1 اكتوبر 2025– قدمت منظمات مجتمع مدني وجهات إنسانية دولية عريضة للمطالبة بفتح ممرات إنسانية عاجلة لفك حصار نحو 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، ما زالوا محاصرين منذ أكثر من 500 يوم في مدينة الفاشر، بشمال دارفور، بسبب حصار تفرضه قوات الدعم السريع.
وأكدت المنظمات أن قوات الدعم السريع تفرض حصارًا خانقًا على المدينة، مستخدمة التجويع كسلاح حرب عبر منع دخول الغذاء والدواء، كما أقامت أكثر من 38 كيلومترًا من المتاريس الترابية التي تقطع الطرق وتمنع خروج السكان أو دخول المساعدات.
وأشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أنه لا وجود لممرات آمنة لمغادرة الفاشر، ما يجعل المدنيين عالقين بين القصف اليومي ومخاطر الموت جوعًا أو مرضًا.
ومنذ بدء الحصار في مايو 2024، نزح أكثر من 470 ألف شخص من الفاشر وضواحيها، فيما شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا دمويًا خطيرًا، شمل عمليات قتل للرجال والفتيان على الطرقات وارتكاب فظائع بحق المدنيين، بحسب شهادات ناجين.
ودعت المنظمات الموقعة، بينها PAEMA وAvaaz، الإثنين، إلى تحرك عاجل لتأمين ممرات إنسانية فورية ومسارات إجلاء طوعي وآمن، وفق القانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن رقم 2736، مع آليات واضحة للمساءلة عن أي انتهاكات.
كما طالبت بتعيين منسق دولي للإجلاء يمتلك القدرة التشغيلية على الأرض، وباستخدام صور الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة لمراقبة الممرات وضمان سلامة المدنيين.
وأضافت المنظمات أن الوضع الإنساني يزداد مأساوية مع تدمير 35 مستشفى في الفاشر، وانتشار المجاعة وأكبر تفشٍ للكوليرا في السودان منذ سنوات، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 350 شخصًا في دارفور.
وحذرت من أن العجز الدولي عن التحرك سيقود إلى مجازر جديدة بحق المحاصرين.
وشددت على أن الحل الأجدى يظل وقفًا شاملًا لإطلاق النار في السودان، لكن إلى حين تحقيق ذلك، فإن توفير ممرات آمنة وسريعة التنفيذ لإنقاذ المدنيين في الفاشر أصبح ضرورة ملحّة لإنقاذ الأرواح.