23 سبتمبر 2025 – أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الثلاثاء، عن تنفيذ تدخلات جديدة في ولاية الخرطوم ضمن مبادرة «القدرة على الصمود المتكاملة في السودان» (سيري)، تستهدف إعادة تأهيل أنظمة المياه ودعم سبل العيش للسكان المتأثرين بالحرب.
وأوضح البرنامج أن المبادرة تعمل على تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية، وإعادة تأهيل قنوات الري، وتعزيز البنية التحتية للمياه، بما يسهم في توفير الإمدادات الأساسية لأكثر من 30 ألف أسرة.
وأضاف أن التدخلات تهدف أيضًا إلى تمكين المزارعين من استئناف نشاطهم الزراعي وإحياء الحقول المتوقفة بسبب الصراع، مشددًا على أن «التعافي يبدأ حين يصل الماء إلى بيت كل أسرة، وحين يروي المزارع محصوله، وحين ترى المجتمعات الحياة تنبض من جديد».
وتعاني العاصمة السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 من دمار واسع في البنية التحتية، خصوصًا شبكات المياه والكهرباء، حيث خرجت المحطات النيلية وآبار المياه عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء، وتدمير المعدات، ونهب المكونات الأساسية، بجانب سيطرة قوات الدعم السريع على بعض المحطات أو تعرضها للتخريب المباشر.
وتحاول السلطات المحلية بعد سيطرة الجيش على العاصمة إصلاح محطات المياه وصيانتها وإعادة تشغيلها لكن يواجه تشغيل هذه المحطات تحديات كبيرة أبرزها انقطاع الكهرباء المستمر، وانخفاض منسوب النيل، وخسائر في الخطوط الناقلة والكابلات المكسورة، إضافة إلى التكلفة المالية الباهظة.
ومن بين 13 محطة رئيسة لمعالجة وتوزيع المياه في الخرطوم تشمل محطات مثل المقرن، بحري، شمال بحري، المنارة، بيت المال، الصالحة، الشجرة، جبل أولياء، المنطِقة الصناعية بحري، أبو سعيد، القماير، والسلام 52 بأم درمان تضررت 12 محطة منها بدرجة كبيرة خلال القتال الدائر في العاصمة. بينما تعتبر المحطة الوحيدة التي نجت من التدمير النسبي هي محطة المنارة بمحلية كرري.
وتتأثر عمليات الصيانة أحيانًا بأحداث أمنية واستهداف الطائرات المسيرة للسدود والمحطات بينها محطات المرخيات والكلية الحربية والمهدية في أم درمان، توقف فيها الضخ بشكل كامل في مايو الماضي جراء هجمات.
ورغم تدخل جهات مثل اليونيسف والصليب الأحمر بتوفير آليات وقطع غيار لمحطات المياه، لكن تكلفة التشغيل اليومية تتجاوز المقدرة المالية للجهات الحكومية، لذلك تعمل محطات المياه بحسب التدخل الرسمي الذي لا يتعدى 5% إلا في مرات نادرة بحسب تقديرات مختصين.
وعلى الرغم من حجم الدمار، أعادت الهيئة تشغيل عدد من المحطات تدريجيًا الأشهر الماضية ، بينها محطة الشجرة ومحطة بيت المال، إضافة إلى استكمال المراحل النهائية لإعادة تشغيل محطة الجريف شرق.
كما استأنفت محطات بحري الضخ جزئيًا مع تشغيل المضخة المساعدة في محطة الصهريج، إلى جانب إعادة تشغيل محطة بحري ومحطة الضخ في منطقة النية ومحطة كرري ومحطات أخرى.
ودفع الوضع في العاصمة الخرطوم إلى اضطرار كثير من السكان للاعتماد على حلول بديلة مثل الآبار المحلية، والمضخات العاملة بالطاقة الشمسية، أو نقل المياه عبر عربات نقل صغيرة وكبيرة من مناطق بعيدة، ما ضاعف الأعباء اليومية بالإضافة إلى المخاطر الصحية نتيجة استهلاك مياه غير معالجة.