1 اكتوبر 2025 – قتل 6 أشخاص وأصيب 24 آخرين، الثلاثاء، في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مطبخ مجاني «تكية» داخل مركز إيواء للنازحين في الفاشر بشمال دارفور.
واول امس الإثنين أعلن الجيش السوداني، إسقاط معدات عسكرية في معقله الرئيسي بالفرقة السادسة مشاة بالفاشر للمرة الأولى منذ إسقاط إحدى طائراته الحربية هناك في أبريل الماضي وذلك وسط معارك يومية ضارية في المدينة.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم، إن التكايا التي تمثل ملاذًا للفقراء والجائعين لم تسلم من قصف الدعم السريع حيث تركت الأواني محطمة والطعام متناثرًا على الأرض في إعلان حرب على الجوعى والضعفاء.
وأضافت في بيان أنه حتى المستشفيات التي كانت تُكافح للبقاء وسط النقص والدمار أصبحت هي الأخرى هدفًا لم تسلم الأسرة ولا قوارير الأوكسجين ولا حتى صرخات الجرحى.
وأوضح البيان أن المدنيين وحدهم من يدفعون الثمن حيث تُستهدف تجمعاتهم وأسواقهم وأعراسهم وجنازاتهم وكلما حاولوا لملمة جراحهم جاءهم قصف جديد ليعيد الوجع إلى نقطة البداية.
من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الثلاثاء، إن «مليشيا الدعم استهدفت أحد مراكز الإيواء و النزوح في مدينة الفاشر».
وأكد أن هذا الاستهداف «يمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدموي ضد المدنيين العزل».
وأشار إلى أن هذا الاعتداء الغادر الذي يستهدف النساء والأطفال والشيوخ النازحين «يظهر بوضوح أن هذه المليشيا لا تفرق بين مقاتل و مدني و تواصل سياساتها القائمة على الأرض المحروقة وجرائم الإبادة بحق أبناء دارفور».
وأدان مناوي «بكل قوة هذا الفعل الإجرامي الذي قال إنه يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني»، داعيًا منظمات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل لإنقاذ السكان الصامدين في مدينة الفاشر.
ومنذ الأسبوع الماضي تجنبت قوات الدعم السريع التعليق بشكل رسمي على سير المعارك الجارية في الفاشر.
وتشهد الفاشر منذ أسابيع تصاعدًا في وتيرة الهجمات؛ ففي 23 سبتمبر قصفت قوات الدعم السريع سوق المدينة، ما أوقع أكثر من 27 قتيلًا وجريحًا، كما استهدفت في 19 سبتمبر حي أبوشوك شمال غربي المدينة بطائرة مسيّرة أثناء صلاة الفجر، مخلّفة عشرات الضحايا.
ويوم الأحد قالت منظمة أطباء بلاحدود، إنها قدمت الرعاية الطبية لأكثر من 300 من ضحايا العنف الجنسي والناجين منه في محلية طويلة بشمال دارفور، في الفترة من مايو إلى يونيو 2025.
يُذكر أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا مشددًا على الفاشر منذ أبريل 2024، في محاولة لإسقاطها، بالتوازي مع هجمات متكررة على معسكرات النزوح في زمزم وأبوشوك، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف ونزوح أعداد كبيرة.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة وسط أوضاع إنسانية متدهورة.