مسؤول سابق: جهود سودانية غير رسمية تقود إلى وقف سحب المياه من بحيرة سد النهضة

30 سبتمبر 2025 – قال مسؤول سوداني كبير سابق في وزارة الري والموارد المائية لـ«بيم ريبورتس»، الثلاثاء، إن جهودًا سودانية غير رسمية مع الحكومة الإثيوبية بخصوص أزمة الفيضانات التي تسبب فيها سد النهضة، أثمرت عن وقف سحب المياه من بحيرة السد والبدء في تمرير الإيراد الطبيعي للنهر. فيما عزت وزارة الزراعة والري الفيضانات إلى تغير نمط الأمطار ، وأوضحت أن الزيادات في نهر عطبرة تزامنت مع اكتمال التخزين وامتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي.

وأمس الإثنين رفعت السلطات السودانية، من مستوى التحذير إلى الدرجة القصوى من فيضانات على الشريط النيلي في البلاد نتيجة زيادة الوارد من من المياه من النيلين الأزرق والأبيض.

وفي 9 ديسمبر الحالي افتتح رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، رسميًا سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي بدأ تشييده في عام 2011 وسط خلافات مستمرة مع السودان ومصر.

ودعا المسؤول السابق الحكومة السودانية، إلى «إرجاع وزارة الموارد المائية» كخطوة أولى للتعاطي مع أزمة سد النهضة الإثيوبي الذي تسبب في فيضانات ضربت الشريط النيلي في البلاد.

وأشار المصدر في هذا الصدد، إلى أن موظفي ومسوؤلي وزارة الري، يعرفون كيفية التعامل مع دول الجوار خاصة مع مصر وإثيوبيا وبقية دول حوض النيل.

وأعلن المسؤول السابق عن إجراء اتصالات غير رسمية مع الجانب الإثيوبي من خبراء سودانيين مهتمين بالأزمة.

وأكد أن الاتصالات نتج عنها أن الإثيوبيون أوقفوا هذا الصباح سحب المياه الخارجة من بحيرة سد النهضة وبدأوا في تمرير الإيراد الطبيعي للنهر حيث نزلت المياه الخارجة من السد من 750 مليون متر مكعب إلى نحو 450 مليون متر مكعب، أو أقل في اليوم.

ورأى أن هذه الاستجابة الإثيوبية ستنعكس خلال الأيام القليلة المقبلة حتى الخرطوم وشمال الخرطوم على حسب موجة الانخفاض، مشددًا على أن هناك قدرة على إدارة الإيراد الطبيعي في خزان الروصيرص، وربما تنهي معاناة الناس بسبب الفيضانات حتى مروي في غضون أسبوع.

السودان ومصر يرفضان الموقف الإثيوبي الأحادي

وفي 7 أغسطس الماضي شددت مباحثات رسمية بين السودان ومصر في القاهرة على رفض البلدين للنهج الأحادي الإثيوبي على النيل الأزرق.

وأكد البلدان في بيان مشترم أن هذا النهج الأحادي لا يتسق مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة، ومع روح التعاون التي يجب أن تسود باستخدام نهر النيل، شريان الحياة لجميع دول الحوض.

كما أكدا على تنسيقهما المشترك من خلال الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل وهي الجهة المنوطة بدراسة وصياغة الرأي الموحد للبلدين في الشئون المتعلقة بمياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959.

ومع ذلك، اتفق البلدان على ضرورة منح الفرصة الكافية للآلية التشاورية لمبادرة حوض النيل لتسوية الخلافات وتعزيز التعاون بين دول الحوض، بما يحافظ على استدامة نهر النيل العظيم، وعلى المصالح المائية لدولتي المصب.

ويتمسك السودان ومصر بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

وزارة الري: تغير في نمط الأمطار وزيادات غير مسبوقة في إيراد النيل الأبيض

من جهتها، قالت وزارة الزراعة والري في السودان، الثلاثاء، حول فيضان النيل 2025 إن التوقعات الموسمية أفادت بوجود تغير في نمط الأمطار، حيث تأخر موسم الأمطار وامتد حتى نهاية شهر أكتوبر، نتيجة تأثيرات التغير المناخي.

وذكرت في بيان أنه قد تم إصدار إنذار مبكر بخصوص كميات الأمطار المتوقع هطولها على الهضبة الإثيوبية «مصدر فيضان النيل الأزرق والعطبراوي»، والتي كانت ضخمة تتجاوز المعدل المتوسط.

وأضاف البيان برزت أيضًا زيادة كبيرة في إيراد النيل الأبيض، والذي يشهد منذ العام 2020 زيادة غير مسبوقة بلغت حوالي 60% – 100% أعلى من المتوسط، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة تعكس التغيرات المناخية التي تؤثر على المنطقة.

وأكد البيان أن الوارد عبر نهر عطبرة هو الآخر كان الأعلى خلال هذه الأيام، لافتًا إلى أن هذه الزيادات تزامنت مع اكتمال التخزين وامتلاء بحيرة سد النهضة.

وأوضحت أنه منذ التاسع من سبتمبر الحالي بدأ تصريف المياه من البحيرة، مما أدى إلى اجتماع مياه موسم الفيضان مع تصريف المياه من السد، حيث وصلت أقصى قيمة للتصريف إلى 750 مليون متر مكعب في اليوم.

وأردف البيان «على الرغم من أن التصرفات في موسم الفيضان كانت تصل إلى قيم أكبر من ذلك، إلا أن توقيت هذه الكمية كان لها تأثير كبير في الأنماط الهيدرولوجية للمناسيب». وأضاف «نتيجة لهذه الزيادات، شهد مجرى النيل وفروعه ارتفاعاً ملحوظاً في المناسيب».

وأعلنت الوزارة أنها وجهت بعقد غرفة عمليات طارئة بإشراف مباشر ومتابعة يومية من السيد الوزير عصمت قرشي، ووكيل الوزارة والجهاز الفني، ومديري مياه النيل والخزانات، حيث تم استنفار كافة العاملين في الخزانات ومحطات الرصد للنيل وغرف الإنذار المبكر وخبراء التشغيل.

ونبه البيان أن وصول المنسوب في أي محطة إلى مستوى الفيضان يعني أن المياه قد وصلت إلى حافة المجرى النهري، وليس بالضرورة غرق المنطقة بالكامل.

كما نوه إلى أن الوارد من النيل الأزرق بدأ في الانخفاض منذ يوم أمس، وعليه من المتوقع أن تبدأ كافة المناسيب بالنزول تباعًا.

مشاركة التقرير

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp

اشترك في نشرتنا الإخبارية الدورية

مزيد من المواضيع