7 أكتوبر 2025 – قال تقرير جديد صدر في أكتوبر الحالي عن وحدة حساسية النزاعات السودانية «Conflict Sensitivity Facility» ومرصد الصراع والبيئة البريطاني «CEOBS»، إن العوامل البيئية تمثل محورًا أساسيًا في فهم ديناميات النزاع والسلام في السودان، داعيًا إلى ضرورة إدماجها في خطط المساعدات والتعافي وإعادة البناء.
وأشار التقرير المعنون بـ«البيئة، والنزاع، والسلام في السودان: من الاستجابة إلى التعافي» إلى أن القضايا البيئية في السودان لا تزال ملحة وحيوية، وتؤثر بشكل مباشر على جهود الإغاثة والعمل الإنساني والانخراط السياسي.
وأكد التقرير أن تزايد الضغوط البيئية قبل اندلاع الحرب الحالية كان نتيجة مزيج من ضعف الحوكمة والسياسات الوطنية، وتفاقم الضغوط المناخية، إلى جانب التأثيرات البيئية الناجمة عن انعدام الأمن.
كما أبرز التقرير أن التنافس على الموارد الطبيعية -مثل النفط والذهب- ما زال يشكل أحد أهم محركات النزاع على المستويين المحلي والوطني، في حين أن الوصول إلى موارد السودان يجذب مصالح خارجية قد تُعيق أو تُعزز جهود السلام.
ولفت إلى أنه رغم أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا في النزاع، إلا أنها غالبًا ما تُهمش بسبب عمق الأزمة الإنسانية. ومع ذلك، أضاف التقرير أن هناك فرصًا حقيقية لدمج الاعتبارات البيئية في الاستجابة الإنسانية، مع ضرورة الاعتماد على الخبرات السودانية والمقاربات المحلية لضمان فعالية الجهود.
دمج إدارة الموارد الطبيعية في استراتيجيات بناء السلام المحلي
وأكد التقرير أن دمج إدارة الموارد الطبيعية في استراتيجيات بناء السلام المحلي يمكن أن يسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والمساواة بين الجنسين، داعيًا إلى إعادة صياغة السرديات البيئية باعتبارها قضية مشتركة وليست سبباً حتمياً للصراع.
كما شدد التقرير على أن دمج البيئة في استراتيجيات السلام يجب أن يشمل أربع ركائز أساسية، ممثلة في فهم الأبعاد البيئية للنزاع والسلام كأساس لاستراتيجيات السلام، وضمان عدم تهميش البيئة حتى أثناء الحرب، وتعزيز دعم المجتمع المدني السوداني، خصوصًا المنظمات التي تركز على القضايا البيئية وبناء السلام، لضمان استدامة جهودها على المدى القصير والطويل.
كذلك أوصى التقرير بدمج الاعتبارات البيئية وتغيُّر المناخ في برامج الجهات المانحة والمساعدات الإنسانية والتنموية لضمان استجابة مؤثرة وحساسة للنزاعات، وجعل البيئة والقدرة على الصمود المناخي والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية ركائز أساسية في أي عملية انتقال نحو السلام والتعافي الأخضر، سواء على مستوى مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص والمجتمع المحلي.
ومع استمرار الحرب وضعف المؤسسات، شدد التقرير على أهمية دعم الكفاءات والخبرات السودانية للتحضير لمرحلة ما بعد النزاع
وأوضح أن السياسات البيئية تمثل مدخلًا محوريًا نحو سلام مستدام وتعافٍ أخضر، مع الاستفادة من تجارب «التعافي الأخضر» في دول مثل سوريا وأوكرانيا. كما أشار إلى أن نجاح أي عملية سلام بيئي يعتمد على بيانات علمية ومجتمعية موثوقة وعلى مشاركة المجتمعات المحلية بفعالية.
وأكد التقرير على أن تحقيق السلام المستدام في السودان لا يمكن أن يتحقق دون إدماج البيئة كعنصر محوري في مسار التعافي وإعادة الإعمار، لأن تجاهلها يعني إطالة أمد الصراع وإضعاف فرص الاستقرار.