11 أكتوبر 2025 – قالت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر بشمال دارفور، إن طائرات مسيّرة تابعة لـ«الدعم السريع» قصفت، يومي الخميس والجمعة، مركزًا لإيواء للنازحين بالمدينة وجامعة، مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
وأفادت تنسيقية المقاومة في الفاشر، في بيان نشرته على صفحتها على «فيسبوك»، اليوم السبت، بأن القصف استهدف مركز «دار الأرقم» لإيواء النازحين وجامعة أم درمان الإسلامية، مبيّنةً أن جثث القتلى ما تزال تحت الأنقاض، فيما احترق آخرون داخل مركز الإيواء. واتهمت التنسيقيةُ «الدعم السريع» بتنفيذ القصف على نحو «انتقامي ومتعمد»، مشيرةً إلى سقوط «مئات القتلى والجرحى داخل الأحياء السكنية» جراء القصف.
وأضاف بيان التنسيقية أن الوضع في المدينة «فاق حد الكارثة»، مستنكرًا صمت العالم إزاء ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية»، ومشيرًا إلى أنّ السكان «يموتون يوميًا إما بالقصف أو الجوع أو المرض»، وأن المدينة «تفقد أكثر من ثلاثين روحًا بريئة يوميًا».
ويأتي منشور تنسيقية الفاشر بشأن الهجوم، بعد يوم واحد من بيان أصدره مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، أعرب فيه عن «فزعه» من تجاهل قوات الدعم السريع المتواصل لحياة المدنيين في الفاشر، مؤكدًا أن هجماتها تحدث «رغم الدعوات المتكررة، بما في ذلك دعواته الشخصية، إلى توخي العناية الواجبة في حمايتهم».
وأدان تورك مواصلة «الدعم السريع» قتل المدنيين وتشريدهم ومهاجمة الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمساجد وملاجئ النازحين، وعدّها «تجاهلًا تامًا للقانون الدولي الإنساني»، داعيًا إلى وقف هذه الانتهاكات فورًا.
وفي التاسع من سبتمبر الماضي، أعلن تحالف «السودان التأسيسي» الذي تهيمن عليه «الدعم السريع»، مسؤوليته عن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت ما قال إنها «مواقع عسكرية ولوجستية للجيش» في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، فيما وثّقت جهات محلية أضرارًا واسعة في منشآت مدنية وبنى تحتية جرّاء ضربات الطائرات المسيّرة.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ قرابة العام ونصف، في محاولة لإسقاط آخر عاصمة تابعة للحكومة المركزية في إقليم دارفور، مما أدى إلى أوضاع إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بـ«الكارثية».
ووفقًا لتقارير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقل عن 53 مدنيًا وأُصيب أكثر من 60 آخرين بين 5 و8 أكتوبر الجاري على يد قوات الدعم السريع، كما قُتل 14 مدنيًا في قصف استهدف المستشفى السعودي (آخر مرفق رئيسي يعمل في شمال دارفور)، فيما أُعدم سبعة مدنيين ميدانيًا خلال عمليات تفتيش من منزل إلى منزل.
وما يزال نحو 300 ألف مدني محاصرين داخل الفاشر بحسب تقديرات الأمم المتحدة. فيما تصف منظمات إنسانية الوضع في المدينة بأنه «إبادة بطيئة» نتيجة الحصار ونقص الغذاء والدواء.
وشهدت الفاشر، الأسبوع الماضي، قصفًا مدفعيًا استهدف مستشفى النساء التخصصي، أدى إلى مقتل 12 شخصًا، بينهم طبيبة وممرض، بحسب شبكة أطباء السودان التي عدّت الهجوم «جريمة حرب مكتملة الأركان»، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف استهداف المرافق الصحية وإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي المنهار.