20 سبتمبر 2025 – تشهد ولاية الخرطوم ارتفاعًا متسارعًا في أعداد حالات الإصابة بحمى الضنك، وسط ضعف قدرات الاستجابة الصحية، وفق ما أعلنت عنه منظمة «أطباء بلا حدود».
وقالت المنظمة، في بيان، اليوم السبت، إن المنازل المهجورة والمجاري المسدودة وانقطاع إمدادات المياه ساهمت في زيادة تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، فيما تعيق محدودية وسائل التشخيص والضغط الشديد على المستشفيات جهود مواجهة تفشي المرض. ودعت الأطراف الفاعلة في القطاع الصحي إلى تكثيف أنشطة مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض وافتتاح مراكز علاجية جديدة على نحوٍ عاجل.
وبحسب إحصاءات «أطباء بلا حدود»، فقد سجّل مستشفى «البان جديد» الذي تدعمه المنظمة 563 حالة إصابة بحمى الضنك بين 24 أغسطس و13 سبتمبر الجاري، فيما عالجت عياداتها المتنقلة 664 حالة إصابة مؤكدة أو مشتبه فيها خلال الفترة نفسها. وأظهرت الإحصاءات أن الحالات ارتفعت من 153 إصابة في الأسبوع الأخير من أغسطس إلى 201 إصابة في الأسبوع الأول من سبتمبر، ثم إلى 209 إصابات في الأسبوع الثاني من الشهر نفسه، ما يُظهر زيادة متواصلة.
وأكدت المنظمة أن الوضع يستدعي «استجابة عاجلة»، تشمل حملات مكافحة نواقل الأمراض، وتحسين إمدادات المياه، وتوسيع القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية، محذرةً من أن استمرار الضغوط دون تدخل قد يفاقم الأزمة الصحية في العاصمة.
وتشتد الأزمات وسط تفشي الأوبئة في ولاية الخرطوم، لا سيما منذ بدء الخريف، في ظل عودة كثير من المواطنين إلى منازلهم، ومحدودية الخدمات والإمكانات الصحية في مجابهة هذه الأمراض.
وتشير آخر إحصائية لوزارة الصحة الاتحادية، مطلع سبتمبر الجاري، إلى أن عدد الإصابات بحمى الضنك في السودان تجاوز ستة آلاف حالة منذ بداية العام 2025، في وقت تواصل فيه السلطات المحلية إطلاق حملات الرش الرذاذي لمكافحة البعوض في الخرطوم وولايات أخرى.
وكانت غرفة الطوارئ في «شرق النيل» بالخرطوم قد حذرت مما وصفته بـ«التدهور الخطير» في الوضع الصحي، مع الانتشار الواسع للملاريا وحمى الضنك، مؤكدةً أن المرافق الصحية تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والمعينات الطبية مع ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى انعدام المحاليل الوريدية الأساسية. وأوضحت أن الطواقم الطبية باتت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من للمرضى، مطالبةً السلطات والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل للحد من تفاقم الأزمة.
وفي مدينة بحري شمالي الخرطوم، وثق تقرير لغرفة الطوارئ آلاف الحالات المشتبه في إصابتها بأمراض الملاريا والتيفوئيد وحمى الضنك، إلى جانب الإسهالات المائية، خلال أغسطس الماضي، محذرًا من أن خطر الكوليرا ما يزال قائمًا. وأوصى التقرير بحملات رش عاجلة، وتوزيع الناموسيات، وتجفيف المياه الراكدة في الأحياء، وتنظيف أماكن النفايات، وتعقيم مصادر مياه الشرب.
والأسبوع الماضي، قال مصدر طبي في وزارة الصحة بولاية كسلا، لـ«بيم ريبورتس»، إن الولاية سجلت 352 حالة إصابة بالكوليرا، بينها خمس وفيات، منذ 19 أغسطس وحتى 10 سبتمبر الحالي، بعد ظهور أولى حالات الاشتباه بالمرض في مستشفى كسلا التعليمي.
وفي السياق، كشف مصدر طبي في مدينة «ود مدني» بولاية الجزيرة، الخميس، أن المستشفى التعليمي بالمدينة يستقبل يوميًا ما بين 100 و150 حالة جديدة، أغلبها إصابات بحمى الضنك والملاريا، وسط نقص حاد في الأدوية والمعينات وارتفاع أسعار المحاليل الوريدية، فضلًا عن أزمة في بنك الدم المركزي الذي يواجه ضغطًا متزايدًا لتوفير الصفائح الدموية.