصف تحت أنقاض المسجد، مشيرة إلى استمرار المحاولات لانتشالهم.

وأظهر المقطع، كذلك، جثثًا متفحمة مسجاة على الأرض ودمارًا كبيرًا طال المبنى، وقال أحد المتحدثين في الفيديو إن القصف تم عبر مسيرة استراتيجية تابعة للدعم السريع.

فيما قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع استهدفت بطائرة مسيّرة فجر اليوم مسجدًا في الفاشر أثناء صلاة الفجر مما أدى إلى مقتل 43 شخصًا بينهم شيوخ وشباب، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.

بينما أدان مجلس غرف طوارئ شمال دارفور بأشد العبارات استهداف المدنيين العُزّل، داعيًا جميع الجهات المعنية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المواطنين.

وأكد المجلس أن استهداف المدنيين يشكل جريمةً مكتملة الأركان، وأن المواطنين الأبرياء هم بعيدون عن دائرة الصراع الدائر حاليًا.