6 أكتوبر 2025 – ما يزال الموت والجوع يسطران مأساة يومية في الفاشر بشمال دارفور، مركز الأزمة الإنسانية في حرب السودان الدامية وسط قصف مدفعي ومعارك يومية وحصار من الدعم السريع يمنع وصول المساعدات الإنسانية.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفاشر وآخر معقل كبير للحكومة المركزية في إقليم دارفور وسط أوضاع إنسانية متدهورة.
وأعلنت شبكة أطباء السودان، الإثنين، مقتل 13 شخصًا وإصابة 19 آخرين بينهم 7 أطفال وامرأة حامل في قصف متعمد للدعم السريع على الفاشر.
يأتي ذلك بعد يوم، من إعلان نشطاء وصحفيون في الفاشر، عن ندرة شديدة في الغذاء المعروض في الأسواق وتوقف مطابخ خيرية تمامًا عن إطعام آلاف السكان الذين تقطعت بهم السبل في مدينة محطمة بالحرب.
وأدانت الشبكة، في بيان اليوم، بأشد العبارات «استمرار الدعم السريع في ارتكاب جرائمها ضد المدنيين العزل بمدينة الفاشر، في ظروف صحية بالغة السوء حيث خرجت غالبية المرافق الطبية من الخدمة».
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف الهجمات على المدنيين، وتوفير الحماية الفعلية للمدنيين والعاملين في الحقل الطبي، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإخلاء الجرحى وإيصال الإمدادات الطبية والإغاثية.
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، اليوم، إن «مدافع ثقيلة تقصف أحياء المدينة بلا هوادة، ومسيرات هجومية من مختلف الأنواع تقصف باستمرار ومصفحات بمختلف الأشكال والمدرعات المدجّجة بكل وسائل التحصين تحاصرها من كل الاتجاهات في مشهد يعكس أبشع صور الحرب».
وأضافت أن «المأساة بلغت ذروتها حيث غازات كيميائية تُنثر فوق منازل المواطنين وكأنها جزء من الهواء الذي يتنفسونه».
وأمس اتهمت اللجان قوات الدعم السريع بإلقاء مقذوفات وصفتها بالغريبة في مناطق مدنية.
وأشارت إلى أنها، وبحسب شهود عيان، فقد صدرت من هذه المقذوفات روائح غريبة وقوية يُعتقد أنها تحتوي على مواد سامة أو مهيج، كما نشرت صورًا قالت إنها لهذه المقذوفات.
في وقت لم تصدر الدعم السريع منذ نحو أسبوعين أي تعليق رسمي حول ما يجري في الفاشر.